قال تقرير، نشره المنتدى الأمريكي ” أوغوستا فري برس” اليوم الخميس، للكاتب، ميل جورتوف، أستاذ فخري للعلوم السياسية في جامعة ولاية بورتلاند، وترجمته “وكالة الصحافة اليمنية” إن استمرار شن السعودية حربًا على اليمن سبب لها أزمة إنسانية كبيرة ومعاناة طويلة المدى، وحول المدن إلى أنقاض.
واستنكر التقرير، تصريح الرئيس الأمريكي، بايدن حين قال إن السعودية خلقت كارثة إنسانية واستراتيجية؛ فيما لا يزال لأمريكا يد قذرة منذ فترة طويلة في تلك الكارثة، ولم يفعل بايدن أي شيء لتغيير هذا الوضع.
وأوضح تقرير المنتدى، أنه لعدد من السنوات ومنذ إدارة أوباما، كانت أمريكا شريك للسعودية في الحرب على اليمن، وكانت مساعدتها أساسية لهذا التدخل.
ولفت المنتدى إلى أن المساعدات العسكرية الأمريكية المقدمة للسعودية في بداية إدارة بايدن بلغت 27 مليار دولار في برنامج المبيعات العسكرية الخارجية، وأكثر من 8 مليارات دولار في المبيعات التجارية ، ومجموعة متنوعة من العسكريين والبرامج التدريبية.
السعودية أغرقت اليمن بالقنابل
وقال التقرير إنه بين عامي 2015 و 2020 ، أسقطت القوات الجوية السعودية وطائرات بدون طيار المتحالفة مع الولايات المتحدة أكثر من 65000 قنبلة على اليمن – ما يقرب من نصف العدد الإجمالي الذي تم إسقاطه فوق جميع دول الشرق الأوسط الأخرى.
وبحسب التقرير فإن مقدمو هذه الدراسة يتوقعون أن يكون عدد القنابل أكبر، خاصة أن إدارة الرئيس الأمريكي السابق ترامب أوقفت في مارس 2020م، بشكل مفاجئ نشر أي تقرير بخصوص الضربات الجوية.
الأزمة الإنسانية
وأوضح التقرير أنه لا توجد حلول لإنهاء أكبر أزمة إنسانية في العالم، حيث قدرت اليونسيف أن 80 % من سكان اليمن بحاجة إلى المساعدة، في ظل افتقار البلاد إلى الرعاية الصحية – الصرف الصحي ، والعيادات ، والمعدات ، والعمال، وانتشار الأمراض المعدية مثل حمى الضنك والدفتيريا خاصة بين الأطفال.
ونقل تقرير المنتدى، ما قاله منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن، ديفيد جريسلي، من إن سوء التغذية دمر الجيل القادم في اليمن، ونقترب من وضع لا رجوع فيه ونخاطر بفقدان جيل كامل من أطفال اليمن الصغار “.
وأكد المنتدى أن السعودية تحرص على مضاعفة الأزمة من خلال الإبقاء على الحصار المفروض على اليمن، كما يقول ويليام هارتونج: “إن الأثر الحالي الأكثر تدميراً للولايات المتحدة ينبع من الدعم العسكري للجيش السعودي الذي يستخدم المعدات التي قدمتها الولايات المتحدة؛ لفرض حصار أعاق تقديم المساعدات واستيراد السلع التجارية ، وهي خطوة جعلت الوضع الإنساني المروع بالفعل في اليمن أسوأ.
وأشار التقرير إلى بعض الخطوات التي قام بها الرئيس الأمريكي بايدن، بدء بإيقاف مؤقت لمبيعات الأسلحة للسعودية، وتعيين دبلوماسيًا محترفًا كمبعوث خاص للمساعدة في إنهاء الحرب بالتنسيق مع الأمم المتحدة، لكن لم يتحقق على أرض الواقع شيء.
علاوة على ذلك ، لم يتم قطع جميع المبيعات العسكرية للسعوديين، حيث مهدت وزارة الخارجية مؤخرًا الطريق لبيع ما قيمته 500 مليون دولار من معدات تدريب والخدمات لطائرات الهليكوبتر الهجومية مثل أباتشي. ونوه التقرير إلى أن الادعاء بأن طائرات الهليكوبتر ستستخدم فقط في مهام دفاعية يبدو خادعًا ، لأن السعوديين استخدموا طائرات هليكوبتر هجومية ضد اليمن من قبل.
عرض أمريكي
وتطرق التقرير إلى عرض أمريكي للسعودية في أواخر أكتوبر الماضي، تضمن صواريخ جو-جو بقيمة 650 مليون دولار، حيث بات من الواضح أن مليارات الدولارات من المبيعات العسكرية التي لا تزال في طور الإعداد تمضي قدمًا.
وشدد المنتدى الأمريكي على ضرورة وقف جميع المساعدات الأمريكية، طالما لا يزال السعوديون يحاربون في اليمن، كون قطع مثل هذه المساعدات سيقطع الطريق أمام السعودية لمواصلة الحرب.