تقرير ميداني // ناصح شاكر// وكالة الصحافة اليمنية //
يتميز شهر رمضان بنكهة خاصة في اليمن وبقية البلدان الاسلامية، الا أن الحصار بقيادة السعودية والذي دخل عامه الرابع على التوالي، قلل من فرحة اليمنيين بهذا الشهر الفضيل، بسبب الظروف المعيشية الصعبة التي تمر بها البلاد، وعدم قدرة المواطن البسيط على متطلبات شهر الصيام.
وكالة الصحافة اليمنية زارت صباح اليوم، عدة أماكن في مدينة سعوان واستطلعت التجار والسكان على مختلف اعمالهم عن استعداداتهم ونقلت معاناتهم للقراء الأعزاء بكل حيادية
معاناة أسرة ساكنة على جزيرة شارع في أمانة العاصمة”
في منطقة سعوان، وتحديدا في شارع الأربعين، في خيمة مبنية من الخرسان ومسقوفة بالطرابيل ،
يعيش نبيل حمود اسماعيل، من ابناء محافظة اب ، مع أسرته المكونة من 6 بنات وبنين ، على رصيف لا تتجاوز مساحته مترين مربع.
اضطر رب الأسرة المعاق، نبيل، إلى نصب خيمته في وسط الرصيف، والتي تبعد حوالي 20 مترا عن نقطة أمنية.
في هذه الخيمة يسكن اولاده الـ 6 اضافة الى زوجة وأي ضيف يحل به من أقاربه. يعيش بين البرد والحر، يفترش الارض ويلتحف السماء.
خرج لإجراء لقاء معنا، بعد ان نبهته كلاب تقوم بحراسته وتكمن جوار باب الخيمة.
أجاب من نافذة صغيرة “شاقوص” في الجدار وبرز برأسه من الباب حوبا على يديه.
يقول أنه صنع مطبا على الاسفلت مقابل باب مسكنه ، يقف بجواره قبل الظهر لعل فاعل خير يشاهد ما يعانيه هو واولاده.
يقول نبيل: ” أسكن هنا انا وأولادي الـ 6 ، في الخيمة المكونة من غرفة واحدة وحمام”. تحدث الينا وابناؤه يلتفون من حوله بصمت ، والغبار يكسو وجوههم البريئة نظر لكثرتها في الشارع بفعل مرور السيارات من جوار مسكنهم.
تحدث عن معاناته وعن تحضيراته لاستقبال الشهر الفضيل قائلا: ” بالنسبة لمتطلبات رمضان ، والله ما قد به حاجة معنا ، لا مصاريف ولا بو شيء”.
أشار بحرقه إلى معاناة يعيشها في المطبخ ومستلزماته من الغاز ، حيث أوضح انه يطبخ طعام اطفاله في الشارع احيانا ، والكثير من المارة يشاهدون زوجته تطبخ باستخدام الاوراق والكراتين حيث لا غاز ولا حطب او فحم لتستخدمه في ايقاد النار…
وأضاف: ” احنا بنطبخ قدام الباب، وعلى الشارع، ونضع الصاج فوق النار ونخبز”.
المعاق نبيل، من مديرية الجعاشن بمحافظة اب، لم يوضح تفاصيل نزوحه الى صنعاء ، لكنه قال” اهل الخير الذي عنده خير ويتقدم لمساعدتنا الله يجزيه الخير”.
أم أمين، خرجت الى جوار الباب، وتحدثت لوكالتنا بتفاؤل على العكس من زوجها قائلة:” العيشة في هذا السكن مالها شيء”، مؤكدة أن امورهم على ما يرام ولله الحمد.
وعن معاناتها من عدم وجود مطبخ، تقول انها معاناة “مأساوية” وأنها تستخدم القراطيس في الطهي، مؤكدة أنها لا تمتلك اسطوانات غاز حتى تقوم بشراء غاز وتحدثت بإسهاب عن معاناة أزمة غاز.
حال التجار والمواطنين قبل يوم من رمضان
وكالة الصحافة اليمنية انتقلت في زيارة خاصة لاستطلاع زوار أحد المراكز التجارية في شارع الاربعين بسعوان. بدى خارج المركز التجاري فرق كبير في حركته التجاريه من خلال عدم وجود إلا بضعة سيارات خارج المركز، وقلة من المتسوقين داخل السوق، على غير ما كان عليه السوق في العام الماضي، حيث بطائق التموين التي صرفت للموظفين ضاعفت من إقبال المستهلكين على المركز التجاري وكانت تتسب في قطع الطريق لشدة الزحام.
