تتواصل فضائح التحالف بشكل مزري بسقوطها في وحل “الاستغباء” والتلاعب بالحقائق وتسخير مشاهد الاستخفاف بالعقول لصالحها؛ من أجل كسب موقف يتحقق على الأرض في حربهم على اليمن، ولو جاء هذا الدعم من بوابة فيلم أمريكي.
على الرغم من الدعم اللوجستي الكبير الذي تقدمه الولايات المتحدة الأمريكية للسعودية، ومراقبة الجغرافيا اليمنية عن طريق الأقمار الصناعية، بالإضافة إلى العناصر الاستخباراتية داخل البلاد، وطائرات التجسس لجأ التحالف إلى الاستعانة بفيلم أمريكي حول فيه ” واشنطن” مكان تصوير الفيلم إلى تهامة وتحديدًا ميناء الحديدة.
ناطق التحالف تركي المالكي وفي بيان مثير للسخرية استعرض السبت الماضي، مقطع من الفيلم الوثائقي الأمريكي Severe Clear الذي أنتج في 2009م، ويتحدث عن مغامرات مشاة البحرية الأمريكية في العاصمة العراقية بغداد في العام 2003م، وقال إن المقطع الذي تم عرضه هي أماكن تخزين الصواريخ في ميناء الحديدة.
الأمم المتحدة.. المخرج الكبير
المثير للدهشة أن المالكي لم يشعر بالخجل وهو يستعرض ما أسماه بالمعلومات الاستخباراتية الدقيقة التي حصلت عليها الرياض، والأكثر غرابة أن التحالف تعامل مع العالم وهواة الأفلام وأجهزة الاستخبارات الأخرى باستخفاف منقطع النظير، فالرجل استمد ثقته من تغاضي الأمم المتحدة ومجلس الأمن عن كل جرائمهم في اليمن واستمرار قتلهم للمدنيين؛ ليصل الرقم إلى 300 ألف قتيل منذ بدء الحرب في 2015م، بحسب إحصائية للأمم المتحدة نفسها التي تراوغ في توجيه اتهامات مباشرة للتحالف بارتكاب جرائم حرب.
اليوم وفي ظل التصعيد العسكري والإعلامي واختلاق الأكاذيب، يبدو أن رقم القتلى والضحايا من المدنيين سيتضاعف، وأن المناطق الحيوية للبلاد والتي تعد آخر شرايين اليمن لمرور بعض سفن الوقود والغذاء والمساعدات الإنسانية لأكثر من70 % داخل اليمن، معرضة للاستهداف والقصف، فقد بلغت بهم الجرأة في التعامل مع قضية اليمن إلى استغلال مقاطع الأفلام تمهيدًا لغارات قادمة، في ظل صمت المخرج الكبير لفلم جرائم اليمن ” الأمم المتحدة”.
استخبارات ركيكة.. إنفاق خيالي
لم يعد الأمر مضحكا ومأساويًا بالنسبة لدول التحالف فقط، فقد تبين أن الاستخبارات السعودية، وصل بها العجز والإفلاس إلى أن تتنقل في مشاهد الأفلام لتجد ما يمكن أن تلصقه باليمن، وهو أمر مخز لتحالف ينفق مليارات على أدواته الاستخباراتية سواء في اليمن أو باقي الدول.
أحدث تقرير تحدث عن موازنة الاستخبارات السعودية كشفت عنه استاذة العلوم السياسية وعضو محكمة الجنايات الدولية د. فاطمة رضا التي قالت ” خلال آخر خمس سنوات كانت موازنة السعودية للاستخبارات كميزانية شبه القارة الهندية، بمعنى أن ما تنفقه الرياض في هذا الجانب يعادل رواتب ونفقات كل موظفي الهند لسنة كاملة.
الرضا أكدت في مقالها التحليلي أن هذ الرقم الخيالي الذي تصرفه السعودية على أجهزة الاستخبارات، يفوق اضعاف ما يصرفه أنصار الله في الجبهات ومع هذا يقصف السعوديون الآمنين في منازلهم.
وأشارت إلى أن حوالي 250 مليون دولار تصرفها السعودية على حكومة (هادي) والجبهات وشراء الولاءات وقتل المعارضين وعلى مخابراتها التي وصفتها بالفاشلة، فيما يتصاعد أمام هذا الانفاق المادي الكبير أرقام الضحايا من المدنيين لا أكثر.
تأثير هوليودي
ليس بغريب على السعودية تلفيق المقاطع الهوليودية أو استحداث مبررات وهمية، لتواصل حربها المدمرة في اليمن، مؤخرا، ذكرت وكالة بلومبرغ الأمريكية أن السعودية تسعى إلى أن تكون القبلة الأولى لأفلام السينما في الشرق الأوسط، كخطة لتوسيع مصادر دخلها بعيدا عن النفط، ولتحقيق هذا الغرض فقد سخرت حاليا نحو 64 مليار دولار في مجال صناعة الأفلام بدور السينما، ويبدو أن أول استثماراتها في المجال السينمائي كان في محافظة الحديدة.
غرق سفينة تيتانيك
بعد ذلك الاستعراض الأهوج لناطق التحالف، ليس بمستبعد أن يفاجئنا تركي المالكي بأن غرق سفينة تيتانيك الأمريكية في الـ 15 من إبريل 1912 والتي راح ضحيتها 1496، كان بسبب استهداف بحري من قبل قوات أنصار الله، وأن الأخبار التي تتعلق باصطدامها بجبل جليدي، كانت محاولة لطمس آثار الهجوم.
وسط كل هذه الجلبة التي يفتعلها التحالف، بات مجلس الأمن مطالب بالتحقيق في ما بثه المالكي من مقطع مزيف، وعليه فليبني الكثير من الفبركات التي تم استخدامها لضرب اليمن وحصارها حتى اليوم.
أما الأمم المتحدة أصبحت مطالبة أيضًا بالتخلي عن دورها المنحاز للتحالف وباتت معنية بإيقاف الحرب العبثية على اليمن، فالفضيحة التي قدمها المالكي عبر استخباراته يجب أن لا تمر جزافًا وعليهم جميعًا الاعتذار لمخرج الفيلم الأمريكي كريستيان فراغا.