لندن/وكالة الصحافة اليمنية//
كشفت صحيفة بريطانية عن ضحية جديدة في سجون الإمارات من مواطني المملكة المتحدة، مشيرة إلى أنه قضى نحو 19 شهرا في سجون الدولة الخليجية بتهمة وصفتها بـ”الباطلة”.
وقالت صحيفة “ميترو”، إن “لوك توللي”، البالغ من العمر 43 عاما، بدأ يتأقلم مع الحياة مرة أخرى في بريطانيا بعد أن تم إطلاق سراحه أخيرًا من السجن بسبب قضية مخدرات رفعت ضده هو واثنين من أصدقائه في أغسطس/آب 2019.
وذكرت الصحيفة أن “توللي” عانى أكثر من عام في زنازين مزدحمة أثناء الوباء، لأن الشرطة أساءت تفسير نص تم إرساله إليه يطلب حجز طاولة.
وروى “توللي” للصحيفة وقائع القبض عليه، قائلا: “أنا من مشجعي أرسنال وكنت أستعد لمشاهدة المباراة ضد نيوكاسل ذلك المساء، كانت الساعة حوالي الـ 7 مساءً، عندما فتحت الباب.. كان هناك حوالي 12 شرطيًا بلباس مدني. لم يبرزوا مذكرة تفتيش، ركلوا الباب، وأمسكوا بي؟”.
وأضاف أن الشرطة الإماراتية صرخت بوجهه” “أين العشرة جرامات من الكوكايين؟ نحن نعلم أنك اشتريت الكوكايين”. وتابع: “لقد أمسكوا بي، ووضعوا يدي وراء ظهري، وقيدوا يديّ، وخلعوا قميصي وبدأوا يلكمونني في بطني”. وأردف بأنهم هددوه برميه من الشرفة، فقلت لهم: “لا أستطيع مساعدتكم، لا أستطيع إعطاء شيء لا أملكه”.
وقال الطاهي البريطاني إن عناصر الشرطة الإماراتية فتشوا منزله لمدة تصل إلى ساعتين ولم يجدوا أي شيء يربطه بأي جريمة، بحسب الصحيفة.
وتابعت الصحيفة في سرد الأحداث نقلا عن شهادة الطاهي البريطاني، بأن الشرطة وضعته برفقة اثنين من أصدقائه الذين كانوا يقيمون معه في مؤخرة السيارة، ليتم إيداع الثلاثة في زنزانة صغيرة مع حوالي عشرة أشخاص طوال الليل حيث أجبروا على إجراء اختبار للبول.
وتابع “توللي”: “لقد وضعونا في زنزانة أخرى، زنزانة أكبر، بها حوالي 30 شخصًا ملقى على الأرض”.
وأضاف أنه تم نقله للمقابلة حيث حثه المحققون على “الاعتراف بالجريمة فقط”، منوها إلى أنه هُدد بالصعق بالكهرباء، فيما أُعطي إفادة للتوقيع بالعربية، وهي لغة لا يتكلمها.
ونقلت الصحيفة عن “توللي” قوله إنه تعرض للضرب من قبل أحد الضباط على رأسه، عقب رفضه التوقيع على الوثيقة أو الاعتراف بالجرائم المزعومة.
وقال “توللي”: “التقط المحقق هذا الشيء المعدني وهو يسنده على رأسي”، مهددا: “هل تريدني أن أفتح رأسك بهذا؟”.
وتابعت الصحيفة البريطانية بأنه على الرغم من التجربة المؤلمة، ظل “توللي” واثقًا من أنه سيتم إطلاق سراحه قريبًا وأن الأمر برمته سينتهي إلى سوء فهم.
وذكرت “ميترو” أنه بعد إعادة “توللي” إلى الزنازين، رأى رجلاً يعرفه باسم “بيدرو”، وهو أحد معارفه القدامى في دبي.
ومن خلال حديثه معه، بدأ “توللي” يدرك مقدار المتاعب التي يعاني منها بالفعل، وقال: “لقد أمسكوه بجرامين من الكوكايين”.. “أخذوه إلى منزله وضربوه هو وصديقته.. قالوا إنه سيواجه حكما قضائيا بـ 25 عامًا، فيما طالبوه بالكشف عن أسماء أشخاص”.
