أعاد موقع “ميدل ايست مونيتور” البريطاني، اليوم الاثنين، موضوعًا يتعلق بالنووي الإسرائيلي تم نشره بتاريخ 31 ديسمبر 2020م في صحيفة “الغارديان”، تحت عنوان ” يجب على جو بايدن إنهاء التظاهر الأمريكي بشأن الأسلحة النووية السرية لـ “إسرائيل”.
وقال التقرير الذي كتبه الحائز على جائزة نوبل للسلام “ديزموند توتو” إن كل إدارة أمريكية حديثة تمارس طقوسًا ضارة عند وصولها إلى المنصب، فقد اتفق الجميع على تقويض القانون الأمريكي من خلال التوقيع على رسائل سرية تنص على أنهم لن يعترفوا بشيء يعرفه الجميع: أن لدى الاحتلال الإسرائيلي ترسانة أسلحة نووية.
ولفت التقرير إلى أن السبب في ذلك هو منع الناس من التركيز على قدرة الاحتلال الإسرائيلي لتحويل عشرات المدن إلى غبار، مشيرًا إلى أن هذا الإخفاق في مواجهة التهديد الذي تشكله ترسانة الاحتلال المروعة يمنح رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، شعوراً بالقوة والإفلات من العقاب، مما يسمح لهم بإملاء الشروط على الآخرين.
وتابع التقرير: لكن أحد الآثار الأخرى لنهج النعامة الذي تتبعه الإدارة الأمريكية هو أنها تتجنب التذرع بقوانين الولايات المتحدة نفسها ، التي تدعو إلى وضع حد لسخاء دافعي الضرائب على ناشري الأسلحة النووية.
وأضاف التقرير: الاحتلال في الحقيقة ناشر أسلحة نووية ، وهناك أدلة دامغة على أنها عرضت بيع أسلحة نووية لنظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا في السبعينيات وحتى أنها أجرت تجربة نووية مشتركة، وكالعادة حاولت حكومة الولايات المتحدة التستر على هذه الحقائق، بالإضافة إلى ذلك ، لم توقع إسرائيل قط على معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية.
ونوه التقرير إلى أنه في الوقت الذي دفعت أمريكا والاحتلال الإسرائيلي لغزو العراق بحجة وجود أسلحة نووية هناك، قال عالم النووي الإسرائيلي مردخاي فعنونو: إن الأسلحة النووية لم تكن في العراق – إنها موجودة في فلسطين المحتلة .
تعديلات أمريكية لم تشمل إسرائيل
وأشار التقرير إلى أن التعديلات الأمريكية التي تحظر المساعدة الخارجية للدول النووية شملت الهند وباكستان، عطفًا على احتجاج الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر ضد الدولتين، وهو ما لم يفعله أي رئيس فيما يتعلق بنووي الاحتلال الإسرائيلي؛ بل على العكس تماما، كان هناك اتفاق شفهي منذ الرئيس ريتشارد نيكسون لقبول “غموض النووي الإسرائيلي” – للسماح فعليًا لهم بامتلاك القوة التي تأتي مع الأسلحة النووية دون مسؤولية.
وأوضح التقرير بأنه منذ عهد الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون ، وفقًا لمجلة “نيويوركر” ، كانت هناك هذه الرسائل السرية، حيث رفض الرؤساء والسياسيون الأمريكيون الاعتراف بأن الكيان الصهيوني يمتلك أسلحة نووية على الرغم من أن القانون يقدم إعفاءً من شأنه أن يسمح باستمرار التمويل إذا كان الرئيس قد توافق مع الكونغرس باعتبار أن مساعدة الاحتلال الإسرائيلي ليصبح قوة نووية سيصب في مصلحة الولايات المتحدة.
إيقاف تمويل الاحتلال
وطالب كاتب التقرير الولايات المتحدة بقطع تمويل الاحتلال الإسرائيلي ، باعتبار ذلك مهزلة يجب أن تنتهي، حيث بلغ الدعم الأمريكي لـ تل ابيب 300 مليار دولار من أموال دافعي الضرائب الأمريكيين، حتى تجاوز ناتج الفرد من الناتج المحلي الإجمالي للكيان مثيله في بريطانيا.
وشدد التقرير على ضرورة اعتراف إدارة بايدن صراحة بالاحتلال كراعي لانتشار الأسلحة النووية في الشرق الأوسط وتنفيذ القانون الأمريكي بشكل صحيح، خاصة وأن الاحتلال يمارس سياسة الفصل العنصري ضد الفلسطينيين، وما مكنه من ذلك ليس استخدام البنادق فحسب؛ ولكن أيضًا من خلال إبقاء هذا السلاح النووي موجهًا نحو رؤوس الملايين.