وكالة الصحافة اليمنية.. تقرير خاص..
كلما تقلصت المسافة التي تفصلنا عن الشهر الكريم، كلما اتسعت جيوب وخزنات التجار الذين لا يفوتهم أي طقس ديني أو وطني أو حتى رياضي، ينصبون مصائد ضخمة وعملاقة يضمنون بها اصطياد المواطن في أي مدينة كان، يضعوا أمام عينه ألف “بشرى سارة” ومليون “فرصة ثمينة”، مكررين إعلاناتهم التي تحاصر المواطن من كل الاتجاهات وعبر كل الوسائل حتى يفرغ ما في جيبه ورصيده الى خزائنهم وحساباتهم البنكية.
يعلن هذا المتجر أو ذاك عن تخفيضات هائلة بمناسبة شهر رمضان المبارك، ولكن بمجرد اختيار سلعة ما من ذلك المتجر والذهاب الى “الكوشير” تكشر عن الأسعار عن أنيابها لنهش ما أمكنها من لحم المواطن “المنتوف أصلاً”، يحاول المواطن الاستعانة باللوحة المعلقة خارج المتجر أو بالاعلان المنتشر في الشوارع والاذاعات، لكنه يبقى وحيداً أمام كوشير صلب وأسعار نارية.
تزداد عمليات النصب والاحتيال التي يمارسها التجار وخاصة في الشهر الفضيل الذي تتضاعف فيه الأجور والحسنات، ليدفع فيها المواطن “دخل عام كامل” مقابل وجبة ونصف الوجبة فقط لمدة 30 يوم، ويدفع أكثر إذا ما فكر بشراء ملابس وأحذية لاسرته.
الكثير من التجار ينتظرون رمضان كموسم لـ “طلبة الله” لأنهم يجنون أرباحاً طائلة لا يحصلون عليها طوال العام، ولهذا يعدون عدتهم ويضيفون الى بضائعهم جديداً أو جديدين ويفتحون أبواب محلاتهم لمدة 30 يوم بلا توقف ولا إغلاق، ولأن خزائنهم تقول دائماً “هل من مزيد؟” يستمرون في العمل الى رابع أو سادس أيام العيد.
“تخفيضات” يتم كتابتها بأجمل الخطوط وتلحينها في أغاني فلاشية كي تجذب أكبر قدر ممكن من المواطنين “الضحايا” الذين تقوم تلك المحلات بعصر جيوبهم و”نفضها” الى خزنات من جشع، وتمرير كميات هائلة من البضائع والمنتجات الفاسدة والمنتهية والمغشوشة تحت يافطة “التخفيضات” وباسم الشهر الكريم.
عدي رسام من أبناء حجة يسكن في حي المطار في العاصمة صنعاء يقول أن ذهب لاحدى المتاجر الكبيرة التي أدوشت الناس باعلاناتها عن التخفيضات بمناسبة رمضان، لكنه وجد واقع مختلفاً تماماً فبعد أن سافر من أطراف
صنعاء الى قلب مدينة حدة ليشعر بعد جولة داخل ذلك المتجر بأنه ربما أخطئ في العنوان، وذلك لكون المتجر يبيع بأسعار خيالية لا يستطيع المواطن العادي “متوسط الدخل” تقبلها ولو من باب المزاح.
ونتيجة لظروفه المادية الصعبة يستجيب المواطن لتلك الاعلانات الخادعة رغبة في الحصول على أشياء جيدة بأسعار زهيده، لكنه يعود من تلك المحلات بجيوب وأكياس فارغة، ليندب حظه ويستسلم للاحباط في كل مرة كونه يعرف بأن صوته لن يسمع فيما لو ذهب الى أي جهة من الجهات المسئولة وتقديم شكوى بحق المحل الذي نصب عليه.