استنكر مصدر مسؤول بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية قيام جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا”، بالمشاركة بافتتاح ما يدعى بـ”متحف التسامح” في زيارته لفلسطين المحتله .
وأشار المصدر إلى أن “هذا المتحف مقام قسرا على مقبرة مأمن الله الإسلامية الأثرية في القدس، والتي يعود تاريخها إلى القرن الحادي عشر”، مشيرا إلى أن “مشاركة رئيس الفيفا في هذه الفعالية تخالف مبادئ النظام الأساسي للاتحاد الدولي لكرة القدم، وتعد تسييسا غير مقبول له، كما أنها تعبر عن انحياز صارخ لدول الاحتلال على حساب الفلسطينيين”.
ولفت المصدر إلى أن “قرار السلطة الفلسطينية عدم استقبال إنفانتينو يعكس غضبا مشروعا حيال تصرف رئيس الفيفا وما يمثله من استفزاز لمشاعر الفلسطينيين”.
هذا وكان الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم قد أصدر بيانا قال فيه إنه تلقى يوم الخميس الماضي رسالة رسمية من رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم يبلغهم فيها برغبته في زيارة المنطقة، موضحا بأن هذه الزيارة ستبدأ بزيارة فلسطين يوم الاثنين للقاء أسرة كرة القدم الفلسطينية والمستوى السياسي والمشاركة في أية أنشطة وفعاليات نقترحها، على أن يقوم رئيس الاتحاد الدولي بزيارة لإسرائيل في اليوم التالي للمشاركة في فعاليات وأنشطة رياضية وعقد عدد من اللقاءات الرسمية”.
وأضاف البيان: “”تلقينا هذه الرسالة بإيجابية، نظرا لما قد تساهم فيه هذه الزيارة في إيجاد حلول قابلة للتطبيق للملفات العالقة مع دولة الاحتلال، والتي لازالت تشكل عثرة كبرى أمام قدرة الاتحاد الفلسطيني على النمو والتطوير، ومن باب الاحتياط قمنا بلفت نظر مساعدي رئيس الاتحاد الدولي إلى ضرورة عدم مشاركته بأية أنشطة رياضية أو سياسية في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 بما في ذلك القدس الشرقية”.
وأضاف: “تلقى الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم ردودا واضحة وقاطعة بأن ذلك لن يحصل، وباشرنا بإعداد برنامج الزيارة والذي تضمن لقاءات مع شخصيات من القيادة السياسية وممُثلي القطاع الخاص، إضافة للمشاركة في وضع حجر الأساس للمركز الفني الطبي الفلسطيني، وعقد اجتماع مع أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد والمشاركة في إطلاق ركلة البداية لنهائي دوري الكرة السباعية للسيدات”.
وأكمل: “في الوقت الذي كانت تجري فيه الترتيبات على قدم وساق، وصلت الاتحاد الفلسطيني معلومات تفيد بأن زيارة رئيس الاتحاد الدولي ستشمل المشاركة في افتتاح ما يدعى بـ”متحف التسامح”..وعليه قمنا بإرسال رسالة لرئيس الاتحاد الدولي أوضحنا فيها المخاطر المترتبة على المشاركة في مؤتمر سياسي لا يمت للرياضة بصلة، مما نرى فيه، نحن وعدد لا يستهان به من الاتحادات الأعضاء في الاتحاد الدولي لكرة القدم، تسييسا للرياضة لن يخدم لا قضية السلام، ولا التسامح، وهي القضايا التي عبّر رئيس الاتحاد الدولي عن دعمه لها في أكثر من مناسبة، واقترحنا خلال الرسالة التراجع عن هذه الزيارة التي من شأنها إيقاع الأذى بموقعه كرئيس للفيفا والمنظومة الرياضية العالمية”.
واختتم البيان: “بالرغم ما تقدم ذكره، يؤكد الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم على التزامه بالمساهمة في جهود المنظومة الكروية القارية والدولية في تعزيز قيم السلام والتعايش والتسامح وفقاً للمبادئ المنصوص عليها في النظام الأساسي للفيفا والميثاق الأولمبي وكافة النظم والمبادئ ذات العلاقة. آملين أن تكون الزيارة القادمة في ظروف أكثر مراعاة للقيم والحقوق والقانون الدولي”.