فشل التحالف الثلاثي بمعارك جنوب مأرب .. القاعدة تفقد أمراء من أفغانستان والعراق وسوريا وتضع التحالف في مأزق كبير
تحليل/عبدالكريم مطهر مفضل/وكالة الصحافة اليمنية//
يوما تلو الآخر تتكشف طبيعة العلاقة بين قوات التحالف ومليشيات الإصلاح وغيرها من التنظيمات الإرهابية “القاعدة وداعش”، بعد أن عمد التحالف على توطيد صلاته بباقي جماعات الإسلام السياسي والدموي.
إذ أدركت قوات التحالف أنها لم تعد قادرة في الصمود على الأرض، امام طوفان التقدم الميداني المتسارع لقوات حكومة الإنقاذ، وأن الحل يكمن في ممارسة الإرهاب والعنف والفوضى على نطاق واسع مما قد يساعد مجنديها من التواجد على الأرض ولو لفترة زمنية محددة لعل وعسى أن تجد فرجاً للخروج بماء الوجة من المستنقع اليمني.
مصالح في الخفاء وعداء في العلن
التحالف الثلاثي بين قوات التحالف وميليشيات الإصلاح والقاعدة يحدث الآن على نطاق واسع ومكشوف في معارك جنوب مأرب، على الرغم من محاولات الإدارة الأمريكية التستر عليه بإيهام الرأي العام الدولي والمحلي أنها تحارب تنظيم القاعدة الإرهابي وتستهدف بطائراتها بدون طيار عناصره في جبهات مأرب.
قوات التحالف ومليشيات الإصلاح في مأرب، استعانت بعناصر تنظيمي “القاعدة وداعش” في خضم محاولاتها في التصدي لزحف قوات حكومة صنعاء، والتقدم باتجاه أسوار مدينة مأرب الشمالية والغربية، وعمدت على أن تكون الصفوف الأولى من مقاتيليها منتمين إلى التنظيمين الإرهابيين، غير أن هذا التحالف الثلاثي فشل فشلاً ذريعاً بعد أن تمكنت قوات صنعاء من تطهير مديريات الجدعان ورغوان ومدغل والكسارة وجبال البلق والمشجح والسيطرة على أهم معسكرات قوات التحالف في تلك المناطق.
ويبدو واضحا أن فشل قوات التحالف في التصدي للتقدم السريع لقوات صنعاء باتجاه مدينة مأرب من الجهة الشمالية والغربية للمدينة دفع قوات التحالف ومليشيات الإصلاح للاستعانة بالعناصر الإرهابية لفتح جبهات جديدة في مناطق أخرى بمحافظات الضالع وتعز وكذا محافظة البيضاء وشبوة التي تندرج ضمن ما يسمى بمحور بيحان التابع لقوات التحالف والتي تنسق مع المليشيات الإرهابية، لتخفيف الضغط عن مجنديها وأدواتها في جبهات أسوار مدينة مأرب.
إلا أن النتائج على الأرض جاءت عكسية وبما لا تشتهيه سفن التحالف، حيث تمكنت قوات صنعاء التصدي لتلك المحاولات وتطهير محافظة البيضاء بالكامل والعديد من مديريات محافظة شبوة ومديريات جنوب محافظة مأرب خلال فترة زمنية قياسية، لتضيق قوات صنعاء الخناق أكثر على قوات التحالف وأدواتها الإرهابية داخل مدينة مأرب وتتقدم باتجاه البوابة الجنوبية للمدينة.
ولعل أكبر خسارة تجرعتها قوات التحالف في معارك مأرب والبيضاء، تمثلت في إنكشاف المستور حول طبيعة علاقتها بالجماعات المسلحة المتطرفة والعناصر الإرهابية، وفضح أكذوبة محاربتها للإرهاب.
جرائم على طريقة القاعدة وداعش
وتتجسد العلاقة بين قوات التحالف وباقي التنظيمات المسلحة المتطرفة بما فيها مليشيا الإصلاح وعناصر التنظيمات الإرهابية “القاعدة وداعش” بشكل واضح في معارك محافظة مأرب، إذ أن طريقة إعدام الأسرى بالذبح والدهس بالعربات العسكرية يعبر بالأساس عن طرق وأساليب معروفة بالتنظيمات الإرهابية التي دأبت على نشر جرائمها على نطاق واسع حول العالم، كما أن العيش بسلام مع العناصر الإرهابية داخل المحافظة كشف العلاقة الخفية بين قوات التحالف وغيرها من المليشيات المحسوبة على تيارات الإسلام السياسي والدموي.
ففي 15 أغسطس الماضي، أعدمت ميليشيا الإصلاح 3 من الأسرى والمختطفين في “سجن الشرطة العسكرية” التابع لقوات التحالف، واصابة 6 أخرين جراء انتفاضة المساجين ضد سوء المعاملة وقساوة التعذيب وقطع الدواء عن المرضى المختطفين في مأرب.
وفي 31 أغسطس الماضي، أقدمت الجماعات المسلحة الموالية لقوات التحالف على قتل 4 من أسرى قوات صنعاء بطريقة وحشية، من خلال دهسهم أحياء بعربات عسكرية في منطقة “آل شبوان” بوادي عبيدة.
وأقادت مصادر محلية في مأرب لـ”وكالة الصحافة اليمنية” أن الشيخ “علي حسن بن غريب” القيادي العسكري في ميليشيا الإصلاح في مناطق عبيدة والمكلف من الحزب بالتنسيق مع عناصر القاعدة وداعش وجه مقاتليه بدهس الأسرى الأربعة.
كما جاءت عملية قطع رؤوس الأسرى بطريقة بشعة الأسبوع الماضي، في منطقة “بني عبد” بمدبرية العبدية، لتؤكد أن العناصر الإرهابية المحاصرة فيها تنتمي لعناصر “القاعدة وداعش”.
العبدية بؤرة الإرهاب