تحليل/وكالة الصحافة اليمنية//
اندفعت دولة الإمارات العربية نحو التطبيع المذل مع كيان الاحتلال الصهيوني دون كوابح، لم تراعي في ذلك العمل اللاعقلاني أي شيء .. تجاوزت كل المحذورات والخطوط الحمر عربياً وإسلامياً.
حقاً لقد كان تطبيع (الإمارات) من طرف واحد وغير متكافئ .. الإمارات ليست بوزن كيان الاحتلال علمياً وعسكرياً والذي زرعته قوى الاستعمار (الغربي) في المنطقة العربية ليكون أداة استخبارات لها وحامياً لمصالحها وظل يتعهدها خاصة أمريكا وبريطانيا بالرعاية والاهتمام والتسليح إلى أن أصبحت قوة لا يستهان بها .. الإمارات كانت طرفاً ضعيفاً في هذا التطبيع والضعيف في قضية كهذه عليه أن يصغ وينفذ الشروط هذا أن كان التطبيع وليد اليوم أما إذا كان التطبيع قد تم في السر منذ سنوات فهذه قضية أخرى.
لقد جاء التطبيع الإماراتي مع الكيان الصهيوني في ظل متغيرات خليجية وعربية ودولية في غاية الأهمية لعل أبرز سماته انقسام وتشرذم عربي غير مسبوق ساعدت في حدوثه دوائر الاستخبارات الأمريكية والصهيونية والغربية وكان نتيجته كيانات عربية منفردة وضعيفة وتأمر “عربي – عربي” وتسابق وتهافت للارتماء بأحضان أمريكا والغرب وفتح الأراضي العربية للقواعد العسكرية الأمريكية والغربية .. في ظل هكذا ظروف أرادت الإمارات أن تسوق نفسها كدولة إقليمية متعمدة في ذلك على عائدات مالية كبيرة وتنسيق مباشر مع أمريكا وكيان الاحتلال، فدخلت في أكثر من دولة عربية تتأمر وتكون ميليشيات وتدبر انقلابات عسكرية دون وازع من ضمير أو دين أو انتماء عربي والشواهد على ذلك كثيرة خاصة ما حصل ويحصل في كلاً من اليمن وليبيا والعراق وسوريا ولبنان وغيرها.
هوس الإمارات في البحث لها عن مكانة ريادية في المنطقة العربية أدى بها إلى فقدان مصداقيتها خليجياً وعربياً وإسلامياً وحتى على المستوى الدولي .. وبجردة حساب نتساءل من الذي استفاد من هذا التطبيع المذل مع كيان الاحتلال الصهيوني بالتأكيد هي “إسرائيل” التي كانت تحلم بتحقيق اختراق يمكنها من الدخول إلى المنطقة العربية أما الآن فقد قدمت لها الإمارات هذه الأمنية على طبق من ذهب بينما الإمارات هي الخاسر الأكبر .. لقد فقدت هويتها وانتماؤها.
ع . ص