تحليل/وكالة الصحافة اليمينة//
بمولده صلوات الله وسلامه عليه في القرن السادس الميلادي، والعالم يموج في الظلمات فتح عصر جديد في تاريخ البشرية وبدأ عصر النور الذي جاء به الرسول الأعظم محمد ابن عبد الله حاملًا رسالة قُدر لها أن تغير مجرى التاريخ الإنساني .
وفي هذا الصدد تُعد احتفالات الجمهورية اليمنية لهذا العام الأضخم والأكثر تميزًا، وبما يليق بهذه المناسبة الدينية الجليلة، حيث بدأت التحضيرات لها منذ وقت مبكر في العاصمة صنعاء ومختلف المحافظات وبشكل غير مسبوق لتعكس حقيقة الارتباط العميق لليمنيين برسول الله .
لقد كان لشعبنا اليمني الدور البارز في نصرة الرسالة المحمدية ..وحمل اليمنيون قادة وفاتحين ومجاهدين راية التوحيد إلى أصقاع الأرض مبشرين بميلاد عصر جديد أساسه العدل والمساواة وارساء نمط الحكم المرتبط بالله، والعمل بما جاء في كتابه الكريم وسنة رسوله العظيم .
وبنظرة موضوعية لواقع الأمة الإسلامية اليوم يتضح جليا أنه واقع مرير، حيث تكالبت على هذه الأمة قوى الشر في العالم وسعوا بمختلف الطرق والسبل إلى تمزيق الأمة لدويلات ضعيفة وهزيلة ليسهل عليهم السيطرة عليها واستغلال امكانياتها وثرواتها.
إن واقع الأمة الإسلامية قد وصل إلى مستوى لم يسبق له مثيل من التشرذم والتفكك والتآمر حتى على بعضها البعض، بفعل دسائس وحيل الاستعمار ووجود قيادات هزيلة على رأس تلك الكيانات الإسلامية، وما حقيقة التهافت المتسارع على التطبيع مع الكيان الصهيوني إلا دليلا عملي على واقع الأمة الضعيف والهزيل في حاضر مذل أرسى أسسه مسؤولين اتسم أدائهم بالضعف والخوف وعدم امتلاكهم لرؤية سياسية صائبة، الأمر الذي أدى لوضعهم تاريخ الأمة المجيد بين أحضان قوى الاستعمار والمتربصين بها.
لقد أشار السيد عبد الملك الحوثي قائد الثورة في كلمة له بمناسبة تدشين الاحتفالات بهذه المناسبة إلى ضرورة أخذ العبر والدروس والدلالات من الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف وما تحمله من معانٍ سامية يجب التوقف عندها وتأمل مضامينها ومقاصدها النبيلة.
إن واقع الأمة يتطلب اليوم وقفة جادة لمعرفة أسباب ومكامن الخلل والعمل على تجاوزها وتصحيح مسارها وتوفير أسباب النهوض لها، وأخذ الحيطة والحذر من دسائس ومؤامرات الأعداء خاصة، والإسلام اليوم ورسالته السمحة يتعرضان لهجمة شرسة من قبل أعداء الحق، وعليه يجب العمل وبكل همة واخلاص للحفاظ على عظمة الرسالة المحمدية والاحتفال بما يليق بميلاد الرسول الأعظم.