إستطلاع /عبدالكريم مطهر مفضل/ وكالة الصحافة اليمنية //
يوم بعد أخر، تكشف صنعاء، عن قوة يصعب كسرها، تنبع من أصالة شعب اليمن، الذي يمتاز بتجربة انسانية عميقة تضرب جذورها في عمق التاريخ.
ومن رحم المعاناة اليومية، نتيجة تعرض اليمن للحرب والحصار الذي تمارسه دول التحالف، للعام السابع على التوالي، تواصلت فعاليات مهرجان صنعاء السياحي، تحت شعار” صنعاء صمود وسياحة” الذي يقام في حديقة المدينة السياحية وسط العاصمة، و يضم في جنباته نفحات من الموروث الثقافي من مختلف أرجاء اليمن، إلى جانب عروض تجارية وأنشطة ثقافية وترفيهية متعددة.
ي
ويشهد مهرجان صنعاء السياحي اقبالاً كبيراً من قبل المواطنين، الذين جذبهم مستوى أجنحة المعرض التي احتوت على تنوع فريد من التراث اليمني من مختلف مناطق البلاد، إلى جانب وجود أجنحة للمنتجات الصناعية اليمنية، والبضائع التجارية، إضافة إلى إحياء فعاليات ثقافية، وألعاب وحدائق الترفيه.
كما يضم المعرض أيضا الملابس التراثية والبهارات العربية الشهيرة والعطور والبخور وخلطات العود اليمنية التقليدية والأعشاب.
جناح بيع العسل
وتحتوي أجنحة مهرجان صنعاء السياحي، على جناح مخصص لمنتجات العسل اليمني الشهير الذي يستخدم للتداوي والتغذية وهو من أجود أنواع العسل المعروف على مستوى العالم، نظراً لتنوع البيئة التي يعيش فيها النحل في اليمن.
يقول عبدالقادر الحذفي مسؤول جناح محلات “الرضاب” للعسل اليمني، إن اليمنيين اهتموا منذ القدم بتربية النحل وإنتاج العسل بجودة عالية؛ لكونه يستخدم كعلاج للكثير من الأمراض، بسبب احتواءه على الفيتامينات والمعادن المركزة بشكل ممتاز، ويعد غذاءً فعالاً لتقوية المناعة ونظراً لجودة العسل اليمني فهو الأغلى سعراً في العالم بأنواعه النادرة خاصة عسل السدر وعسل السلام والعسل الدوعني الذي يتواجد في مناطق عدة من اليمن كـ العصيمات وحضرموت وشبوة ووصاب والعديد من المناطق اليمنية.
منتجات البن اليمني
بدوره قال محمد غالب نائب الرئيس التنفيذي لشركة “حراز كوفي ” لبيع البن اليمني، إن المعرض فرصة كبيرة لعرض منتوجات البن اليمني الأصيل الذي يوصف بالذهب الأسود.
وأكد غالب، أن المزارعين في مناطق حراز ومناخة قرروا اقتلاع شجرة القات واستبدالها بزارعة البن اليمني بطرق حديثة تضمن الحفاظ على جودته العالمية.
وأوضح غالب، أن المعرض يعتبر فرصة حقيقية من أجل تثبيت أسعار البن اليمني وتصديره للخارج بجودة عالية وبأسعار كبيرة.
وأشار غالب، إلى أن البن اليمني يحتل مرتبة عالية وسمعة كبيرة في دول العالم، الأمر الذي يجعله ذهباً أسود على غرار الذهب الأبيض والأصفر.
المشغولات اليدوية
كما يزهو المهرجان بمعرض خاص بالعديد من المشغولات اليمنية الحرفية التي تعبر عن الموروث الأصيل للشعب اليمني وتظهر مدى الاهتمام بحرف عريقة وعادات وتقاليد راسخة على مر القرون، فالصناعات التقليدية اليمنية لا تزال تزدهر عبر أيدي الحرفيين الذين اكتسبوا خبرة الحرفة من الآباء والأجداد في نسيج أعمال تبهر الزوار خصوصاً هؤلاء الصناع والحرفيين الذين يحرصون على المشاركة وهو ما يتيح الفرصة للزوار لأن يشاهدوا جانباً مهماً من الموروث اليمني القديم.
الأخ أحمد مطهر حجر صاحب “محلات حجر” لصناعة الفضة والحرف اليدوية تحدث قائلاً:
إن ضعف الأقبال على المعرض نتيجة لطبيعة الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد، جراء ما تتعرض له اليمن من حصار، وحرب اقتصادية.
وأكد حجر أن الحرف اليدوية تمثل جانباً مهماً من تراث الشعب اليمني، كونها تعبر عن الأصالة، فهي جزء مهم من حياة الحرفيين الذين يحرصون على إحياء الصناعات التقليدية.
وأشار حجر، إلى أن المعروضات الحرفية تنوعت هذا العام وأن بعض المشاركين يحرصون على إبراز الصناعات التقليدية المرتبطة بالعقيق اليمني النفيس، بجميع أصنافه الأحمر والأصفر والأبيض والوردي، وتشكيلات فضية تقليدية، مثل الخواتم والأساور وعقود “اللبة” و”الدقة”، مبيناً أن بعض المشغولات الفضية قديمة عمر البعض منها يترواح بين 80 إلى 100 سنة.
زوار المعرض