بساتين صنعاء ومشروع العودة إلى الحياة

استطلاع خاص// عادل عبدالاله العصار //وكالة الصحافة اليمنية//

حظي مشروع إعادة تأهيل بساتين ومقاشم صنعاء القديمة باهتمام وتفاعل كبير من قبل أبناء المدينة القديمة.

المشروع الذي تبلغ تكلفته الاجمالية 350 ألف دولار، من الصندوق الاجتماعي للتنمية وينفذ وفق برنامج “الأعمال كثيفة العمالة – نقد مقابل العمل” التابع لوحدة التراث الثقافي بالصندوق، يستهدف تشغيل الأيادي العاملة من الأسر الأشد فقرا، انطلق قبل يومين ويعمل فيه أكثر من 500 عامل وعاملة من أبناء مدينة صنعاء وسيستمر لمدة تصل لسبعة أشهر ويرتكز العمل فيه على ترميم وإعادة تأهيل وزراعة 12 بستانا ومقشامة.

وكالة الصحافة اليمنية وتأكيدا لتفاعلها واهتمامها بنقل صورة حية والتعريف بأهداف المشرع وما سيتم تنفيذه نزلت إلى المواقع المستهدفة والتقت بعض الاخوة والاخوات وخرجت بالحصيلة التالية:

مراحل العمل

لمعرفة مراحل العمل والكيفية التي سيتم من خلالها إعادة تأهيل وترميم البساتين والمقاشم ومن هم العمال والعاملات الذين اوكلت إليهم مهمة التنفيذ التقينا المهندس نبيل حزام والذي أجاب على تساؤلاتنا بالقول:

– كما تشاهدون الأن نقوم بتنفيذ أول مرحلة من مراحل العمل والمتمثلة بتنظيف وإزالة المخلفات من البساتين والمقاشم وبعدها تأتي مرحلة أعمال المباني وفيها سنقوم ببناء السواقي وشبكة الري من البركة إلى جميع أنحاء البستان وبنفس الاسلوب والنمط القديم الذي يحفظ التقسيمات داخل هذه البساتين، وبعد ذلك سنقوم بعملية قلب التربة وتهيئتها وتوفير البذور والبدء بزراعتها بنفس الأنواع التي كان يتم زرعتها كل بستان ومقشامة.

مصادر المياه

وعن مصادر المياه التي سيتم توفيرها لري البساتين قال المهندس “حزام“: توفير المياه وضمان استمرار تدفقها لهذه البساتين من أولويات هذا المشروع وسنقوم بإعادة تأهيل الآبار في كل البساتين وتعميقها وفي حالة ما إذا وجدنا فيها مياه بكثرة فسنقوم بتزويدها بمنظومات شمسية لضمان إستمرار تغذية هذه البساتين، سواء من خلال تزويد المساجد بهذه المياه أو بتغذية البستان مباشرة..

   أبناء صنعاء يعملون

وفيما يتعلق بالعمال والعاملات الذين يقومون بتنفيذ العمل، أكد المهندس نبيل أن العمل ونوعية وعدد العاملين في المشروع يتم وفق برنامج “الأعمال كثيفة العمالة – نقد مقابل العمل” التابع لوحدة التراث الثقافي بالصندوق الاجتماعي للتنمية، وكل من ترونهم يعملون هنا هم من أبناء صنعاء القديمة رجال ونساء وهم من يقومون بتنفيذ هذه الأعمال، وقد تم تنظيم هذه العملية بحيث يوكل العمل في كل بستان إلى أبناء الحي الذي يوجد فيه البستان وفي المقدمة أصحاب البستان أو المقشامة والعاملين فيه من قبل.

   مربعات ومجموعات عمل

وفيما يتعلق بالاجور التي يحصل عليها العمال والعاملات في المشروع، أكد المشرفون على تنفيذ العمل أن الاجور والعوائد المالية للعمال والعاملات لا يتم احتسابه بالأجر اليومي ولا بالمرتبات وإنما بمقدار الإنجاز، وقد تم تقسيم العمال إلى مجموعات وتقسيم المساحات في كل بستان ومزرعة إلى مربعات، وكل مجموعة تعمل في مربع محدد حتى لا تتداخل الأعمال ويتشتت الجهد وليتمكن كل عامل من الحصول على مردود مالي أفضل..

  ..وللنساء نصيب

المرأة اليمنية كعادتها تحرص على الإسهام بفاعلية وترجمة وتجسيد دورها في مختلف ميادين العمل والانتاج، وهو ما وجدناه ولمسناه هنا وعلى الرغم أن نوعية الأعمال في هذا المشروع شاقة ومتعبة إلا أن المرأة تؤكد جدارتها على تحمل المسئولية وتنفيذ الأعمال الموكلة إليها مهما كانت شاقة ومتعبة..

وهو ما أفصحت عنه الأخت افتكار العمري-مشرفة- والتي تحدثت عن عمل المرأة والصعوبات التي تواجهها في هذا المشروع وقالت: النساء يقمن بتنفيذ الاعمال رغم مشقتها ويتحملن أعباء فوق طاقتهن، ومعظم الأعمال هنا أعمال تتعلق بالرجال ولا تستطيع المرأة تنفيذها، ونظرا لقلة عدد النساء اللواتي تم تسجيلهن في كل حي للعمل في المشروع، فسنقوم بجمع النساء المسجلات في كل الأحياء ونجعل منهن مجموعة واحدة تعمل بشكل جماعي في كل مناطق المشروع ليسهل عليهن تنفيذ الاعمال الموكلة إليهن ويحققن استفادة ومردود مالي أكبر..