تحليلات//وكالة الصحافة اليمنية/
بمناسبة تسلمه جائزة معهد “واشنطن لسياسة الشرق الأدنى” “رجل الدولة الباحث”، في حفل أقيم بأبوظبي، تقديرا لـ”قيادته جهود السلام العالمية ونشر التسامح الديني”، تحدث ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، في تصريحات “علنية نادرة”، عن سبب اختيار بلاده التسوية مع الكيان الإسرائيلي، فكان كمن “أراد أن يكحلها عماها”!.
قال ابن زايد مبررا تطبيعه مع الكيان الاسرائيلي:”وجدنا فرصة وقررنا أن تكون هناك علاقة دبلوماسية وهذا قرار مهم لأسباب كثيرة”، ومن هذه الاسباب:”أولها للفلسطينيين أنفسهم وثانيها لإرسال رسالة واضحة للعالم وللمنطقة أننا نسعى للتسوية، وثالثها هي رسالة ورثناها من المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، فقد كان صاحب رسالة سلام وصاحب رسالة محبة من بداية حياته في إنشاء هذه الدولة، وهذه هي رؤيته ونحن على هذا الطريق نسير”، واعتبر أن “مكاسب التسوية أكبر بكثير من الخسائر والإمارات تطمح إلى تسوية أكبر من ذلك وهو النفع العام”!.
سنقف سريعا امام هذا “التحليل الاستراتيجي والسياسي والاقتصادي المعمق والمُقنع” حول تطبيع ابن زايد مع الكيان الاسرائيلي، و”نعترف”، انها وقفة لن تصل “الى اغوار هذا التبرير الحكيم والذكي والمفعم بالادلة المُحكمة والقوية”، والذي أفحم به ابن زايد كل “المزايدين” على بلاده و “المتربصين” بها، وبعلاقته مع “اسرائيل”.
-كنا نتمنى على ابن زيد، ان يشير مجرد اشارة، حتى ولو واحدة، الى المكاسب التي حصل عليها الفلسطينيون من تطبيعه مع الكيان الاسرائيلي. اذا كان يقصد ما روج له نظامه في بداية تطبيعه، وهو وقف الاستيطان، فهي كذبة وأدها حلفاؤه في تل ابيب في مهدها، عندما قالوا انهم لم ولن يدفعوا اي ثمن في مقابل تطبيع الامارات معها، وان الاستيطان، تواصل في الاراضي الفلسطينية وبوتيرة اسرع بعد تطبيع المطبعين مع “اسرائيل” ومن بينهم ابن زايد.
-يقول ابن زايد “وجدنا فرصة وقررنا أن تكون هناك علاقة دبلوماسية” مع الكيان الاسرائيلي. كنا نتمنى ايضا على ابن زايد، ان يجد فرصة مماثلة لتحسين علاقات بلاده مع اليمن ولبنان وغيرها من البلدان العربية والاسلامية التي يناصبها العداء، وهي بلدان تربطها بالامارات روابط دينية وقومية وتاريخية واجتماعية و..، وهي روابط لا تجد لها من أثر في علاقة ابن زايد مع “اسرائيل”، ورغم ذلك وجد فرصة، او اصطنعها، لاقامة علاقة مع “اسرائيل”!
-اكد ابن زايد في حديثه عن “التسوية” بشكل ملفت، والتي كانت دافعا له في اقامة علاقات مع “اسرائيل”، وسببا لمنحه الجائزة، لذلك نسأل ابن زايد الخبير في “التسويات”، ان يدخل في “تسوية” مع اليمن الذي يشن عليه، الى جانب شقيقته الكبرى السعودية وامريكا و “اسرائيل”، عدوانا عبثيا منذ 7 سنوت، احرق الاخضر واليابس، وهي “تسوية” مطلوبة اكثر من “التسوية” مع “اسرائيل”، فالارواح التي تزهق في هذا العدوان هي ارواح عربية واسلامية . أما الحديث عن “تسوية” مع لبنان الذي يحاصره ابن زايد مع رفيق دربه ابن سلمان، فهو حديث يطول.
-اخير كلام ابن زايد عن السلام، ومحبة والده للسلام، وسيره على نهج والده في محبة السلام، فهو مردود عليه ايضا، فالسلام عادة ما يكون بين المتحاربين والمتخاصمين، والمعروف تاريخيا ان الامارات لم تحارب “اسرائيل” يوما ولم تخاصمها، وكل الذي حصل ان العلاقة بين الكيانين خرجت من السر الى العلن، لذلك لو كان ابن زايد “محبا للسلام مثل والده” كما يدعي، لما كان شارك في العدوان على شعب عربي مسلم منذ 7 سنوات ومازال يصر على مواصلة هذا العدوان، الذي بات يهدد جغرافية هذا البلد العربي، بعد ان نشر المجاعة والاوبئة بين شعبه. ولما شارك في حصار الشعب اللبناني.
الحقيقة التي لم يفصح عنها ابن زايد في حديثه، هي ان التطبيع مع “اسرائيل”، والعدوان على اليمن، ومحاصرة لبنان، واستخدام المال الاماراتي في حرف الثورات الشعبية العربية، وفي تدمير البلدان العربية والاسلامية، عبر تمويل الجماعات التكفيرية والانقلابات العسكرية، وفي تحريض الانظمة العربية للتطبيع مع”اسرائيل”، جاءت تنفيذا لآوامر صادرة من البيت الابيض، للانظمة العربية الوظيفية، مثل النظام الاماراتي، وإلا ما الذي تحصل عليه الامارات التي لا يتجاوز عدد سكانها مئات الالاف، من وراء كل هذه المغامرات، التي لا تصب من الفها الى يائها في مصلحتها ؟!.
المعروف عن ابن زايد انه يتحاشى ان يدلي بتصريحات علنية، وهذا قرار سليم، فسياسة الرجل لا يمكن الدفاع عنها او تبريرها، فهي تنفيذ حرفي للمخططات الامريكية في المنطقة، وهي مخططات تصب في صالح “اسرائيل” حصرا.. لذلك نقول كان الافضل لإبن زايد ان يواصل صمته.
المصدر : موقع قناة العالم