تقرير / وكالة الصحافة اليمنية //
استهدف طيران التحالف فجر الجمعة الماضية بسلسلة غارات جوية منطقة التجميع التابعة للمركز التنفيذي للتعامل مع الألغام الخاصة بمخلفات القنابل العنقودية واسلحة التحالف المحرمة في اليمن.
القصف احدث انفجار كبير في المنطقة سمع دويه على مسافة 30 كيلو متر من مركز التجميع الواقع في منطقة المساجد غرب العاصمة صنعاء، واثار الفزع في أوساط سكان المنطقة والعاصمة صنعاء.
المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام كشف أن استهداف طيران التحالف لمنطقة التجميع هو بقصد إعدام الأسلحة التي استخدمها التحالف، في قتل الشعب اليمني من قنابل عنقودية أو مخلفات الغارات ، مؤكداً مقتل أحد أفراد حراسة منطقة تجميع المخلفات بعد استهدافها من قبل طيران التحالف.
وأكد المركز، أن التحالف يسعى من خلال هذا الاستهداف لإخفاء خطورة الأسلحة ومصادرها بقصف ما تمّ جمعه، محملاً التحالف المسؤولية الكاملة عن سلامة الموطنين في القرى المجاورة وما سينتج من انتشار تلك المخلفات”، موضحاً أنّ “معظم مخلفات الأسلحة انتشرت في منازل المواطنين ومزارعهم والخط الرابط بين محافظتي الحديدة وصنعاء.
مشاهد لآلاف القنابل العنقودية والألغام في ضواحي العاصمة اليمنية صنعاء التي تم جمعها منذ بدء عمليات التحالف
وكانت قناة “روسيا اليوم” قد نشرت الأسبوع الماضي تقريراً عن محتويات منطقة تجميع مخلفات أسلحة التحالف، قبل أن يقوم طيران التحالف باستهداف منطقة التجميع ببضعة أيام.
مدير المركز الوطني للتعامل مع الألغام، علي صفرة، كشف في تصريح صحفي خلال زيارة ميدانية للمكان المستهدف، أن التحالف شن قرابة تسع غارات في وقت واحد موزعة على محيط منطقة تجمع القنابل العنقودية ومخلفات الأسلحة التابعة للمركز بمنطقة المساجد.
وأكد مدير المركز، أن فرق المركز تعمل على انتشال المخلفات من المناطق السكنية المجاورة لمكان التجميع عقب قصفه من قبل طيران التحالف من خلال الاستعانة بكوادر المركز من محافظة الحديدة لتطهير المنطقة كون التلوث وصل إلى الخطر في الطريق الرئيسي الرابط بين صنعاء والحديدة.
ولفت صفرة، إلى أن الأمم المتحدة على اطلاع بهذا الموقع الذي يضم مخلفات القنابل واسلحة التحالف الموضوعة بشكل منظم، تضم عدة مربعات كما هو معمول به في المعايير الدولية التي تم وضعها لبرامج نزع الألغام على مستوى العالم.
وقال ” ما اعاق عمل المركز هو عمد سماح دول التحالف بدخول مواد الإتلاف منذ العام 2016م والتي حالت دون ذلك”.
أسباب قصف التحالف منطقة تجميع مخلفات قنابل واسلحة التحالف في صنعاء؟
تكمن اسباب قصف التحالف لمنطقة تجميع مخلفات القنابل العنقودية وأسلحة التحالف المحرمة في صنعاء باعتبارها أدلة قانونية تثبت أن التحالف استخدم أسلحة محرمة دولياً في قصف اليمن ، فضلا عن كونها ستؤدي إلى إدانة الدول التي قدمت تلك الأسلحة للسعوديين والإماراتيين.
منظمة هيومن رايتس ووتش اتهمت التحالف، باستخدام قنابل عنقودية ضد مدنيين في اليمن صنعت في الولايات المتحدة الأمريكية ، واعتبر بيان المنطمة في الـ 14 من فبراير 2016م أن استخدام التحالف لهذه القنابل يخالف المعايير الدولية التي تمنع اللجوء إليها تحت أي ظرف.
وجاء في بيان للمنظمة التي تتخذ من نيويورك مقرا “أن التحالف بقيادة السعودية يستخدم في اليمن الذخائر العنقوية الواردة من الولايات المتحدة والمحظورة دوليا، رغم أدلة على خسائر في صفوف المدنيين”.
وقال مدير قسم الأسلحة وحقوق الإنسان في المنظمة ستيف غوس أن “السعودية وشركاءها في التحالف، فضلا عن أمريكا التي تورد إليهم الأسلحة، يضربون بعرض الحائط المعايير الدولية التي تقول بضرورة ألا تُستخدم الذخائر العنقودية في أي ظرف”، داعيا إلى “التحقيق في الأدلة على تضرر المدنيين في هذه الهجمات والكف عن استخدام هذه الذخائر فورا”.
