أوردت صحيفة ” كوريان تايمز” الكورية اليوم الاثنين، تقريرًا للصحفي كانغ هيون تحدث فيه عن قصة أحد الكوريين الذي عمل في عدد من الدول العربية ومنها اليمن، وشبهه بالعميل السري الذي كان في مهمة سرية وهو يصور في العاصمة اليمنية صنعاء.
وقال كانغ إن “ليم” وهو اسم الرجل البالغ الآن 60 عامًا إنه فُتن بالمناظر الطبيعية والثقافة المحلية، حيث وجد نفسه يتوق إلى سرد الأحداث التاريخية للسكان المحليين وظروفهم المعيشية التي دمرتها الحرب من خلال التصوير الفوتوغرافي.
في اليمن وتحديدًا في العام 2009م، كان ليم هناك، قد تمكن من تجنب أعين المسؤولين المحليين المترقبة وتمكن من العودة بالصور إلى كوريا، أخيرًا تم تسليط الضوء على صوره التي مضى عليها عقد من الزمن بعد سنوات من تقديم عروضه النشطة لشركة Noonbit Publishing Co.
كتاب عن اليمن
وتابع كاتب التقرير: نُشر ليم كتاب لصوره بعنوان ” اليمن بنيت على رياح شبه الجزيرة العربية” يحتوي 179 صفحة التقطت في العاصمة صنعاء ومنها سوق الملح الشهير، في خضم استهداف السواح الأجانب، كان من بينهم أربعة كوريين جنوبيين، وتقترن بأفكاره المختصرة للصور على شكل قصائد.
قال المصور ليم” بالعودة إلى 2009م، كان اليمن فوضويًا يشهد نزاعات مسلحة بما فيها تواجد تنظيم القاعدة؛ حيث حصل هجوم انتحاري على سيارة تقل دبلوماسيين كوريين جنوبيين وقع على طريق سريع وهم في طريقهم إلى المطار، وهو ثاني هجوم انتحاري ينفذه عناصر القاعدة على كوريا الجنوبية، حيث سبقتها أول حادثة والتي قتل فيها أربعة سائحين كوريين جنوبيين في صنعاء في 16 مارس آذار.
يواصل التقرير: رغم كل هذا توجه ليم إلى سوق الملح وهو يعتقد أن مشروع الصور قد يكلفه حياته لأنه أجنبي غير مسلم، وأن ما يريد القيام به أمر غير قانوني؛ لكنه قال إنه شعر بالحاجة إلى المضي قدمًا في ذلك لعلمه أنها قد تكون فرصته الأخيرة لالتقاط صور للبلاد وشعبها الذين يعيشون في خطر دائم من الإرهاب.
وبحسب “ليم” الذي قال كنت “بين عامي 2006 و 2009 ، قد زرت اليمن عدة مرات في رحلات عمل لأن شركتي شاركت في مشروع للغاز الطبيعي هناك بالتعاون مع شركة فرنسية”؛ “لكنني لم أتمكن من إيجاد الوقت لالتقاط صور للسكان المحليين ، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن القيام بذلك محظور بالنسبة للأجانب مثلي ، وجزئيًا لأنني وقعت عقدًا مع الشركة الفرنسية تطلب مني عدم مغادرة المناطق المحددة بمحض إرادتي، إذا انتهكت القانون ، سأتحمل المسؤولية الكاملة عن أفعالي “.
الهروب من صنعاء
لقد بدأ في مشروعه للتصوير الفوتوغرافي كعميل سري في عملية سرية أطلق عليها اسم “Escape from Sanna” “الهروب من صنعاء” حيث كان عليه أن ينجز الأمور في غضون ثلاث ساعات، وتحمل ضغوطًا هائلة أثناء محاولته التهرب من اكتشافه.
ويواصل ليم سرد ما حصل له ذلك اليوم حيث قال: إنه استيقظ في الصباح الباكر واستقل سيارة أجرة إلى سوق الملح، وكانت ردود افعال البائعين تجاهه متباينة؛ فالبعض تجاهلوه وأعطوه كتفًا باردًا ، بينما رحب به البعض وتناولوا الشاي الساخن معه.
لقد التقط ليم 300 صورة لسوق قديم حيوي “باب اليمن”، بما في ذلك أطفال بابتسامات بريئة ، وسكان محليين يتشاركون وجبات الطعام ، ورجال منشغلين بالقات.
ولفت كاتب التقرير إلى أن القلق صاحب ليم وهو يتجه نحو مطار صنعاء قاصدًا العودة إلى بلاده؛ إلا أن مخاوفه تلاشت بمجرد تحرك الطائرة إلى عمان.
وهو في الطريق إلى المطار شاهد امرأتين تبيعان البيض كأنهما شقيقتان وتبتسمان، استغرب من ذلك كون ما يحصل جاء بعد هجوم انتحاري على السياح في ذلك الطريق.
ليتساءل “ما الذي جعلهن على وجه الأرض يتخذن مثل هذه الوجوه المبتسمة على الرغم من التفجير المأساوي؟ هل القرآن هو الذي ساعدهن في إزالة الذكريات المروعة للعملية الانتحارية من رؤوسهن؟ أم أنهن ولدن متفائلات؟”
وختم كاتب التقرير بالقول إن اليمن هي ثاني أعمال ليم التصويرية الشعرية التي نشرت بعد سنوات من أول عمل له بعنوان “جبل بوخان”.