وأضاف: “لقد مروا عبر هاتفه وشاهدوا رسائل بيني وبينه، فحواها أنه يريد طاولة لـ 10 أشخاص”.
وتابع: “قالوا: هل هذا رمز المخدرات؟ فيما أجابهم بيدرو بنعم”، موضحا أنه انهار وأراد فقط الخروج من هناك، وقالوا إنهم سيسمحون لصديقته بالرحيل.. لذا فقد حاول إخراج نفسه منه من خلال الكذب على شخص آخر ولهذا السبب أتت الشرطة إلي”.
وأضافت الصحيفة أن “توللي” واجه الضباط بشأن افتقارهم إلى الأدلة مسلحًا بهذه المعلومات الجديدة، حيث سألهم: “إذا كان لدى شخص ما مشكلة مع شخص آخر، فيمكنكم حبسهم دون أي دليل بمجرد قولهم إنهم فعلوا شيئًا؟”.
وأدى رفضه الاعتراف بالجرائم إلى نقله من سجن إلى آخر، وقضاء ليالٍ في زنازين مختلفة، فيما قال “توللي” إن السفارة البريطانية لم تساعده كثيرًا خلال تلك الفترة وإن المحامي الذي عينه بتكلفة كبيرة كان قريبًا من أن يكون عديم الفائدة.
وخلال الأسبوعين الأولين، لم يتلق أي مكالمة هاتفية، لذا فإنه لم يكن لدى صديقته وعمله وعائلته أي فكرة عن مكانه. وتحدث معهم أخيرًا عندما نُقل إلى مركز احتجاز البرشاء بالإمارات، حيث يُحتجز المشتبه بهم على ذمة المحاكمة.
وأضاف “توللي” أنه أصيب بكورونا بينما كان محتجزًا في غرفة بها 60 سريرًا بطابقين برفقة الكثير من النزلاء الذين ينامون على الأرض.
وقال: “لا أحد يعرف ما الذي يحدث.. لقد سمعنا جميعًا من الخارج أنها حالة حظر صحي. موضحا أن بعضهم أصيب بكورونا، وبعضهم ماتوا”.
وتابع: “لقد أغلقوا المقصف حيث تناولنا الطعام وبدأوا بترك الطعام في الخارج.. كان هناك حوالي 50- 60 شخصًا على الأرض حيث لم تكن هناك أسرة كافية”.
وأردف: “هذا خلال الوباء عندما يكون من المفترض أن نبتعد جسديا.. كانت الظروف مثيرة للاشمئزاز فهناك مغتصبون وإرهابيون وأشخاص من جميع الجنسيات”.
وأوضح: “الطعام هناك، لا أعطيه لكلبي.. وإذا لم يكن لديك المال، فعليك الاعتماد على كرم الناس لمساعدتك.. إنهم لا يعطونك معجون أسنان، ولا يعطونك فرشاة، ولا يعطونك جل الاستحمام”.
وبينما قالت الصحيفة البريطانية إن الوباء أدى إلى إبطاء عملية المحاكمة بأكملها، قال “توللي” إنه تم تأجيلها عدة مرات عندما لم تحضر الشرطة للإدلاء بشهادتها، حيث زعم أن محاميه أخبره بأن اختبار المخدرات الخاص به جاء سلبيًا لكنه اتُهم بتعاطي المخدرات على أي حال وحُكم عليه بالسجن لمدة عامين.
وبعد ذلك، تم إسقاط تهمة منفصلة تتعلق بغسل الأموال عندما أحالتها الشرطة دون جدوى إلى المحكمة العليا لكنها استمرت في محاولة متابعة تهم التعامل، ما قد يؤدي إلى حكم بالسجن لمدة 27 عامًا، وفقا للصحيفة.
وتم نقل المجموعة بعد ذلك إلى سجن دبي المركزي، حيث يدعي “توللي” أنه أمضى 40 دقيقة فقط في الخارج طوال الأشهر السبعة التي قضاها هناك.