المصدر الأول لاخبار اليمن

“روايات عدن” وثائقي يحكي ذكريات مريرة للجيش البريطاني في عدن

ترجمة خاصة/وكالة الصحافة اليمنية//

 

سلطت صحيفة ” ليفربول” الإنجليزية، اليوم الأربعاء، الضوء على فلم وثائقي أنتجه صانعو الأفلام الشباب في مركز ليفربول العربي، يتناول تفاعلات الجنود البريطانيين الذين تواجدوا في عدن في فترة الخمسينيات والستينيات.
التقرير الذي كتبه الصحفي باتريك جراهام، يتزامن مع احتفال اليمن بالذكرى الـ54 لعيد جلاء القوات البريطانية من اليمن في 30 نوفمبر 1967، الذي شهد مغادرة أخر جندي بريطاني لأراضي الجنوب.

روايات عدن

وشمل الفيلم الذي حمل اسم “روايات عدن” مقابلات مع عسكريين سابقين وشيوخ يمنيين، استكشف حياتهم وتجاربهم خلال تلك الفترة.

وبحسب التقرير يتطرق الفيلم إلى كيفية انضمام البريطانيين إلى الجيش، البعض من أجل التوظيف، وآخرون من أجل المغامرة، خاصة في تلك الفترة التي شهدت فيها بريطانيا الخدمة الوطنية الإجبارية.

ويؤكد محتوى الفيلم أنه تم تجنيد العديد من الذين خدموا في الجيش البريطاني وأرسلوهم إلى عدن خلال الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي.

جنود بريطانيون يقمعون مواطن في عدن

المخرج الشاب منذر باشماخ قال للصحيفة: “ما أحبه في هذا المشروع هو أننا حصلنا على توثيق إحدى القصص المنسية عن إنهاء الاستعمار، كان من المهم للغاية إجراء مقابلات مع الكثير من كبار السن والكثير من هؤلاء المحاربين القدامى. ”
أحد الجنود السابقين ويدعى الكسندر واتسون قال بعد وصوله إلى عدن ” شكل المناخ والطقس صدمة كبيرة لمعظم الناس – كانت الحرارة الأسوأ واستغرق التعود عليها بعض الوقت، شعر البعض بالمرض ، لكنهم تأقلموا مع مرور الوقت.
وأضاف واتسون “لم أر شيئًا كهذا من قبل، الهندسة المعمارية رائعة و وتشييد المساجد جيد، لقد أذهلتنا بعض المباني القديمة التي يعود تاريخها إلى مئات السنين ووصف الألوان الداخلية لها بـ “المدهش”، مشيرًا إلى تفاجئ القوات البريطانية برؤية نساء محجبات بالكامل بالزي التقليدي لأول مرة.

جندي أخر جيفري ويليامز قال بأنه انضم للجيش في 1964م، عندما اندلعت بعض تحركات المقاومة ضد بريطانيا في عدن، مضيفًا: كان يتوجب علي المساعدة فطرت إلى قبرص ومنها إلى مطار كاماكسا، وأوضح بأن هبوطهم في عدن كان ليلًا؛ لأن الهبوط نهارًا يعرضهم لوابل من الرصاص الذي تطلقه المقاومة طوال الوقت.
ويواصل كاتب التقرير وبحسب تفاصيل الفيلم: البعض وصل إلى عدن عبر البحر، حيث وصف أحدهم السفينة التي نقلتهم بأنها “دلو صدأ قديم” استغرق الوصول إلى هناك ثلاثة أسابيع بعد التوقف في وجهات مختلفة على الطريق.
ويواصل التقرير استعراض ما قاله مخرج الفيلم منذر الشماخ “الشيء الأكثر إثارة للاهتمام هو الاختلاف بين أولئك الذين خدموا في البداية والذين خدموا في النهاية، “شقيقان ، أحدهما جاء في بداية حالة الطوارئ والآخر في النهاية، وهم يتحدثون عن تجربة صعبة للغاية نتيجة المعارك التي كانت يتعرض لها الجيش البريطاني في عدن، بينما أكد الأخ الأصغر الذي وصل متأخرا إن وصوله إلى عدن كان واحدة من أسوأ تجارب حياته.

الخدمة الإجبارية

مغادرة جيش الاحتلال البريطاني ل عدن في 30 نوفمبر 1967

ويسرد التقرير حالات لجنود انضموا للجيش البريطاني في سن مبكر منهم الجندي “آلان تندال” الذي قال “التحقت بالجيش عام 1964 بعد المدرسة مباشرة ، بعمر 15 عامًا، بالإضافة إلى من تم إجبارهم على الخدمة العسكرية ، حيث قال جندي آخر “عندما انضممت إلى الجيش ، تم تجنيدي كجندي وطني ، لذلك لم يكن لدي حقًا أي خيار، كان ذلك مطلبًا قانونيًا.”

مساعدة المخرج ملاك باشماخ تحدثت عن مسنين يمنيين تمت مقابلتهم، وكيف كانوا يشعرون بالغضب في ذلك الوقت وهم يرون القوات البريطانية.

تجدر الإشارة إلى أن البريطانيين احتلوا عدن في ثلاثينيات القرن التاسع عشر ، وأصبحت محمية خاصة بهم حتى غادروها في 30 نوفمبر عام 1967، وهو اليوم الذي صادف أمس الثلاثاء.

قد يعجبك ايضا