متابعات.. وكالة الصحافة اليمنية
لم تقتصر جهود “السعودية” لتوطيد علاقتها مع الكيان الإسرائيلي على الترويج الإعلامي والغزل الدبلوماسي فحسب، إنما راحت أبعد من ذلك بكثير، إلى حد التنسيق المباشر في التعاطي مع الملفات والقضايا الساخنة في المنطقة وعلى رأسها إيران والقضية الفلسطينية، وحثّ الدول العربية الأخرى على تنشيط علاقاتها مع العدو الصهيوني، بحسب مصادر فلسطينية.
وقد أشار موقع “الخليج أونلاين أن “مصادر فلسطينية رفيعة المستوى في رام الله، كشفت أن “السعودية” قادت وفداً عربياً رفيع المستوى لزيارة تل “أبيب”، حيث جرى اللقاء بمسؤولين إسرائيليين للتباحث معهم في ملفّات شائكة وساخنة تمرّ بها المنطقة.
وأوضحت المصادر التي فضّلت عدم ذكر اسمها نظراً لحساسية منصبها، أن الوفد العربي ضمّ مسؤولين سعوديين وإماراتيين ومصريين، التقوا بشخصيّات رفيعة المستوى من الجانب الإسرائيلي قبل أيام، في “تل أبيب” خلال زيارة استمرّت لمدة يومين، وتم التباحث في ملفّات تتعلّق بفلسطين وإيران.
اللقاءات بين الوفد العربي والإسرائيلي وفقاً لوصف المصدر الفلسطيني، كانت في قمّة الإنسجام، وتخلّلتها ضحكات متبادلة، وقد تمّ الإتفاق على تنسيق الخطوات المشتركة المقبلة المتعلّقة بالملفّ الفلسطيني، وما يُعرف “بصفقة القرن”، كما جرى التطرّق لما يحصل على “حدود قطاع غزة، وتداعيات نقل السفارة الأمريكية للقدس، إضافة للملف الإيراني وما جرى مؤخراً من تصعيد عسكري وقصف متبادل في الجولان المحتل”.
وأضافت المصادر أن “الرياض فتحت باب التطبيع على مصراعيه، ولا تسعى وحدها للوصول إلى هذا الهدف في توطيد علاقتها السياسية والاقتصادية وحتى الفكرية مع الاحتلال، بل تريد أن تأخذ بيدها باقي الدول العربية للدخول من هذا الباب وفتح صفحة جديدة مع إسرائيل”.
وكان مسؤول فلسطيني قد أكد أن العاصمة المصرية القاهرة استقبلت، خلال مارس الفائت، بأحد فنادقها الكبيرة، مسؤولين سعوديين وآخرين إسرائيليين على طاولة نقاش واحدة، بحضور مسؤولين مصريين رفيعي المستوى، موضحاً أن القاهرة ترعى لقاءات سرية بين الرياض و”تل أبيب”، وخلال الفترة الأخيرة فقط جرى أكثر من لقاء ثلاثي (إسرائيلي-مصري-سعودي) على أراضيها، بصورة سرية.
وأفادت كالة “بلومبيرغ” الأمريكيّة أن المحامي الصهيوني “مولخو” كان برفقة دبلوماسيين اثنين من “تل أبيب”، التقوا على مدار سنتين بشكل سري مع شخصيات رفيعة من “السعودية” في كل من إيطاليا، التشيك والهند، حيث شدد الجانبان على تقاطع مصالح “تل أبيب” والرياض إزاء كل ما يتعلق بوجود إيران في المنطقة، واعتبروا أن “العدو الأخطر للدولتين هو الجمهورية الإسلامية في إيران”، لافتةً إلى أن د.
“دوري غولد”، المدير العام السابق لوزارة الخارجيّة في “تل أبيب”، كان ضمن الوفد الإسرائيلي الأمر الذي مهد الطريق أمام الجنرال السعودي السابق أنور عشقي، لزيارة تل أبيب بشكل علني عدة مرات والمشاركة في مؤتمرات نظمّتها الدولة العبرية.
يشار إلى أن “السعودية” دخلت مرحلة كبيرة وجديدة في تاريخ علاقاتها مع دولة الاحتلال لم تسبق لها أي دول عربية أو إسلامية أخرى، حيث وصلت لعقد لقاءات وسط تل أبيب مع المسؤولين الإسرائيليين بصورة علنية في الوقت الذي كانت تحافظ فيه على سرية الإتصالات واللقاءات.