وكالة الصحافة اليمنية//متابعات
قال ستيفن سنايدر في تقرير نشره “الراديو الدولي العام”(PRI) إن أحاديث السعوديين عن سيطرة ما اسماهم “الحوثيين على 19 ناقلة نفط قبالة السواحل اليمنية تثير تساؤلات.
ويشير التقرير، إلى أن السفارة السعودية في العاصمة واشنطن كررت هذه القصة أكثر من مرة، إلا أن لقاءات وأبحاثا قام بها “الراديو الدولي العام” وجدت أنه لا توجد أي قضية لرهائن لدى “الحوثيين”.
ويقول الكاتب إن أول تقرير عن احتجاز الحوثيين لرهائن ظهر يوم السبت 21 نيسان/ أبريل، في تغريدة للدبلوماسي السعودي محمد الجابر، ، التي ذكر فيها قائمة بسفن محتجزة في المياه العميقة لميناء الحديدة،أكثر من 26 يوما”.
ويلفت الموقع إلى أن السفارة السعودية في واشنطن زادت من مزاعم محمد الجابر السفير السعودي عند حكومة ماتسمى بالشرعية بعد يومين في بيان صحافي، وجاء فيه أن هناك أزمة رهائن واختطاف في البحر وسفنا تجارية سيتم تدميرها، بشكل سيؤدي إلى كارثة بيئية، لكن شركات الشحن والمحللين في صناعتها يقولون غير هذا.
ويذكر التقرير أن موقع “TankerTrackers”، الذي يتبع خط السفن، ومقره السويد، لاحظ وجود ناقلات بعد ساعات من تغريدة السفير، ومن خلال صور التقطت في الفضاء وتحويل البيانات حددت المجموعة عددا من القوارب الراسية على ميناء الحديدة، وتم البدء بمراقبة حركتها، مشيرا إلى أنه جاء في التغريدة التي نشرها الموقع: “لقد حددنا وسجلنا القوارب المذكورة كلها، وفي حال تحركها فإننا نعلم ذلك، وكلها جاءت من الإمارات العربية المتحدة عبر جيبوتي، وتحمل الوقود للسكان”.
ويورد سنايدر أن المياه العميقة في الحديدة تستقبل ناقلات النفط والسفن التجارية، التي تحمل الطعام والوقود لشمال اليمن، فيعد الميناء حيويا للاقتصاد اليمني، مستدركا بأن الممرات البحرية التي تقود إلى الميناء يتحكم بها ويغلقها التحالف الذي تقوده السعودية، الذي يخوض حملة جوية على البلاد، وأدى الحصار إلى ظروف كارثية ومجاعة، حيث حثت جماعات الإغاثة وجماعات حقوق الإنسان على تخفيف الحصار على الحديدة
وبحسب التقرير، فإن متحدثا باسم شركة ملاحة يونانية، ورد اسم واحدة من ناقلاتها على القائمة السعودية، عبر عن دهشته من الاتهامات السعودية، قائلا: “حتى الآن لا توجد أي قضية لها علاقة بالشاحنات”.
وينقل الكاتب عن الكابتن ميناس باباداكيس من شركة “يوروتانك”، ومقرها في أثينا، وهي تقوم بإدارة أربع شركات، قوله: “لا يوجد أي زحام في الميناء، لكن ساعات الانتظار عادية بالنسبة للحديدة”، وأضاف باباداكيس إن “ديليا” قد أنزلت حمولتها من الوقود في ميناء الحديدة، فيما تنتظر ناقلات الشركة الأخرى دورها، وتابع قائلا: “(أريانا) و(سيلين) و(ليانا) رست (في الحديدة) وتنتظر الأوامر من إدارة الميناء لإفراغ شحنتها.. نؤكد أن كل شيء على ما يرام”.
ويورد الموقع نقلا عن سمير مداني من “TankerTrackers”، قوله إن المؤسسة قامت بالتحقق من مزاعم احتجاز للناقلات مدة 26 يوما، وأضاف: “بناء على كل شيء شاهدناه من خلال الصور الفضائية، فإننا لم نشاهد أي قارب محاط أو ممنوع من دخول الميناء.. وكانت تنتظر بهدوء في حالة رسو، وشاهدنا الآن حركة كثيرة: سفن تنتقل من مناطق الرسو إلى الميناء لتفريغ شحناتها وبعدها تغادره، وباختصار فإنها كانت أيام عمل كالعادة.. كل شيء يبدو عاديا، وهو ما تشاهده الآن في هيوستن خارج غالفستون، لكن على نطاق أصغر.
ويجد التقرير أن هناك أسبابا أخرى وراء اختلاق القصة، حيث تقول مؤلفة كتاب “سعودي إنك: محاولات مملكة الصحراء البحث عن الربح والقوة” إلين وولد: “تركيز الانتباه على الادعاءات على “الحوثيين” بمنع الملاحة الدولية هو محاولة لإظهار أنهم خطر على المجتمع الدولي”، وتضيف: “هناك منطق وراء تبني السعوديين هذا الأسلوب، خاصة بعد تعرض أساليبهم في اليمن للفحص والتدقيق، بالإضافة إلى أنهم يتطلعون لدفع الأمم المتحدة لتتحرك ضد إيران ، والإشارة إلى أدلة عرقلتهم لخطوط الملاحة البحرية”.
ويقول سنايدر: “ربما كان هذا وراء التقارير في الصحافة السعودية عن منع الحوثيين للسفن المحملة بالمساعدات الإنسانية من دخول الميناء”.
وينقل الموقع عن المتحدث باسم “سيف ذا تشيلدرن” بانو باتنغر، قوله إن منظمته لم تشاهد أي عرقلة لحركة السفن، “لم يتم منع (سيف ذا تشيلدرن) أو أي منظمة إغاثة من الدخول عبر الحديدة، بحسب علمنا، ولا المنظمات غير الحكومية.. لكننا سمعنا بالقصة عندما نشرتها الصحافة السعودية”.
ويختم الراديو الدولي العام (PRI) تقريره بالإشارة إلى قول وولد: “أقول إن (التهديد) اختلقه السعوديون بشكل كبير؛ لتبرير تحركاتهم ضد الحوثيين ، أو دفع الآخرين للتحرك ضدهم”.