تقرير خاص / وكالة الصحافة اليمنية //
في الوقت الذي يتلقى التحالف بقيادة السعودية هزائم مدوية في اليمن يظهر زعيم تنظيم ” القاعدة في شبه الجزيرة العربية” السعودي الجنسية، خالد بأطرفي، إلى الواجهة مؤكداً وجود التنظيم في اليمن والذي اعتبره ، المعقل الوحيد المتبقي للتنظيم في الجزيرة العربية، ومسوقاً “تنظيم القاعدة”على انه العدو الذي يستطيع مواجهة قوات صنعاء بعد فشل أدوات التحالف .
توقيت بثّ موقع “الملاحم” التابع إعلاميًا لتنظيم القاعدة اللقاء مع بأطرفي، يضع العديد من التساؤلات حول ما اذا كان التحالف الذي تقوده السعودية يعد لإستثمار مشروع القاعدة من جديد في اليمن لحصر قوات صنعاء التي تتقدم بشكل كبير في مختلف الجبهات في ظل إنهيار كبير لمسلحي التحالف ، خصوصاً وان الشواهد والتقارير أكدت إرتباط هذا التنظيم بالتحالف الذي تقوده السعودية ، وقتال عناصر التنظيم الى جانب مسلحي التحالف في جبهات اليمن .
ظهور بأطرفي وان لم يكن الأول منذ خبر إعتقاله الذي أعلنت عنه الامم المتحدة، خلال عملية في مدينة الغيضة في محافظة المهرة في 3 أكتوبر 2020 والذي سبقه تقرير للمركز الامريكي لمراقبة ما يسمى بالمواقع الجهادية “سايت” أشار فيه ان ما سماها “قوات الأمن اليمنية سلمت بأطرفي إلى السعودية”، مما يضع العديد من التساؤلات حول علاقة الرجل بالسعودية ، وهل السعودية أطلقت سراحه بعد ان تسلمته من أدواتها التي تقاتل في الداخل .
ورغم ان كثير من التقارير تحدثت عن ظهور باطرفي، عقب خبر إعتقاله عن ان الامم المتحدة ربما أشارت الى خبر اعتقاله بالخطأ الا ان مراقبون لا يستبعدون فعلاً ان هذا الرجل اعتقل بالفعل وان السعودية قامت بإطلاق سراحه عقب تسلمه ، للعب دور في المستقبل خصوصاً مع الانهيارات الكبيرة التي تتلقاها قوات التحالف في اليمن .
ووفق مراقبين فأن التحالف ربما لم يعد بجعبته الا ورقة القاعدة للدفع بها في مواجهة صنعاء حالياً وقد بدأ التسويق لها فعلياً بظهور بأطرفي وحديثه الاخير عن اليمن ومغازلة أبناء القبائل للإنضمام تحت راية التنظيم خصوصاً المحافظات الجنوبية التي استطاع التنظيم تجنيد عدد من ابناء تلك المحافظات، خلال تواجده الاخير فيها، برعاية السعوديين والاماراتيين وفق ما أكدته التقارير .
ووفق المراقبين فانه من غير المستبعد أن يعقد التحالف صفقة جديدة مع تنظيم “القاعدة وداعش ” كتلك الصفقات التي تم عقدها في بداية الحرب على اليمن .
علاقة وطيدة
لم تعد علاقة التحالف بالقاعدة وداعش خافية خصوصاً بعد ان كشفت العديد من التقارير ان التحالف الذي تقوده السعودية شرع منذ بداية الحرب على اليمن الى إبرام صفقات مع التنظيمات الارهابية للإنخراط في صفوف قواته التي تقاتل في اليمن ومنها تقرير وكالة ” أسيوشيتد برس ” الذي نُشر في اغسطس 2018 ، وكشف عن إتفاقات سرية برعاية أمريكية تمت بين التحالف وتنظيم القاعدة يحصل بموجبها التنظيم على مواقع جديدة يقيم عليها معسكراته مقابل إنخراطه في المعركة ضد قوات صنعاء ومنها مدينة المكلا وسبع مناطق في محافظة ابين انسحب منها التنظيم بموجب صفقات عقدت بينه وبين التحالف في العام 2016 م ، وفق تقرير ” الأسيوشيتد برس ” .
