متابعات/وكالة الصحافة اليمنية//
تنظر الشركة السويسرية التي شيدت خط غاز الشمال 2 “نورد ستريم2 ” ، البدء بإجراءات إعلان الإفلاس في سويسرا، على إثر العقوبات المفروضة على الشركة، ومحاولتها تسديد مطالبات عليها قبل الموعد النهائي المحدد من قِبل الولايات المتحدة لحظر التعامل معها، وفق مصدرين صرّحا بذلك لوكالة رويترز، الثلاثاء 1 مارس2022.
وفرضت الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات على شركة “نورد ستريم2 ” AG، الأسبوع الماضي، بعد إعلان روسيا اعترافها بجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك، وقبل بدء عملية الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا.
والشركة المسجلة في سويسرا مملوكة من قِبل الشركة الروسية الحكومية Gazprom، التي أنهت العام الماضي تشييد خط الغاز بكلفة 11 مليار دولار.
وهدف خط الغاز الجديد لمضاعفة ما تُصدّره روسيا إلى ألمانيا، إلا أن العقوبات المفروضة على روسيا بشكل عام، وعلى الخط الجديد بشكل خاص ستحول دون ذلك.
وقد بدأت الشركة بالفعل بتصفية المستحقات عليها، وقد تبدأ بإجراءات إعلان الإفلاس في المحاكم السويسرية في وقت قريب، قد لا يكون أبعد من هذا الأسبوع، بحسب مصادر رويترز.
كما أن الشركة تقوم بإلغاء عقود بعض موظفيها، ما يعد إشارة على صحة ادعاءات مصادر رويترز، باستعداد الشركة لإعلان إفلاسها في المحاكم السويسرية.
صرّح وزير الاقتصاد السويسري غاي بارميلن، في مقابلة مع راديو سويسري، الإثنين 28 فبراير/شباط، أن جميع أفراد طاقم الشركة الذين كانوا يعملون في سويسرا، وعددهم 140 موظفاً، فُصلوا بالفعل من الشركة.
خطّ غاز معطل بالعقوبات
خط غاز الشمال “نورد ستريم2 “، البالغ طوله 1230 كيلومتراً، لم يستطع البدء بأعماله وضخ الغاز إلى ألمانيا سابقاً، وذلك بسبب انتظاره لاستصدار شهادات لازمة لبدء العمل في ألمانيا.
وقبل حصول ذلك تصاعدت التوترات في أوكرانيا، وقرر الرئيس بوتين الاعتراف بالجمهوريتين الانفصاليتين.
وعلى إثر هذا الاعتراف قرّرت الولايات المتحدة فرض عقوبات على الشركة المشغلة، وجميع الشركات المملوكة من قبلها، وجميع من يتعامل معها في كل أنحاء العالم.
يذكر أن شركة Gazprom الحكومية الروسية دفعت نصف تكلفة المشروع، البالغة 11 مليار دولار، بينما مُول القسم الباقي عن طريق عدة شركات.
بين هذه الشركات عملاق النفط والطاقة البريطاني Shell، وشركة OMV النمساوية، وشركة Engie الفرنسية، وشركة Uniper، وشركة Wintershall الألمانيتان.
ألمانيا.. الخاسر الأكبر بعد روسيا
تستورد ألمانيا نصف احتياجاتها من الغاز من روسيا، وقد دعمت بناء خط الغاز الجديد لتنويع مصادر الغاز المستورد في أوروبا.
لكن المشروع واجه معارضةً داخل الاتحاد الأوروبي، ومن قِبل الولايات المتحدة الأمريكية، لأن المشروع يزيد من اعتمادية أوروبا على الغاز الروسي.
تسمح هذه الاعتمادية الأوروبية الكبيرة على الغاز الروسي لموسكو بتخفيض حجم الغاز المُصدر لأوروبا متى شاءت، مستخدمة الغاز كسلاح اقتصادي بيدها ضد أوروبا، وخصوصاً في أوقات الشتاء، التي تزيد فيها الحاجة لاستخدام الغاز.
لكن أوروبا تحاول تقليل هذه الاعتمادية على الغاز الروسي، لمنع موسكو من استخدام هذا السلاح ضدها، وإيجاد بدائل له.