يوم كيميائي بامتياز، عاشته كلية التربية بجامعة صنعاء أمس الأحد أثناء إجراء التجارب المعملية الخاصة بطلاب المستوى الرابع – قسم الكيمياء في أروقة مبنى الكلية وبمشاركة 33 طالب وطالبة.
وتأتي هذه التجارب ضمن المعرض الكيميائي الأول الذي يقام يومي الأحد والإثنين برعاية عميد الكلية وملتقى الطالب الجامعي كأول معرض كيميائي في اليمن، بدأ بفكرة من الطالبة (سناء الجنيد) التي استوحت فكرتها من معرض صور لتجارب كيميائية في طرابلس، وتطور حتى أصبح واقعًا يعبر عن الإبداع والعزيمة لهؤلاء الطلاب الذين جسّدوا الكيمياء – علما وتاريخا وتجربة – في مساحة لا تتجاوز بضعة أمتار مربعة، وبجهود ذاتية.
إنجاز
ورغم البساطة التي طغت على التجارب إلا أن ذلك “يعتبر إنجازا عظيما يبعث على السعادة ويحفّز على دعم جهود الطلاب ويشجّع بقية طلاب التربية على السير بخطى زملائهم لترجمة مناهجهم النظرية إلى واقع علمي وعملي تجريبي” حسبما يقول الدكتور (عبدالله النهاري) عميد الكلية.
بردا وسلاما
وفيما توافد مئات الطلاب من مختلف كليات الجامعة لمشاهدة إنجاز هؤلاء المبدعين، كانت التجارب الكيميائية قد بدأت بتجربة انفجار نافورة الصابون الناتجة عن تفاعل (يوديد البوتاسيوم على أكسيد الهيدروجين) وتصاعد الأكسجين الذي ساعده الصابون على تكوّن الفقاعات مشكلة نافورة كبيرة، وتلتها تجربة النار الباردة، حيث أشعل الطلاب والأكاديميون اللهب في أيديهم بعد غمسها في محلول جعل من النار بردا وسلاما عليها.
واستمرت التجارب، حيث ابتكر الطلاب موقدا يمكنه أن يشتعل لثلاث ساعات بمواد بسيطة، وصنع الكيميائيون الشباب الصابون وأدوات التجميل وغيرها الكثير.
حياتنا كيمياء
أشياء كثيرة تراها عيناك حالما تطأ قدماك بوابة الكلية لا تتسع لها السطور.. جاءت لتبرهن أن الكيمياء ليست تلك المادة المعقدة بالشكل الذي يراه عامة الناس بل هي أساس كل شيء، حيث أن العمليات التي تحدث داخل أجسامنا وفي محيطنا ماهي إلا تفاعلات كيميائية، وما الماء إلا مركب من ذرتين هيدروجين وذرة أكسجين.
ليس هكذا فحسب بل أن مثل هذه المبادرة وفي ظل هذه الظروف التي يمر بها الطلاب والجامعة والوطن بشكل كامل، جاءت لتثبت أن الطالب اليمني يمتلك من الإبداع والذكاء ما يمكنه أن يصنع المستحيل إن أتيحت له الإمكانيات.
وبعزيمةٍ كالصخر وعقولٍ تأبى اللين أمام الظروف استطاع أبناء الكيمياء في تربية صنعاء أن يضعوا لهم بصمة تخلّدهم في قوائم الإبداع بمعرضهم الكيميائي الأول الذي أوقف نائب رئيس الجامعة من الدهشة ومثله فعل بكل الزائرين.