قال موقع “انسايد أرابيا” الأمريكي اليوم الخميس، إن الإمارات والاحتلال الإسرائيلي عززا الطابع الرسمي على أول مشروع استعماري مشترك بينهما في الشرق الأوسط، في جزيرة سقطرى اليمنية منذ أغسطس الماضي.
واضاف موقع ” انسايد امريكا” في تقريره “وفقًا لتقرير نشرته وكالة الصحافة اليمنية فإن الاحتلال الإسرائيلي والإمارات توصلا إلى اتفاق لتشارك السيطرة على الجزيرة المدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو بغرض توسيع عملياتهم الاستخباراتية العسكرية المشتركة في خليج عدن والبحر الأحمر والمحيط الهندي.
وبحسب الوكالة، فقد أبرمت مؤسسة خليفة والهلال الأحمر الإماراتي عقدًا مع الشركات الإسرائيلية “يوسي أبراهام” و”ميفرام” لتوسيع مطار “حديبو” الذي تستخدمه الإمارات والقوات الأمنية الإسرائيلية في عمليات الاستخبارات البحرية والجوية.
وقال التقرير الأمريكي أن الإمارات أجرمت بشكل كبير في دعم “المجلس الانتقالي الجنوبي”، كما سيكون الأذى أكبر من شراكتها مع الجيش الإسرائيلي.
ولفت التقرير إلى أن سيطرة الإمارات على سقطرى، يعني السيطرة على الموانئ في الصومال وجيبوتي وإريتريا والسودان. وفي سباق السيطرة على البحر الأحمر، تتقدم الإمارات بوضوح، ويبدو أنها قررت ضم حليفتها الأحدث؛ إسرائيل.
طموحات اقتصادية
وقال الباحث “روهان أدفاني” من مركز الدراسات “ذا سينشري فونديشن”: “عبر الاختباء وراء شركة موانئ دبي العالمية الموجودة في الإمارات والمملوكة للقطاع الخاص، تسعى الإمارات لتحقيق تطلعاتها في البحر الأحمر والقرن الأفريقي”.
وأضاف: “مشاريع البنية التحتية الإماراتية الخاصة في القرن الأفريقي ليست مشاريع اقتصادية بحتة، وإنما ترتبط هذه الموانئ والطرق السريعة والمنشآت الأمنية ومرافق المياه والصرف الصحي بشكل وثيق بالسياسة الخارجية الإماراتية، وهي آليات مهمة لتوسيع كل من رأس المال والنفوذ الإماراتي، وهذا التوسع إمبريالي في جوهره، وهو زواج بين الطموحات الاقتصادية والسياسية”.
تغيير موازين القوى
وتابع التقرير: تمنح الشراكة الأمنية بين الكيان الإسرائيلي والإمارات فرصة هائلة لتل أبيب تتمثل في عمليات مراقبة وقدرات غير مسبوقة خارج حدودها في الشرق الأوسط والقرن الأفريقي، وهذا غالبًا ما دفع رئيس وزراء الاحتلال السابق “بنيامين نتنياهو” ليرحب بسفير الإمارات “محمد الخاجة” في وقت سابق من هذا العام قائلًا: “نحن نغير الشرق الأوسط، نحن نغير العالم”.
ونوه التقرير إلى أنه ليس من المستغرب أن يرى ولي عهد أبوظبي “محمد بن زايد” الاحتلال الإسرائيلي أفضل شريك استراتيجي لبلاده، فهو لا يحصل بهذا على تحالف فقط مع الاسرائيليين ـ الذين يحظون بدعم غير محدود من قبل الولايات المتحدة والغرب ـ وإنما ينشئ روابط أوثق بواشنطن.
وأشار التقرير إلى أنه وبخلاف طائرات “F-35” الأمريكية، فإن ضم سقطرى هو أعظم هدية من بينهم جميعًا، فهي لا توفر فقط للإمارات “السيطرة الكاملة على نطاقات الأرخبيل الجوية والبحرية.
وعلى هذا النحو، فإن الضم الإماراتي الإسرائيلي لسقطرى هو النصر العسكري الاستراتيجي الأكثر أهمية في المنطقة منذ انتصار الاحتلال على الجيوش العربية في عام 1967، لكنه لا يتلقى الاهتمام الكافي بعد.
وشدد التقرير على ضرورة مراقبة التطورات المستقبلية للشراكة بين الإمارات والاحتلال، في ضوء النتائج المدمرة لتدخل أبوظبي في اليمن.