تقرير/عبدالكريم مطهر مفضل/وكالة الصحافة اليمنية//
مُني الجيش السعودي، بفشل ذريع يضاف إلى سجل طويل من الإخفاقات العسكرية في الحرب التي تشنها قوات التحالف على اليمن منذ قرابة 8 سنوات، وتمثل الفشل السعودي الجديد في إنقاذ قواته المنهارة على طول الحدود الفاصلة بين محافظة الجوف شمال غرب اليمن والحد الجنوبي للمملكة، وانتشال جثث جنوده المرمية على امتداد شعاب وصحاري تلك المناطق.
الإعداد والتخطيط
اطلقت قوات التحالف، في 4 فبراير الجاري عملية عسكرية بقيادة الجيش السعودي، مسنودة بعشرة ألوية من مجنديها اليمنيين، فيما يسمى “المنطقة العسكرية الخامسة” بقيادة اللواء “يحيى صلاح”، ومرتزقة من الجنجويد السواديين.
ووصف مراقبون للشأن اليمني تلك العملية التي أطلقت عليها قوات التحالف اسم “حرية اليمن السعيد” بأنها الأكبر والأضخم منذ أن بدأ الحرب على اليمن في 26 مارس 2015.
وكشف مسؤول عسكري يمني لـ”قناة الميادين”، الأحد الماضي، أنّه تم “إنشاء القوة العسكرية من المرتزقة بموجب اتفاق تم بين القيادة السعودية قائد القوات المشتركة للتحالف العميد مطلق الأزيمع”، وقادة المجندين اليمنيين حيث تم الاتفاق على أن تقوم السعودية بدفع الرواتب المتأخرة من بداية عام 2021 للمرتزقة، ودفع 15 ألف ريال سعودي لكل مقاتل”.
الشرارة الأولى
قوات التحالف شنت حملة عسكرية مكونة من كتيبتين من اللواء الثالث حرس التابع للقوات البرية الملكية، ومجندي ألوية عسكرية من “المحور الأوسط” بقيادة العميد علي يحيى العكيمي ومجندي ألوية المنطقة الخامسة بقيادة اللواء يحي صلاح، ولواء عسكري من القوات السودانية “الجنجويد”، من 3 مسارات الأول من جهة جبال النار والثاني من جهة منطقة القائم والثالث من “مفرق عاهم” باتجاه شرق وشمال وجنوب مديرية حرض الصحراوية، والتي فشلت قوات التحالف من دخولها على مدار 8 سنوات من الحرب.
القوات السعودية حاولت في الأيام الثلاثة الأولى وضع مدينة حرض تحت حصار خانق بعد أن تقدمت باتجاه معسكر “المحصام” ومنطقة “الهيجة” الاستراتيجية شمال شرق المدينة، إلا أنها سرعان ما تعرّضت سريعاً لهجومات معاكسة من قِبَل قوات صنعاء أجبرها على مغادرة المنطقة في 7 فبراير الجاري، إلى داخل الأراضي السعودية، خوفاً من الكمائن وتجنباً لوقوعها في الأسر، ليبْقى مجندي قوات التحالف محاصرون في الميدان من دون حماية من السلاح الثقيل وغطاء جوي، وهو ما أظهره مقطع فيديو نشره “معمر الارياني” وزير إعلام “حكومة هادي” لمجند يستغيث عبر جهاز لاسلكي بأنهم محاصرون.
وعلى صعيد الهجوم العسكري من المسار الثالث، شن مجندي التحالف هجوم أخر من مواقعها في مثلث عاهم باتجاه جنوب مدينة حرض إلا أن قوات صنعاء قد تمكنت من نصب الكمائن لها ومباغتها بهجومات برية مدعومة من قبل القوة الصاروخي اليمنية التي قصفت تلك القوات بعشرة صواريخ باليستية بالأضافة إلى العديد من الهجمات الجوية التي نفذها سلاح الجو المسير، الأمر الذي دفعها هي الأخرى إلى الانسحاب، بتجاه مقطقة “القائم” داخل الحدود الجنوبية للسعودية.
من الدفاع إلى الهجوم
وكشفت مصادر محلية في محافظة حجة لـ”وكالة الصحافة اليمنية”، أن قوات صنعاء شنت في اليوم الخامس من المعارك الشرسة بين الطرفين هجوم عسكري معاكس واسع تمكنت خلاله فرض سيطرتها الكاملة على معسكر المحصام والتقدم باتجاه مواقع قوات التحالف والجيش السعودي في جبهات الحد الجنوبي للمملكة.
وبعد معارك شرسة بين الطرفين، تمكنت قوات صنعاء في 9 فبراير الجاري من تطهير منطقة “الحثيرة” غرب منفذ حرض والتقدم باتجاه مواقع تابعة للجيش السعودي في منطقة “الرمضة”، ومنطقة “زمزم” في جيزان.
يأتي ذلك بعد يوم واحد من سيطرة قوات صنعاء على منطقة الحصنين الاستراتيجية شمال شرق حرض ومنطقة “الشعاب” الاستراتيجية جنوب غرب المدينة.
ونجحت قوات صنعاء في اليوم السادس من التصعيد السعودي في حرض، في صد زحف قوات التحالف باتجاه وادي “راما” وتطهير منطقة “حوثلة” وشن هجوم معاكس من مسارين الأول باتجاه مواقع قوات التحالف في منطقة “الجبلين” وعملية أغاره باتجاه منطقة القائم السعودية، لملاحقة فلول قوات التحالف الهاربة من معارك حرض الشمالية والشرقية.
محاولات عقيمة
وعلى الرغم من المحاولات المتكررة للقوات السعودية العودة إلى المعركة، من خلال إرسال تعزيزات مدرّعة عبر منطقة “صامطة” في جيزان، إلّا أن هذه المدرّعات وقعت في كمين في منطقة “الفخيذة” شرق مدينة الخوبة داخل العمق السعودي، اضطرّها إلى التراجع وعدم إكمال المسير نحو جبهة حرض، خشية وجود كمائن أخرى.
كما فشلت السعودية في استعادة عشرات الجثث لمقاتليها في شعاب وصحاري حرض بينهم ضباط وجنود سعوديين وسوادنيين.
سعادة تحولت إلى تعاسة
ومثلت المعارك في محيط مدينة حرض الشمالية والشرقية والجنوبية أكبر استنزاف بشري لقوات التحالف وأدواتها، منذ بدء الحرب.
ووفقاً لقوات صنعاء فقدت أدت المعارك إلى سقوط أكثر من 580 قتيلا وجريحا في صفوف قوى التحالف بينهم أكثر من 200 قتيل، وفرارا جماعيا لأفراد وآليات التحالف، وتدمير وإحراق وإعطاب أكثر من 40 آلية ومدرّعة عسكرية، بينها عربة اتصالات وكاسحة ألغام، وتدمير راجمة صواريخ، إلى جانب إحراق أكثر من 60 صاروخ كاتيوشا، وإسقاط طائرة تجسسيه مقاتلة نوع CH4 صينية الصنع، وطائرة تجسسيه صغيرة، وإعطاب وتدمير سبعة مدافع، فضلا عن اغتنام قوات صنعاء آليات وأسلحة متطورة.
لم يكن وحدهم مجندي التحالف الذين لقوا مصرعهم في محرقة حرض، فقد كشفت مصادر مطلعة، أن الجيش السعودي خسر 40 جندي وضابط من قواته بالإضافة إلى مصرع أكثر من 160 ضابط وجندي سوداني