متابعات/وكالة الصحافة اليمنية//
أكدت وسائل إعلام إسرائيلية أن دولة الإمارات باتت منصة تغلغل الكيان الإسرائيلي اقتصاديا في دول الخليج عبر صفقات سرية.
وذكرت صحيفة “جلوبس” الاقتصادية أن سلسلة صفقات تجارية يتم إبرامها سرا بين الإسرائيلي والمملكة العربية السعودية عن طريق الإمارات.
ونقلت الصحيفة عن مصدر قوله إن “هناك اتصالات هادئة (بين السعودية وإسرائيل) من وراء الكواليس، لكن ليس من الضروري أن تؤدي إلى اتفاقيات تطبيع كاملة مثل مع الاتفاقيات المنعقدة مع الإمارات والبحرين”.
وأوردت الصحيفة على لسان قنصل إسرائيل في دبي “إيلان شتولمان” أن هناك تسارعا في الاتصالات مع عدة دول عربية في المدة الأخيرة، على رأسها السعودية، مشيرا إلى أن إسرائيل “تواجه مصاعب في تطبيع علاقات كاملة معها”.
وأضاف أن الحل الذي يبدو في الأفق، يكمن في اتفاقيات بدرجات منخفضة أكثر، تؤدي إلى فتح “ممثليات اقتصادية” كما كان في الماضي، علاوة على النية لإبرام اتفاقيات اقتصادية في مجالات محددة.
ونقلت الصحيفة العبرية عن مصدر اقتصادي مطّلع على العلاقات الاقتصادية لإسرائيل مع السعودية، قوله إن الاتفاقيات مع الإمارات وخصوصا مع البحرين أدت خلال الأشهر الأخيرة لإبرام عدة صفقات بأحجام لا بأس بها مع السعودية حيث تنفّذ هذه الصفقات عن طريق المنامة وأبوظبي.
ونوه المصدر إلى أن هناك أهمية اقتصادية كبيرة لفتح الأسواق السعودية للشركات الإسرائيلية، حيث يعيش في السعودية 33 مليون مواطن بقدرات شرائية عالية.
وكانت مصادر إسرائيلية قد أشارت إلى أن وزير الخارجية الأمريكي السابق “مايك بومبيو”، ورئيس الوزراء الإسرائيلي السابق “بنيامين نتنياهو”، التقيا ولي العهد السعودي الأمير “محمد بن سلمان”، في مدينة نيوم السعودية المطلة على البحر الأحمر في نوفمبر/تشرين الثاني 2020.
يأتي ذلك فيما احتفت شركات تكنولوجيا إسرائيلية بما وصفته بفارق كبير في التعامل بسهولة غير مسبوقة مع الإمارات من خلال النسخة 21 من معرض “جيتكس” الذي تحتضنه مدينة دبي في الفترة من 17 إلى 21 من أكتوبر/تشرين الأول، وذلك بعد التطبيع بين الإمارات إسرائيل.
وقال عدد من أصحاب تلك الشركات إنهم كانوا في السابق يضطرون بالاستعانة بوسطاء لإجراء عمليات تجارية غير مباشرة مع الإمارات، وكانت الأمور تشوبها تعقيدات، لكن الأوضاع اليوم تختلف تماما، على حد قولهم.
ويقول “إسحاق بنتيزون”، وهو صاحب مؤسسة متخصصة في المكونات الدقيقة للهواتف الذكية، إنه يعمل مع دبي منذ نحو 20 عاما، وكانت المعاملات المالية تتم عبر شركات أجنبية وسيطة والتحويلات البنكية تتم عبر بنك هونج كونج، مما كان يستنزف وقتا ومالا، بسبب حظر التعامل المباشر بين الإسرائيليين والإماراتيين.
ويضيف أن تعامله مع الإماراتيين كان يتم في دول أخرى غير الإمارات وكانوا يتحاشون خلال أحاديثهم الهاتفية ذكر بلدانهم.
أما الآن، يقول “بنتيزون”: “اليوم لا أخفي سعادتي لأنني تخلصت من كل هذه الضغوط ويكفي أن أستقل الطائرة لمدة ثلاث ساعات فقط لأصل إلى دبي أو أي مدينة إماراتية أخرى للقاء زبائني. وأنا كذلك سعيد لحجم المعاملات التجارية اليوم مع الأطراف الإماراتية أو المستقرة في الإمارات”.
ويردف: “أعتقد كذلك أن الإماراتيين يتشوقون لمجيئنا بقدر تشوقنا للقائهم أيضا”، بحسب ما نقل موقع “فرانس 24”.
بدورها تقول “سارة جروتزينسكي”، مسؤولة قسم مبيعات إسرائيلية: “في السابق كنا نقوم بمعاملات تجارية مع الإمارات لكن عن بعد، ولم يكن هناك تبادل للزيارات. لكن منذ توقيع بنيامين نتنياهو لـ(اتفاقية أبراهام) أصبح كل شيء سهلا، ونحن اليوم سعداء جدا بالمجيء إلى دبي”.
وتتابع: “اليوم نلاقي ترحيبا حيث حللنا، الإماراتيون لطفاء للغاية معنا. وآلاف الشركات الإسرائيلية سارعت منذ توقيع الاتفاقية بالمجيء إلى دبي وحتى جائحة كورونا لم تمنعهم من ذلك”.
وينقل الوقع الفرنسي عن “رامي فيللر”، صاحب مؤسسة بيع بالجملة للهواتف الذكية وصاحب شركة متخصصة في الألواح الشمسية الموفرة للطاقة قوله إنه حظي “باستقبال خيالي” في الإمارات، بينما كان، قبل اتفاق التطبيع، يستنجد بشركات أوروبية وخصوصا فرنسية وهولندية وألمانية لعقد صفقات مع الإمارات.
وروى “فيللر” أن سائق التاكسي في دبي “احتضنه” بعدما علم أنه إسرائيلي.
ويؤكد أنه يفكر في فتح فرع لشركته بالإمارات، إذا استمرت تلك التسهيلات الخيالية، على حد وصفه.
ووقعت الإمارات وإسرائيل، العام الماضي، اتفاقية لتطبيع العلاقات، برعاية إدارة الرئيس الأمريكي السابق “دونالد ترامب”، ومنذ ذلك الحين تتابع توقيع الاتفاقيات بين أبوظبي وتل أبيب في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية وحتى الرياضية.