قال معهد بروكينغز الأمريكي إن الحوثيين انتصروا في اليمن، وذلك في مقال للمختص في شؤون الأمن بروس ريدل.
وتابع المقال: انتصر الحوثيون في حرب اليمن وهزموا معارضيهم السعوديين والإماراتيين الذين تدخلوا عام 2015م، بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية، واعتبر المقال أن ذلك إنجاز لافت في ظل عدم امتلاك اليمن قوة جوية أو بحرية وهي قصة نجاح مدهشة.
وأوضح المقال أن أنصار الله ظهروا في التسعينيات من القرن الماضي تحت زعامة شخصية جذابة، هو حسين الحوثي، الذي هدف إلى مكافحة فساد الرئيس السابق صالح.
ويرى الكاتب أن الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 أدى إلى تشدد الحركة كما حدث في مناطق عدة من العالم العربي. وتبنى الحوثيون شعار “الله أكبر الموت لأمريكا الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود والنصر للإسلام”. وأعلنت الحركة عن اسمها الرسمي “أنصار الله”، وكانت نقطة تحول في تاريخ الحركة التي لم يسمع بها أحد خارج اليمن.
وأشار المقال إلى ما قام به صالح من شن حروب على أنصار الله بدأت في 2003م، باستخدام القوة البرية والجوية في محافظة صعدة، وانضم السعوديون إلى الحملات بدون نجاح.
الكاتب قال إن الحوثيين استطاعوا التحكم بالحرب منذ بداية 2015م، ووسعوا مناطقهم ويقتربون من السيطرة على أخر معقل حكومي في الشمال، وهي مدينة مأرب.
ونوه المقال إلى أن الحوثيين ضربوا السعودية ومؤخرًا أبو ظبي بالصواريخ والطائرات المسيرة، وتابع ومع كل هذه الانتصارات، يجب أن لا ننسى ثمن الحرب الباهظ في اليمن، فبحسب صندوق التنمية التابع للأمم المتحدة، قُتل حوالي 377.000 يمني بنهاية عام 2021 بينهم 70% من الأطفال تحت الخامسة. وكان الحصار السعودي لليمن سببا أساسيا للكارثة الإنسانية وحرمان البلد من الغذاء والدواء.
وماذا بعد؟
يجيب ريدل أن المعركة على مأرب هي المرحلة القادمة في الحرب، فقد حقق الحوثيون تقدما مهما في ميناء الحديدة ولا يبدو أنهم على عجلة من أمرهم في مأرب. ولا يعرف إن كان لدى الحوثيين مطامح في الجنوب ، وإن كانوا سيطالبون بالأراضي التي سيطرت عليها السعودية في ثلاثينات القرن الماضي، مع أنهم لم يعبروا علنا عن هذا.
ويقول ريدل إن إدارة بايدن تعهدت بتحقيق السلام في اليمن كأولوية، لكنها لم تفعل الكثير على هذا المسار. وواصلت سياسة سلفها ببيع الأسلحة للسعوديين. وفي الوقت نفسه، فالحوثيون ليسوا متعجلين في إنهاء حرب انتصروا فيها.
الكاتب أكد أن إنهاء الحرب في اليمن، يحتاج إلى رفع الحصار ووقف الغارات السعودية وإيقاف كل الدعم العسكري المقدم لـ(حكومة هادي).
وفي حالة رفض السعودية وقف غاراتها ورفع الحصار، فعلى الولايات المتحدة وقف كل أشكال الدعم العسكري للمملكة وسحب الجنود والمتعهدين العسكريين كما فعلت في أفغانستان.
ويجب أن يشمل هذا الصيانة الفنية لسلاح الجو الملكي السعودي، مما سيترك أثره المباشر على الطيران العسكري السعودي الذي لن يكون قادرا على شن غارات، وسيشل الحرس الوطني والجيش السعودي أيضا. ولن تتأثر البحرية السعودية لأن مصادر شرائها وصيانتها متنوعة، لكنها ستواجه مصاعب.