تقرير/وكالة الصحافة اليمنية//
سلط مدير مركز القوة العسكرية والسياسية في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات “برادلي بومان” الضوء على دلالات مشاركة طائرات سعودية مقاتلة في الدورية الجوية متعددة الأطراف، التي قادتها الولايات المتحدة عبر إرسال القاذفة “بي-١ بي لانسر” الاستراتيجية فوق نقاط بحرية رئيسية في الشرق الأوسط، بالتنسيق مع حلفائها في المنطقة.
وذكر “بومان”، في مقال نشره بموقع “ميليتري” الأمريكي، أن الطائرات المقاتلة الإسرائيلية والسعودية شاركت في نفس الدورية، وإن كان في أوقات مختلفة من يوم 30 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مصحوبة بالقاذفة الأمريكية، في محاولة لإرسال رسالة ردع إلى طهران.
وحلقت الدورية بالقرب من المجال الجوي لمصر وفلسطين المحتلة والأردن والكويت والسعودية والبحرين والإمارات، بينما كان تلتف على طول الحدود البحرية الجنوبية لإيران.
وشمل مسار الدورية خليج عدن الاستراتيجي ومضيق باب المندب والبحر الأحمر وقناة السويس والخليج العربي ومضيق هرمز وخليج عمان.
ولم يكن تحليق الدورية، بقيادة القاذفة الأمريكية، في تلك المنطقة الأول من نوعه، إذ أعلنت قيادة القوات الجوية الأمريكية المسؤولة عن الشرق الأوسط أن الدورية الأخيرة كانت الخامسة عام 2021 ، بعد سلسلة من الدوريات عام 2020.
وأشار “بومان” إلى أن إدارتي الرئيس الأمريكي السابق “دونالد ترامب” والحالي “جو بايدن” استخدمت هكذا دوريات لطمأنة أصدقاء واشنطن وتحذير طهران.
وتمثل دورية السبت الماضي المرة الثانية التي تشارك فيها السعودية في مهمة دورية للقاذفات الأمريكية، شملت طائرات إسرائيلية. ففي مارس/آذار الماضي، حلقت قاذفتان، تابعتان للقوات الجوية الأمريكية، من طراز “B-52H Stratofortress”، في دورية مماثلة بالشرق الأوسط، ورافقهما في نقاط مختلفة طائرات إسرائيلية وسعودية وقطرية.
وتأتي الدورية الأخيرة بعد تمرين العلم الأزرق 2021، الذي استضافه الاحتلال الشهر الماضي، والذي تضمن زيارة تاريخية إلى فلسطين المحتلة قام بها قائد سلاح الجو الإماراتي.
ويرى الخبير الأمريكي أن دوريات تقودها القاذفات الأمريكية قد تكون تصرفا ضروريا ضد طهران، لأنها تذكر صانعي القرار في طهران بأن صراعًا عسكريًا تقليديًا واسع النطاق مع الولايات المتحدة لن ينتهي على الأرجح بشكل جيد بالنسبة لإيران.
وفي حين أن مشاركة مقاتلات من السعودية والاحتلال في ذات الدورية أمر مهم ، إلا أن هذا التطور لا يعني بالضرورة أن التطبيع بين البلدين بات وشيكًا، بحسب تأكيد الخبير الأمريكي، الذي أشار إلى أن السعودية لم تذكر مشاركة الاحتلال في بيان صحفي حول مهمة الدورية، وأعلنت عنها باعتبارها “تدريبات ثنائية” مع القوات الجوية الأمريكية.