متابعات/وكالة الصحافة اليمنية//
بدأ عدد من كبار المسؤولين في البيت الأبيض، الذين يخططون استراتيجية مواجهة روسيا، في مناقشة مخاوف جديدة سراً تتعلق بتبعات سلسلة العقوبات الموجهة لموسكو، والتي تحاصر الرئيس فلاديمير بوتين، وقد تدفعه لرد فعل عنيف، ربما يتطور وفقاً لما نشرته صحيفة ” نيويورك تايمز” الأمريكية، إلى توسع الحرب خارج أوكرانيا.
وقد أُثيرت هذه المشكلة في اجتماعات غرفة العمليات مؤخراً، وفقاً لثلاثة مسؤولين، إذ قال مسؤولون في الاستخبارات الأمريكية للبيت الأبيض والكونغرس، إن الرئيس بوتين يميل إلى التصعيد، كما توقعوا عدداً من ردود أفعاله المحتملة، مثل القصف العشوائي للمدن الأوكرانية لإصلاح الأخطاء التي ارتكبتها قواته في بداية الهجوم، وهجمات إلكترونية على النظام المالي الأمريكي، والمزيد من التهديدات النووية، وربما توسيع الحرب إلى خارج حدود أوكرانيا.
الصحيفة الأمريكية قالت إن موقف بوتين من أوكرانيا لا يتزعزع، ويبدو مستبعداً أن يقبل أي نتيجة لا تحقق هدفه المتمثل في ضم أوكرانيا إلى روسيا، كما يخشى أن يُضعف أي فشل بسيط من قبضته على السلطة، لا سيما بعد الأداء الضعيف للجيش الروسي في الأسبوع الأول من الحرب كما يصفه الإعلام الغربي.
وأشارت الصحيفة، الى أن استراتيجية “بوتين” في الأسابيع المقبلة، قد تتمثل في توجيه الصراع نحو واشنطن، على أمل صرف الانتباه عن هجمات القوات الروسية على المدنيين في أوكرانيا، وإثارة مشاعر قومية تجاه عدو قديم، وتقول الصحيفة إن بوتين لو أراد أن يضرب النظام المالي الأمريكي، مثلما ضرب بايدن نظامه، فأمامه طريقة واحدة خطيرة: جيشه من المخترقين المحترفين ومنفذي هجمات الابتزاز، الذين تعهد بعضهم علانية بمساعدته في معركته.
وأعرب أعضاء في الكونغرس عن تخوفهم من أن يطلق بوتين شبكة المخترقين الروس، الذين نفذوا هجمات ابتزاز أدت إلى إغلاق مستشفيات ومصانع معالجة لحوم وتعطيل شبكة خطوط Colonial Pipeline، التي كانت تنقل ما يقرب من نصف البنزين والديزل ووقود الطائرات على الساحل الشرقي.
ومن الاحتمالات الأخرى أن بوتين سيهدد بالتوغل في مولدوفا أو جورجيا، اللتين، مثل أوكرانيا، ليستا من ضمن أعضاء حلف الناتو، وبالتالي فهما من ضمن الأراضي التي لن تتمكن القوات الأمريكية وقوات الناتو من دخولها.
وثمة تخوفات أكبر من تهديدات نووية محتملة. فيوم الأحد الماضي 27 فبراير، في ظل احتدام القتال، طرحت بيلاروسيا استفتاءً عدَّل دستورها، بحيث يسمح للأسلحة النووية بأن تعود لأراضيها. ويتوقع المسؤولون الأمريكيون أن يطلب الرئيس ألكسندر لوكاشينكو من بوتين وضع أسلحة تكتيكية في بلاده، التي هي أقرب إلى العواصم الأوروبية. وقد أظهر بوتين، مرتين الأسبوع الماضي، أنه مستعد لتذكير العالم بقوة ترسانته.
لكن من المرجح أن تكون الخطوة التالية للرئيس بوتين تصعيد عملياته في أوكرانيا، ومن شبه المؤكد أن هذا سيؤدي إلى المزيد من الدمار والخسائر في صفوف المدنيين، إذ تقول بيث سانر، وهي مسؤولة سابقة في الاستخبارات: “هذه الحرب لم تكن نزهة لبوتين، والآن ما من خيار أمامه سوى التصعيد، فالمستبدون يعتقدون أن الانسحاب يُظهرهم بمظهر الضعيف”.