مشاركة في القتال
لطالما أكدت صنعاء وجود علاقة وثيقة بين التحالف والتنظيمات الارهابية الا ان المجتمع الدولي كان يتجاهل هذه التأكيدات رغم ان وكالة ” أسوشيتد برس ” أكدت في تقريرها انها أجرت مقابلة مع خالد باطرفي، قبل أن يصبح الأخير أميراً لتنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب، والتي أعلن خلالها باطرفي، “إن مقاتلي القاعدة يتواجدون على جميع خطوط المواجهة الرئيسية التي تقاتل المتمردين الحوثيين” .
ووفق التقرير فان مقاتلو القاعدة ، ينضمون إلى المعارك بشكل مستقل في بعض الأماكن ، لكن في العديد من الحالات يقوم قادة الميليشيات من الطائفة السلفية المتشددة وجماعة الإخوان المسلمين بإحضارهم مباشرة إلى صفوفهم حيث يستفيدون من تمويل التحالف .
كما أورد التقرير شهادة لأحد الناشطين الذي يقاتلون ضد قوات صنعاء في محافظة تعز قال فيه إن القادة تسلموا أسلحة ومساعدات أخرى من التحالف ووزعوها على جميع المقاتلين بما في ذلك مقاتلي القاعدة.
تنسيق ورعاية أمريكية
لم تكن هذه الصفقات بين التحالف والتنظيمات الارهابية للتم لولا الرعاية الامريكية والتي أكد وجودها تقرير ” أسوشييتد برس” الذي ذكر ان الصفقات بين التحالف والتنظيمات الارهابية كانت تجري بتنسيق ورعاية أمريكية وهو ما اعترف به مشاركون بارزون في تلك الاتفاقيات حيث قالوا ان الولايات المتحدة كانت على علم بالترتيبات وعلقت أي هجمات بطائرات بدون طيار.
لم يكن تقرير الأسوشييتد برس وحده هو من كشف عن علاقة التحالف الوثيقة بالتنظيمات الارهابية وقتالها الى جانبه في اليمن بل وتعدى الامر الى اعتراف وسائل أميركية بذلك ومنها قناة الـ CNN التي كشفت في فبراير 2019 عن وصول أسلحة أمريكية زوّدت بها واشنطن التحالف السعودي الإماراتي في اليمن إلى مقاتلين مرتبطين بتنظيم القاعدة .
تسليح سعودي
في بداية أكتوبرالماضي، كشف تقرير “وثائق باندورا” أن أسلحة اشترتها السعودية من صربيا، ظهرت بحوزة مقاتلي تنظيم ” القاعدة وداعش” في اليمن.
تقرير” وثائق باندورا” كشف عن أسماء أربعة سعوديين مشاركين في صفقة شراء الأسلحة مع صربيا منهم محمد بن عبدالكريم الحسن الذي سُجل مديراً لشركة Larkmont Holdings Limited في “جزر العذراء البريطانيّة” في ديسمبر 2016، أي بعد أقل من عام واحد على شنّ التحالف العسكري الذي تقوده السعودية حربه على اليمن .
ووفق التقرير فقد شملت أنشطة الشركة شراء أسلحة من شركة “GIM” الصربية وصلت إلى يد تنظيم “داعش” في اليمن.
وبحسب الوثائق فإن الحسن عند تسجيله مديراً للشركة المذكورة قيّد عنواناً له اتضح عند التأكد منه أنه عنوان شركة عسكرية سعودية تدعى “ريناد الجزيرة Rinad Al Jazeera LLC” ومقرها الرياض.
ووثائق وإثباتات
حديث صنعاء عن وجود علاقة وثيقة بين التحالف والتنظيمات الارهابية أكدته الصور والوثائق التي نشرتها صنعاء في أغسطس 2020 بعد تطهير منطقة يكلا بالبيضاء من عناصر القاعدة وداعش حيث أظهرت الصور والوثائق الدعم السعودي الذي كان يقدم لعناصر القاعدة وداعش ومنها منح حج مجانية من مركز الملك سلمان مقدمة لعناصر التنظيمات الإرهابية للعام 1439هـ ـ 2018، بالإضافة إلى صور أخرى عن أموال سعودية وأجهزة تصوير واتصالات حديثة وجدت في مواقع عناصر “القاعدة وداعش” ، إلى جانب مواد غذائية مقدمة من مركز الملك سلمان للإغاثة .
كما كشفت صنعاء عن دعم أمريكي كبير للتنظيمات الارهابية من خلال صور الاسلحة الذي ظهر عليها شعار الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID) في عملية “النصر المبين” بمرحلتها الثانية والّتي أدّت إلى تحرير مديريتي نعمان وناطع من عناصر جماعات ” داعش والقاعدة ” بمحافظة البيضاء في يوليو 2021 .