تحليل/ محمد روحاني / وكالة الصحافة اليمنية //
يوماً بعد أخر تتصاعد وتيرة عمليات الرد اليمنية في العمق السعودي بشكل ملحوظ ، سوءً من حيث عدد الاسلحة المستخدمة ونوعيتها أو من حيث نوعية الاهداف التي يتم ضربها في هذه العمليات، وكذلك إتساع الجغرافيا لهذه العمليات وشموليتها لأكثر من منطقة على إمتداد أراضي المملكة ، وهذا يظهر واضحاً في عملية ” السابع من ديسمبر ” التي أعلنت عنها القوات المسلحة اليمنية اليوم الثلاثاء .
وبالنظر الى الاهداف التي تم ضربها في عملية ” السابع من ديسمبر ” سنجد انه لم تعد المطارات والقواعد العسكرية والمنشأت الحيوية فقط هي المستهدفة وإنما كل المنشأت التي تحمل الطابع العسكري ومنها وزارة الدفاع في الرياض ، ما يعني اننا أمام فصل جديد من عمليات الرد اليمنية أكثر فاعلية وأوسع ستشمل كل المنشأت العسكرية والحيوية على إمتداد الاراضي السعودية، ليس فقط في المناطق الجنوبية وانما في شرقها وغربها وشمالها خصوصاً أن اليمن اليوم باتت تمتلك صواريخ بالستية وطائرات مسيرة قادرة على الوصول الى هذه المناطق بكل سهولة .
في مقابل ذلك يثير عدد من المراقبين الشكوك حول قدرة الدفاعات الجوية السعودية على إعتراض الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة اليمنية، خصوصاً بعد نشر عدد من المواطنين السعوديين لمقاطع فيديو تظهر هذه الصواريخ في سماء المدن السعودية قبل ان تصل الى أهدافها والتي كان أخرها مقطع الفيديو الذي أظهر مرور صاروخ باليستي في سماء الرياض أثناء تنفيذ عملية ” السابع من ديسمبر ” التي أعلنت عنها صنعاء اليوم الثلاثاء .
وبحسب المراقبين فان المزاعم السعودية بإسقاط صواريخ بالستية وطائرات مسيرة قادمة من الجانب اليمني سابقاً ربما تكون غير صحيحة ، خصوصاً وان هذه الصواريخ والطائرات المسيرة قد تخطت المنطقة الجنوبية للمملكة التي من المفترض ان يتم إعتراضها هناك ، فكيف وصلت هذه الصواريخ الى سماء الرياض .
كما ان التعتيم الاعلامي السعودي حول الخسائر التي تنتج عن هذه العمليات يضع السعودية في موقف حرج ليس أمام العالم وانما أمام المواطن السعودي نفسه الذي يشاهد هذه الصواريخ والمسيرات وهي تجوب سماء المملكة ويسمع دي انفجاراتها وهي تصل الى أهدافها داخل المطارات والقواعد العسكرية والمنشأت الحيوية السعودية .
الى جانب ذلك تصاب السعودية بعد كل عملية بهستيريا تظهر من خلال الاستهداف الكبير للمدنيين في العاصمة صنعاء والمحافظات واذا كانت بالفعل تعترض هذه الصواريخ والطائرات المسيرة فما الداعي لهذه الهستيريا الانتقامية .
الحقيقة ان الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة اليمنية باتت اليوم تشكل كابوس للمملكة وهو ما يؤكده استهدافها للورش داخل العاصمة صنعاء والتي كان أخرها ورشتين لتصليح السيارات داخل العاصمة صنعاء خلال اليومين الماضيين لاشتباهها بان هذه الورش تقوم بتصنيع الطائرات المسيرة وهو أمر مناف للحقيقة .
ان عملية ” السابع من ديسمبر ” التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية، تؤكد اننا في بداية فصل جديد من العمليات الاكثر إيلاماً في العمق السعودي ، خصوصاً مع إصرار السعودية على تصعيدها وعودتها لقصف المدنيين في اليمن، وتأكيد صنعاء على انها ستواجه التصعيد بالتصعيد ودعوتها للمواطنين والمقيمين بجوار المنشأت العسكرية السعودية، بالابتعاد عن هذه المناطق كونها أصبحت أهداف مشروعة للقوات المسلحة اليمنية .