مرضى مركز الغسيل الكلوي في مستشفى الثورة بصنعاء رهائن “قصف التحالف”

استطلاع – ناصح شاكر- وكالة الصحافة اليمنية:

معاناة مرضى الفشل الكلوي معاناة لا تنقطع. فحياتهم معلقة بين تصفية الدم، ياتي حاملا روحه بيده ويود بحياته ان تمكن في تصفية الدم. اسباب اصابتهم بهذا المرض مختلفة، فما بين الاصابة المفاجأة وما بين الفجائع التي تعرضوا لها بسبب القصف العنيف الذي تشنه طائرات التحالف الذي تقوده السعودية على اليمن.

وكالة الصحافة اليمنية أوفدت مراسلها الى مركز الغسيل الكلوي بهيئة مستشفى الثورة العام بصنعاء بعد ظهر اليوم السبت، وعاد بالقصة الخبرية التالية:

 

قصف التحالف تسبب في اصابة الاطفال والكبار بالفشل الكلوي 

الطفلة، ياسمين،6 سنوات، من ابناء تعز، هكذا قدمتها امها لمراسلنا ، وهي تقوم بإطعامها “نفر رز” مع الدجاج، كبقية المرضى اثناء عملية التغسيل في غرفة رقم واحد بمركز.

ياسمين ، لم يرحمها المرض ، في في عمر الزهور، عصف بها المرض وقضى على فرحتها، فلا فرحة ولا لعب مع الاطفال ولا مستقبل ينتظرها سوى الموت ان لم تنتظم في زيارة مركز الغسيل الكلوي.

بدت الطفلة في حالة متعبة وغير قادرة على الحديث الى موفد وكالتنا . أوضحت أمها انها تسكن في صنعاء وان ابنتها تعاني من الفشل الكلوي الذي تسبب به القصف العنيف لطائرات التحالف.

امها، لم تحدد مكان سكنهم اثناء القصف الذي افزع ابنتها وتسبب في اصابتها بالفشل الكلوي؛ أرجأت السبب الى ان ابنتها “تعرضت لفجيعة بسبب قصف العدوان قبل سنتين”. موضحة: ” والا كانها بخير ولا في به شيء”.

وكبقية المرضى، فهي تقوم بشراء العلاج من خارج المركز. وأشارت ان صعوبة الحياة والحرب والحصار ضاعفا من معانتهم، حيث تقول: “لا فاعلين خير ولا شيء يدعمونا”. ولفتت انها قد باعت كل ما تملك، وهي تقوم بمعالجة فلذة كبدها “قد بعنا الذي فوقنا والي تحتنا”.

وأشارت وهي تتنقل وتتفحص جهاز الغسيل الكلوي، الذي اصدار صوتا،  أنها قامت بإجراء عملية قصدرة لابنتها كلفتها 350 الف. ” كان معي ذهب بعته وعملنا قصدرة”.

وأكدت أن هناك معاناة دائمة لا تتوقف في كل أجهزة الغسيل بسبب تعطلها أحيانا.

محمد حمود محمد، 51 عاما، هو الاخر ارجا السبب في اصابته الفشل الكلوي هو انفجار لغم في قدمه ، ولا يعلم ان فجيعة نتيجة القصف قد تسببت في اصابته بالفشل الذي داهمه في العام 2015 بداية العدوان.

محمد، من ابناء مدينة خمر، كان نائما تحت شجرة من بين العشرات النائمين تحت الشجر المحاذية لمركز الغسيل الكلوي. كان بجواره شخصا نائما ملتحفا بطانيه وكلهم يبدا انهم في انتظار الساعة التي يسمح له بدخول المركز.

محمد يقول أن لديه 5 بنات و 3 أولاد، وأنه مصاب بفشل كلوي مع بداية  العدوان، مشيرا الى اثار لغم ارضي انفجر فيه واصاب رجله  في 1994. وأضاف لنه لا يعلم ان كان ذلك هو سبب اصابه بالفشل. ونوه ” الله اعلم لو جاءتني فجعة” ما تسبب لي بهذا المرض.

يقول محمد، ان مركز الغسيل الكلوي بمستشفى الثورة يعاني من الكادر الطبي ومن نقص الأدوية، مشيرا انه يشتري كل الادوية من الصيدليات الخارجية.