يبدو أن مهرجان الغذاء الرمضاني الذي تقيمه المؤسسة الاقتصادية بأسعار مخفضة للسلع والمنتجات الرمضانية التي يطلبها المطبخ اليمني بكثافة عالية ، قد اجتذب المتسوقين ولامس رضاهم ووضعهم المادي الصعب ، بالتالي كان له تأثير على الحركة السوقية في المراكز التجارية الاخرى التي تتخذ من شهر رمضان محطة للاستغلال ورفع الاسعار واستنزاف المواطنين.
العامل في المتجر، عبدالله الأهجري، 38 عاماً ، من أبناء همدان تحدث لوكالة الصحافة اليمنية أن هناك حالة ركود في المركز التجاري ، وقلة في إقبال المتسوقين قبل يوم فقط من رمضان. كان السوق شبه خاليا إلا من عدد قليل من المتسوقين.
حيث يقول: “والله يا أخي العمل بارد، والسبب هي الأوضاع وانقطاع الرواتب”. عبدالله اشار إلى وضعه العائلي قائلا أن لديه 6 من الاولاد ويسكن في شقة ايجار شرق المركز، ب 28 الف ريال شهرياً ، فيما راتبه الشهري 57 الف ريالاً ، لكن أكد أنه مستور الحال.
وأوضح ان استقبال رمضان لم يعد كما كان سابقا: ” والله يا اخي ما عد بش الفرحة حق سابق، هذك الذي كنا نراعي لاستقبال رمضان من قبل شهر” مشيراً أن أحسن لحظة في وقت رمضان، هي وقت الذروة، أي وقت الافطار، حسب رأيه.
ابن همدان أوضح انه كان يستقبل رمضان في السابق بإحراق الاطارات في اول ليلة من رمضان ايذانا بدخول الشهر.
متسوق اخر، رفض ان يعطي اسمه، كان يقوم بفحص التاريخ في علبة الزبادي، وبجواره ثلاثة اشخاص، اختصر المعاناة التي يعشيها المواطنين في رده على سؤال هل قد استبق ارتفاع الاسعار وقام بشراء كسوه العيد لأولاده الاثنين . قال لوكالة الصحافة اليمنية : “خلينا نمشي رمضان أول، وبعدين لنا وقت آخر للكسوة”.
أما أم معتز، من تعز، كان لديها بعض المنتجات في عربة البضائع ، أتت الى السوق برفقة ولدها وابنتها. اكدت لمراسلنا ان معاناتها مضاعفة كونها نازحة من تعز وتم اسقاط اسمها من المنظمة وكذلك بسطة زوجها الذي هي شجرة رزق مهددة بالرفع من السوق الذي لم تسمه، اضافة الى معانة الايجار.
وقالت بحرقه : ” ما نقدرش نكسي الاولاد، الاسعار غالي، اذا كان سعر البنطلون بـ 2500 ريال يمني، ما نقدر احنا نشتريه”، منوهة ان فرحة لرمضان لم تكتمل.
بائع الحطب والبترول
أخذنا سائق باص من “ظمران سنتر” الى جولة السيد، حيث بائع الحطب هناك. سائق الباص يشكو من قلة العمل وازدياد الإيجارات، وعن انعدام الغاز للباصات، أما بالنسبة للغاز المنزلي، فعاقل الحارة، بحسب رأيه يقوم بتوفيره لأبناء حارته وهو من ضمنهم.
حاول بائع الحطب ان يمنعنا من التقاط صورة للحطب، متهما لنا بالتصوير ورفع الاحداثيات للتحالف لقصف المدنيين حيث قال ” بتصورنا وبعدين يرجعوا يضربونا بصاروخ او مه؟”.
وبعد أخذ ورد، تحدث لوكالة الصحافة اليمنية، ان حركة بيع الحطب قبل رمضان خفت بسبب تواجد الغاز حسب قوله.
عبد الله الغولي، من غولة عجيب بعمران، يسكن في سعوان، ويبيع البنزين كسوق سوداء اضافة لبيع الحطب. تحدث عن استقباله لرمضان قائلا: “نستقبله بالصلاة، وذكر الله”، لافتا أن “كل شيء متوفر ولله الحمد”.
أوقفنا التسجيل الصوتي وشكرناه على حديثة لوكالة الصحافة اليمنية، لكن أضاف، رمضان في جبهاتنا له نكهة خاصة.
أكد أن زيارة الجبهات في رمضان لها فضل عظيم، ” وسأزورها في قادم الأيام، في رمضان هذا بالذات بأسير أجاهد”.
وأضاف في رسالة ختامية:” والله ياطويل العمر، احنا بانقطع اذانيهم بإذن الله”، يقول الغولي في رسالته للاعداء والعملاء، ” والله نبيدهم من البلاد هذه، لانهم خربوا البلاد”. ولـ “ال سعود” قال بأنهم ” عملاء اليهود”، موضحا أن مقدساتنا تحت ايديهم باتت محتلة وحان الجهاد لتحريرها لانهم يطبعون مع اليهود