المصدر الأول لاخبار اليمن

مشروع “هدد جدة”.. قصور ملكية تعلو على أنقاض المغتربين اليمنيين

تقرير/عبدالكريم مطهر مفضل/ وكالة الصحافة اليمنية//

شرعت السلطات السعودية، في تهجير سكان 12 حي سكنى من أصل 34 حياً سيتم إزالتها ضمن مشروع “هدد جدة” وضمها إلى مدينة الأحلام نيوم، على أنقاض الكثير من البسطاء وفي مقدمتهم المغتربين اليمنيين.

تهجير تعسفي

وبدأت الحكومة السعودية، خلال الأسبوعين الماضيين، عملية إخلاء تعسفية واسعة لأحياء عدة في مدينة جدة، رافقتها العديد من الانتهاكات الجسيمة بحق البسطاء من سكان المدينة والعاملين فيها، وتهجيرهم قسرياً.

سلطات الأمن السعودي، اقتحمت العديد من أحياء مدينة جدة وعلى رأسها أحياء يقطنها عمال أجانب والاعتداء عليهم خاصة المغتربين من الجنسية اليمنية والباكستانية.

ونشر العديد من الناشطين السعوديين على مواقع التواصل الاجتماعي، العديد من مقاطع الفيديو التي أظهرت قوات الأمن السعودية وهى تعتدي على سكان أحد الأحياء السكنية من أبناء الجالية الباكستانية.

اليوم الخميس، شرعت السلطات السعودية، البدء بإشعار سكان حي الثغر بعملية الإخلاء، تمهيداً لعمليات إزالة المباني فيه.

وبحسب تصريحات سعودية رسمية، تم حتى الآن إزالة 12 حياً، من بين 34 حياً ستتم إزالتها بالكامل ضمن مشروع “هدد جدة” والتي تم تكليف شركة “تطوير وسط جدة” لتنفيذه.

الشركة المنفذة لمشروع هدد جدة، كشفت عن خطة جديدة تدخل حيز التنفيذ، لإزالة منطقة “الجديدة” وسط مدينة جدة، خلال شهر رمضان المقبل.

الجهة المسؤولة عن تنفيذ مشروع وسط جدة هي شركة “تطوير وسط جدة”، وهي شركة حديثة تم تأسيسها في 2019، من قبل صندوق الاستثمارات العامة، حيث استغرب الكثير من الناشطين السعوديين على مواقع التواصل الاجتماعي، من عدم إسناد المشروع لإحدى الشركات العملاقة التي لها خبرة طويلة في مجال التطوير والإعمار؟!

تعويضات مجحفة

 

المغتربين اليمنيين كالعادة يقعون ضحية وكبش فداء للعديد من قرارات الأسرة الحاكمة في السعودية، حيث تم تهجير العديد من أبناء الجالية اليمنية، دون أن تتكفل لهم السلطات السعودية بدفع التعويضات مثلهم مثل حاملي الجنسية السعودية.

السلطات السعودية بدورها وضعت شروط تعسفية لكيفية دفع التعويضات لسكان الأحياء التي يتم إزالتها، حرمت المقيمين من الحصول على تلك التعويضات.

أقرت السلطات السعودية العديد من الشروط أبرزها تقديم ما يثبت أن صاحب العقار من ذوي الجنسية السعودية.

وأعلنت الشركة المنفذة للمشروع، اليوم الخميس، أنها قامت بتأجيل إزالة الأحياء ذات الكثافة السكانية العالية من السعوديين لحين دراسة إمكانية تنظيمها.

ويأتي هذا التأجيل ليؤكد حقيقة الظلم الذي يلقاه المقيمين الأجانب في مدينة جدة وعلى رأسهم اليمنيين.

ردود أفعال يمنية

 

موقع “هنا  عدن” التابع لحزب الإصلاح، قال منشور له على موقع “تويتر”، اليوم الخميس، “جريمة انسانية احترقت بها الأسر اليمنية في هدد جدة وظلم كبير من تسلط نظام بن سلمان وفجأة اصبحت الأسر بدون مأوى بسبب هدم الآلاف المنازل والمحلات التجارية دون سابق أنذر، او مهلة او أيجاد سكن بديل”.

المستشار الإعلامي السابق لسفارة “حكومة هادي” في الرياض “أنيس منصور الصبيحي” قال في سلسلة تغريدات له على موقع “تويتر”، اليوم الخميس، “معضلة الشقيقة أنها تتعاطى مع اليمن بغطرسة وكبر واذلال حتى الموالين لها او المقيمين وحكومة الشرعية اليمنية، وبهذا السلوك تخلق من كل يمني خصم وتصنع في قلب كل يمني صاروخ بالستي من الحقد،!”.

وأضاف منصور، “اليمني معروف أنه صبور لكنه عنيف وعنيد امام اي استفزاز”.

وقال الصحفي اليمني الموال للتحالف “عبدالجبار عوض الجريري” في تغريدة له على موقع تويتر”، اليوم الخميس، “هدم المنازل وتهجير سكانها في بلاد كالسعودية هي سابقة خطيرة لم تحدث في عهد الحكام السابقين، محمد بن سلمان ينفذ خططه المتهورة المجنونة على حساب مصلحة الشعب السعودي”.

وأضاف الجريري في تغريدة أخرى، ” بعد أن أقدمت السلطات السعودية على هدم المباني في جدة لم توفر المسكن لإلاف الأسر النازحة بينها مئات الأسر اليمنية”.

 

تصريح حكومي

وفي أول تصريح رسمي من السلطات السعودية، حاول أمين محافظة جدة تبرير عملية هدم وإزالة العديد من أحياء مدينة جدة قائلاً: “مراعاة الحكومة لأوضاع المواطنين الإنسانية أدى إلى تزايد أعداد المناطق العشوائية”!

وبحسب تصريح أمين محافظة جدة لوسائل الإعلام أمس الأربعاء،، فإن 34 حياً ستصبح أراضٍ جرداء بحلول شهر أغسطس القادم.

وأستغرب العديد من المراقبون والنشطاء من إبداء أمين محافظة جدة عدم معرفته بعدد السكان الذين يعيشون في الأحياء التي شملها  مشروع هدد جدة.

ووفقاً لتصريح وزير الإعلام ماجد القصبي في المؤتمر الصحفي الدوري للتواصل الحكومي، فإن المرحلة الأولى من مشروع وسط جدة، ستنتهي في 2027.

وكانت السعودية قد شرعت في مطلع ٢٠٢٠ في تهجير أهالي منطقة الخربة التي يقطنها أبناء قبيلة الحويطات والكثير من المغتربين الأجانب وعلى رأسهم المغتربين اليمنيين، لضمها إلى مشروع نيوم، وقتلت المواطن والناشط السعودي عبدالرحيم الحويطي (47سنة)، الذي رفض التوقيع على الإخلاء.

قد يعجبك ايضا