تطرق موقع المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية اليوم الاثنين، في تقرير مطول لمحررة المجلة السنوية للجمعية البريطانية اليمنية ” هيلين لانكر” إلى الحرب على اليمن بعد سبع سنوات، وتساءل الثقريركيف يمكن لمبعوث الأمم المتحدة الجديد أن يضع أسس السلام؟
ووصف التقرير الوقت بالصعب مع تولي هانز جروندبرج مهامه في اليمن، وفي ظل عدم إظهار أطراف الحرب أي علامات للإرهاق، وأمام أزمة إنسانية يعاني منها حوالي 20 مليون يمني يحتاجون إلى المساعدات الإنسانية.
ونوه التقرير إلى أن ما حصل في أفغانستان أدى إلى تقليص مصداقية الولايات المتحدة بشكل كبير، وهو ما يفتح المجال أمام اليمنيين ليكونوا أكثر تقبلا للمبادرات الأوروبية، فبعد سنوات من فشل الأمم المتحدة في التوسط لإنهاء الحرب، يحتاج جروندبرج الآن إلى تغيير جذري في النهج الدولي لإنهاء الصراع، وسيحتاج إلى كل الدعم الذي يمكنه الحصول عليه من الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه؛ لكن المشكلة الأساسية تتمثل في قرار مجلس الأمن 2216 الذي عفا عليه الزمن لعام 2015م. حسب التقرير.
وقال الموقع بأن قرار الأمم المتحدة 2216 له عيبان رئيسيان فهو يعترف بشرعية (هادي) مما يقيد المحاورين الذين يمكن للأمم المتحدة التعامل معهم ؛ ويدعو الحوثيين إلى الانسحاب إلى مواقعهم قبل 2014.
ويضيف: ولكي تساهم الأمم المتحدة بشكل بناء في إيجاد حل ، يجب عليها تحديث القرار، أما بالنسبة للحوثيين ، فإن المطالبة بالانسحاب إلى مواقعهم قبل 2014 هي ببساطة غير واقعية بالنظر إلى المكاسب التي حققوها منذ ذلك الوقت ؛ وقد تحولوا من حالة الدفاع إلى موقع الهجوم.
واشار التقرير إلى أنه بدون قرار جديد ونهج دولي ، سيسمح للأطراف المتحاربة الرئيسية بالبقاء ثابتة في مواقفها الصفرية، حيث تكرر (حكومة هادي) إشاراتها الثلاثة باعتبارها الأساس الوحيد للمفاوضات ، والتي من شأنها حماية موقفها (وهي: قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 ، والعودة إلى اتفاقية مجلس التعاون الخليجي لعام 2011 ، وتنفيذ نتائج مؤتمر الحوار الوطني) . في غضون ذلك ، يطالب “الحوثيون” بإنهاء كامل للحصار (بما في ذلك إعادة الفتح الكامل لجميع طرق الوصول الدولية ، سواء ميناء الحديدة أو مطار صنعاء) ، ووضع حد للعدوان .
خطوات المبعوث الجديد
عن خطوات المبعوث الجديد التي طرحها الموقع، فإنها تتمثل في سعيه للحصول على قرار محدث من مجلس الأمن الدولي يعترف بالتوازن الحقيقي للقوى داخل اليمن، حيث يجب على الاتحاد الأوروبي والدول الأوروبية التي لها مقاعد في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ، بما في ذلك المملكة المتحدة ، التي لا تزال لاعبًا رئيسيًا في اليمن ، أن تأخذ زمام المبادرة في توفير المظلة السياسية اللازمة لدفع هذه العملية إلى الأمام.
كما أنه من خلال قرار جديد ، يجب على جروندبرج المساعدة في إنشاء فرق تفاوض تمثل بشكل أفضل الكيانات السياسية والعسكرية والاجتماعية في اليمن – في النهاية ، يجب أن تعكس المفاوضات الحقائق على الأرض وإشراك الأشخاص الذين لديهم السلطة لفرض اتفاقية.
ولفت الموقع إلى أن على المبعوث الجديد التركيز على معالجة الجوانب الدولية للحرب، خاصة بعد تصريحات الرئيس الأمريكي بايدن برغبته في إنهاء الحرب، وتخلي السعودية عن أملها بتحقيق أي انتصار كانت تظنه سريع وحاسم، وبحثها عن مخرج مما وصف بالمستنقع اليمني.
أهداف إماراتية
وأوضح التقرير أن ثمة هوة بين الإمارات والسعودية حصلت مؤخرًا، فـ أبو ظبي تصب تركيزها على ضمان نفوذ طويل الأمد في سواحل اليمن في سعيها لتصبح قوة بحرية مهمة، ودعم شركائها على طول السواحل ، ولا سيما المجلس الانتقالي الجنوبي وقوات طارق صالح ، فضلاً عن السيطرة على منشأة جوية تم بناؤها مؤخرًا في جزيرة ميون ، في مدخل البحر الأحمر.
وقال التقرير إن جروندبرج سيحتاج إلى العمل عن كثب مع الرياض وصنعاء، كما أن الإرهاق واليأس الذي يعاني منه ملايين اليمنيين الذين يعانون قد يؤثر أخيرًا على قادتهم والتوصل إلى تسوية، حيث يجب على المبعوث الأممي الجديد اغتنام زمام المبادرة لدفعهم في هذا الاتجاه.