وسبق للأمم المتحدة ومنظمات حقوقية دولية أن اتهمت السعودية باستخدام هذه القنابل ضد أهداف مدنية في اليمن.
فيما اتهمت منظمة العفو الدولية التحالف في التاسع من مارس 2017م باستخدام ذخائر انشطارية برازيلية الصنع في اليمن محظورة بموجب معاهدة دولية، للمرة الثالثة خلال 16 شهرا.
وقالت المنظمة في بيانها، إن القنابل ألقيت على ثلاث مناطق سكنية وعلى مساحات زراعية وسط صعدة شمال اليمن أضافت أن الذخائر المستخدمة في الهجوم تصنعها شركة “أفيبراس” البرازيلية، وهي ذخائر يطلقها سلاح “أستروس 2” القادر على إطلاق عدة صواريخ يحتوي كل صاروخ منها على 65 ذخيرة، بوتيرة مكثفة وسريعة، ولمسافة 80 كلم.
وأشار بيان المنظمة إلى أنه يمكن لهذه الأسلحة أن تحتوي على مئات القنابل الصغيرة التي تتوزع على مساحة كبيرة ولا تنفجر كلها وتتحول بذلك إلى ألغام مضادة للأفراد وتقتل وتشوه مدنيين خلال النزاعات وبعدها.
فريق الخبراء الدوليين والإقليميين البارزين المعني باليمن يحيل التحالف إلى المحكمة الجنائية الدولية
طالب فريق الأمم المتّحدة للخبراء الدوليين والإقليميين البارزين المعني باليمن يطلع مجلس الأمن على الوضع في اليمن، الثالث من ديسمبر 2020م ، بإنهاء الإفلات من العقاب، وتوسيع نطاق العقوبات، وإحالة الوضع في اليمن إلى المحكمة الجنائية الدولية.
حيث قام فريق الخبراء البارزين باطلاع مجلس الأمن الدولي في جلسة مغلقة على تقريره الثالث “جائحة الإفلات من العقاب في أرض معذبة” الذي عرض فيه بالتفصيل الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبها التحالف للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي.
وتشمل الانتهاكات الضربات الجوية التي لا تلتزم بمبادئ التمييز أو الاحتياطات التي تؤدي إلى خسائر كبيرة في صفوف المدنيين.
وأكد الخبراء أن المساءلة هي المفتاح لضمان العدالة والسلام المستدام لشعب اليمن، معربين عن قلهم من استمرار افلات التحالف من العقاب.
ودعا الخبراء الدول المصدرة للأسلحة والقنابل المحرمة، إلى التوقف عن تصدير تلك الأسلحة إلىا السعودية في الإمارات، معتبرين أن دول كبرى مثل الولايات المتحدة، وبريطانيا وفرنسا، شريك أساسي في صناعة جرائم الحرب المرتكبة في اليمن. التي تسهم في استمرار قتل المدنيين وإطالة معاناة الشعب اليمني.
قنابل التحالف العنقودية تخلف 3841 قتيلا وجريجا من المدنيين في اليمن
خلفت قنابل التحالف العنقودية أكثر من 3841 قتيلا وجريحا من المدنيين بينهم أطفال ونساء خلال الفترة الماضية في اليمن.
وأكد البرنامج الوطني للتعامل مع الالغام أن إدارة الرصد والتوثيق في البرنامج رصدت الآثار التدميرية المختلفة للقنابل العنقودية التي اتلفت ودمرت أكثر من 809 مزرعة والآلاف من المحاصيل الزراعية بالإضافة إلى 547 منطقة للرعي.
وأشار البرنامج في احصائية نشرها مطلع العام الجاري ، أن ما يقارب 150 ضحية من المدنيين قتلوا وأصيبوا خلال الفترة الأخيرة بالقنابل العنقودية في محافظة الحديدة لوحدها.
ووصف البرنامج انتشار القنابل العنقودية في مديريات الحديدة بالكارثة، معتبرا ان الحديدة محافظة منكوبة، مشيرا إلى البرنامج لم يتلقى أي مستلزمات لتأشير المناطق الخطرة إلى اليوم.
وشدد البرنامج على ضرورة التدخل من قبل شركاء العمل الإنساني للحد من سقوط الضحايا.
ولا يزال كابوس مخلفات أسلحة التحالف المحرمة يخيم على المدنيين في مختلف محافظات اليمن المليئة ببقايا القنابل العنقودية والأسلحة المحرمة تحت إمضاءات امريكية بريطانية اسرائيلية على مدى قرابة سبعة أعوام من الحرب على اليمن والتي تختار ضحاياها بين فترة وأخرى وغالباً ما يكونوا من الأطفال او النساء.