قال موقع “ميدل ايست مونيتور” الأمريكي اليوم الجمعة، إن ولي العهد محمد بن سلمان يمثل قوة مزعزعة للاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وخارجها ويتوجب اتخاذ إجراءات عقابية شاملة ضده.
وأبرز الموقع في تقرير تحليلي له، أن على الرئيس الأمريكي جو بايدن التعلم من إنذارات سلفه دونالد ترامب في التعامل مع محمد بن سلمان.
وذكر الموقع أن ترامب “فهم لغة التعامل مع المستبدين واستطاع الضغط عليهم لتنفيذ سياساته، وحتى عند دفاعه عن بن سلمان بعد مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي كان يستهزئ به قائلاً لقد -أنقذت مؤخرته-“.
وقال الموقع إنه “يمكن لإدارة بايدن أن تستخدم لغة ترامب في التعامل مع مثل هؤلاء المستبدين وتقدم لابن سلمان إنذاراً نهائياً، لأن سياسة بن سلمان ستظل مزعزعة للاستقرار في المنطقة وخارجها”.
وأضاف أن “معاقبة ابن سلمان ليست الهدف الوحيد فقط، حيث يجب محاسبته على انتهاكات حقوق الإنسان، وسجناء الرأي السياسيين، وإنهاء الحرب الكارثية على اليمن، ويجب إصلاح النظام المدني والسياسي للمملكة”.
وجاء في تقرير للموقع: وفي كانون الثاني/يناير 2021، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن السعودية شريك حيوي للولايات المتحدة في مجموعة واسعة من القضايا الأمنية الإقليمية”.
ولكن مع اقتراب عام 2021 من نهايته، علمنا أن وكالات الاستخبارات الأمريكية تعتقد أن المملكة تقوم الآن بتصنيع صواريخها الباليستية الخاصة بها بنشاط بمساعدة الصين. لقد ولت أيام شريك مخلص بلا شك في آل سعود. كيف تدير الولايات المتحدة مثل هذا الشريك الأمني الجامح؟.
يمكن القول إن مقتل الصحفي خاشقجي، كان السبب في أكبر صدع في العلاقات الأمريكية السعودية منذ 11 أيلول/سبتمبر 2001.
مجرد وعود أمريكية
وفي الحملة الانتخابية، وعد بايدن بجعل المملكة منبوذة بسبب القتل الشنيع لخاشقجي وتقطيع أوصاله، فضلا عن مجموعة من انتهاكات حقوق الإنسان الأخرى، بما في ذلك التواطؤ في تحقيق ما اعتبرته الأمم المتحدة “أسوأ أزمة إنسانية في العالم” في اليمن.
ومع ذلك، فمنذ نهاية حملته الانتخابية المنتصرة، ظلت وعود بايدن مجرد وعود. ونحن نجادل بأنه يجب مواجهة السعودية بالحدود والإنذارات النهائية، مما لا يترك للنظام الحالي أي خيار سوى احترام المعايير الدولية لحقوق الإنسان.
كيف يمكن لإدارة بايدن أن تجعل من نظام محمد بن سلمان ولي عهد منبوذا في ضوء المصالح المتقاربة العديدة لحكوماتها؟ فعلى مدى عقود، كانت الولايات المتحدة راضية إلى حد كبير عن الاعتماد على شريكها الخليجي الكبير في تعزيز المصالح الأمريكية من خلال العمل كحصن ضد إيران وضمان وصول الولايات المتحدة إلى خط أنابيب نفط ثابت.
وفي عام 2019 وحده، استوردت الولايات المتحدة ما متوسطه 500 ألف برميل من النفط الخام من المملكة العربية السعودية يوميا.
وأكد الموقع إنه بدون التحول في اللغة، سيواصل بن سلمان النظر إلى بايدن على أنه ضعيف. وفي الحملة الانتخابية، وعد بايدن بمساءلة محمد بن سلمان عن الانتهاكات الفظيعة لحقوق الإنسان، إلا أنه لم يواجه عقوبات مباشرة و”حظر خاشقجي” رمزي إلى حد كبير على العديد من المقربين منه.
ولهذا السبب، شعر السعوديون مؤخرا بالجرأة، حيث حجبوا إنتاج النفط في محاولة للانتقام عمدا من بايدن والديمقراطيين من خلال زيادة أسعار الطاقة وتأجيج التضخم العالمي.
لقد كان محمد بن سلمان، وسيظل، قوة مزعزعة للاستقرار في المنطقة وخارجها على حد سواء. لا يزال العديد من المواطنين السعوديين الأمريكيين مزدوجي الجنسية والأشخاص الأمريكيين والطلاب الأمريكيين السابقين يواجهون التعذيب والمضايقة وأحكام السجن وحظر السفر. كيف نختار لإدارة هذا النوع من الشركاء سوف تحدد لهجة لسنوات قادمة.