وأوضح انه يعاني من غلاء المواصلات للتنقل من منزله بمحافظة عمران الى صنعاء، لافتا أن زراعة كلية بالنسبة له أمرا صعبا كونه يعاني من القلب، حيث يقول: ” ما اتحملش العملية، عندي مرض قلب”.

 

حالتنا المادية “الله يستر بس”

المريض ، أمين ، من ابناء تعز، الذي يعاني من فشل كلوي كان قاعدا على كرسي في رصيف من الجهة الغربية لبوابة مركز الغسيل الكلوي بالمستشفى، منتظرا ان يحين الوقت لدخوله المركز.

كانت ادوات المغذية مركبة عليه. بدى غير قادرا على الحديث لموفدنا،  فوجهه موفدنا الى ان يتحدث الى مرافقه الذي يرقد تحتالاشجار على مسافة قريبة منه.

 

.

أخيه، ادريس، الذي يرتدي على معوزا وشميزا وغترة ملتحفا بها على وجهه، نهض من نومه مبتسما مبديا استعداده الرد على أي سؤال. تحدث عن اخيه ” أمين” الذي يعاني من تقرح في كليته.

أمين وأخيه من ابناء حيفان بتعز، يقول أن  أخيه  أمين في حالة تحسن مستمر رغم ما يبدوا عليه من مرض.
وأضاف بأن أخيه أمين يعاني من السكر. وبسبب عدم تنظيمه في علاج السكر، تسبب له حصوات في كليتيه، والحصوات سببن له قيحا.

وعن معاناته الماديه، يقول “الله يستر بس”؛ رافضا الحديث عن أي تفاصيل مشيرا أن الشعب اليمني كله يعاني.

 

المدير غير متواجد

سمح لنا بالدخول الى المركز للبحث عن قصة انسانية. وتوجه مراسلنا مباشرة الى مكتب المدير، في تمام الساعة الثالثة عصرا، الا ان مكتبه كان مغلقا، ولم نتمكن الحصول على معلومات عن موعد عودته من مصدر مسؤول في المركز.

كان على مراسلنا ان يسال المدير عن معاناة المركز ، وقلة ماكينات التنظيف، المرضى بالمئات ينتظرون في الارصفة المحيطة بالمركز بانتظار السماح لهم بدخول المركز.

 

معاق يمشي على عربة  ومصاب بفشل كلوي

زار موفدنا غرفة رقم اربعة في المركز. وعلى مدخل الغرفة، يجلس على سرير رجل مريض أسمر البشرة ومعاق في الوقت الذي يفتح هاتفه لسماع  القران، فرمضان بالنسبة له وللجميع شهر الله وشهر القران والطاعات.

منير، البالغ من العمر 34 عاما، يسكن في مديرية السبعين، يقول أنه أتى على متن عربة لأنه معاق، وهو بدون مرافق، لان والده الذي يرافقه كل مره مريض هذه المرة.

يشكو منير من فشل كلوي في كليتيه ويأتي للغسيل كل اثنين وخميس. ويضيف” أنا لست موظفا وليس لدي الا ما سخره الله لي من قبل فاعلي الخير”.

ونوه أن كل أدويته يقوم بشرائها من خارج المركز. موضحا أن زراعة كلى له أمر مستحيل بسبب مشاكل يعاني منها في الحالب، حد تعبيره.

 

وضعنا المادي يعلم به الله” والعلاج نشتريه من خارج المستشفى

وفاء مهدي، 22 عاما، من محافظة ريمة، هي الأخرى كانت تتلقى العلاج في غرفة رقم 2 في مركز الغسيل الكلوي بهيئة مستشفى الثورة. اصابتها بمرض الفشل الكلوي اجر اسرتها على الانتقال الى السكن في صنعاء بهدف معالجة ابنتهم، كما تقول ذلك امها لوكالة الصحافة اليمنية.

وعن سبب المرض، تقول امها ان “المرض اتاها فجأة”، ودون سابق انذار او مسببات. وفاء، التي ترتدي حجابا على وجهها الذي بدى ضامرا بسبب المرض الذي انهاكا  اوضحت ان هذا المرض اتاها في ليلة العيد.

ام وفاء، التي تقف واقفة بجوار سرير ابنتها، تقول: “وصعنا المادي يعلم به الله”. موضحة أن العلاج تقوم بشراءه من الصيدليات الخارجية.

وشكت لله أنه قلة ما في اليد، فلا فاعلي خير يحسنون اليهم، ولا مرتبات او حرف، حسب قولها؛ وانما الله هو المتكفل بهم.