متابعات/وكالة الصحافة اليمنية//
قال معهد “واشنطن لسياسة الشرق الأدنى” إن ولي العهد محمد بن سلمان منبوذ دوليا يتجنب قادة العالم لقائه أو الظهور معه في أي من المحافل الدولية.
وأشار المعهد في تحليل له، إلى تغيب محمد بن سلمان عن مؤتمر التغير المناخي في غلاسكو، وقمة مجموعة العشرين التي انعقدت في روما.
وذكر أن الرئيس الأمريكي جو بايدن لم يكن مستعداً للقاء بن سلمان، وربما شعر بعض قادة العالم الآخرين بالارتياح لغيابه أيضاً، إذ لا تزال سمعة ولي العهد ملطخة بدماء المعارض السعودي المقتول جمال خاشقجي.
وجاء في التحليل: يبدو أن ما يخبّئه المستقبل هو أزمةٌ أخرى تعود بنا إلى أزمات “منظمة الدول المصدّرة للنفط” (“أوبك”).
فالمملكة العربية السعودية وبعض الدول الأخرى تخوض منافسةً محتدمة مع الولايات المتحدة ودول صناعية أخرى بشأن أسعار النفط، حيث يفضّل الكارتيل، المعروف الآن باسم “أوبك بلس”، بسبب الإضافة الفضفاضة لروسيا وكازاخستان وعدد قليل من الدول الأخرى، أن تبقى الأسعار كما هي – أي أكثر من 80 دولاراً للبرميل، مع نية الوصول إلى 100 دولار.
فهذه الدول تُزيد الإنتاج بشكل هامشي فقط لكي لا يضعف السعر، في حين يريد معظم الناس في الولايات المتحدة المزيد من النفط وبأرخص ثمن.
ويبشّر هذا التوقيت بالخير. ففي الأسبوع الماضي على وجه التحديد، كان التعبير الطنّان الذي تردّد في مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي (“كوب 26”) في غلاسكو هو “الاستدامة”. إن درجات الحرارة المنخفضة خلال فصل الشتاء في جميع أنحاء الولايات المتحدة تعني أنه من المرجح أن يكون شعار هذا الأسبوع هو “التدفّؤ”.
واضاف المعهد: “ألقى الرئيس بايدن باللوم على القيود الروسية والسعودية على النفط، معتبراً أنها السبب في زيادة أسعار [البنزين] في الولايات المتحدة، التي ارتفعت بنسبة 60 في المائة خلال الاثني عشر شهراً الماضية”.
وكان من السهل توقّع هذه الفوضى. فرغم أن عدداً هائلاً من قادة العالم جاء إلى غلاسكو لحضور مؤتمر التغير المناخي، إلّا أن غياب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومحمد بن سلمان كان ملحوظاً.
وفي حين لم يكن يُتوقَّع حضور بوتين والرئيس الصيني شي جين بينغ، إلّا أن غياب محمد بن سلمان كان مفاجئاً. وقد غاب الأمير أيضاً عن قمة مجموعة العشرين التي انعقدت في روما في وقت سابق.
ويبدو أن الرئيس بايدن لم يكن مستعداً للقائه، وربما شعر بعض قادة العالم الآخرين بالارتياح لغيابه أيضاً، إذ لا تزال سمعة محمد بن سلمان ملطخة بدماء المعارض السعودي المقتول جمال خاشقجي.
لكن مهما كانت محاسن هذه الألعاب البروتوكولية أو عدم وجودها، فإنها تعقّد لعبة الخداع التي غالباً ما تكون ضرورية لحل الخلافات المتعلقة بالسياسات. ولذا من المنطقي المراهنة على أنّ الأمور ستزداد سوءً قبل أن تتحسن.
أما المختلف في أزمة “أوبك” المجدَّدة فهو أنها تشمل أيضاً الغاز الطبيعي علاوةً على النفط، وهو ما يعكس التقدم الذي حققه الغاز الطبيعي في مزيج الطاقة، فضلاً عن الواقع البسيط المتمثل في عدم إمكانية توفير وشحن الإمدادات الإضافية من “الغاز الطبيعي المُسال” في جميع أنحاء العالم، بنفس البساطة التي تتم بها زيادة إنتاج النفط.