المصدر الأول لاخبار اليمن

واقع المستشفى الجمهوري في نهار مضان ..الألم يفترش “الطواريد” ..!

استطلاع خاص: وكالة الصحافة اليمنية منذ الوهلة الأولى لدخول المستشفى الجمهوري في العاصمة صنعاء، وقت الظهيرة في رمضان ، سترى واقعا معصورا بالالم ، طفل هناك يتألم، وأخر يغفو بحضن أمه هربا من وجع المرض، ورجلا يرقد على السرير ، منتظرا لطبيب لم يأتي بعد، وفي الجهة الأخرى إمرأة هدها المرض، تفترش الأرض في إنتظار […]

استطلاع خاص: وكالة الصحافة اليمنية
منذ الوهلة الأولى لدخول المستشفى الجمهوري في العاصمة صنعاء، وقت الظهيرة في رمضان ، سترى واقعا معصورا بالالم ، طفل هناك يتألم، وأخر يغفو بحضن أمه هربا من وجع المرض، ورجلا يرقد على السرير ، منتظرا لطبيب لم يأتي بعد، وفي الجهة الأخرى إمرأة هدها المرض، تفترش الأرض في إنتظار دورها بين طوابير المرضى.
تتزاحم مئات القصص المختلفة في أروقة المستشفى الجمهوري بالعاصمة صنعاء، في مشهد يعكس صورة البلد الممزق، فالخدمات الصحية كما تشير الكثير من الوقائع هنا في وضع يؤسف له وفي تدهور مستمر. فهناك إهمال متعمد واستهانة بأرواح البسطاء من قبل الأطباء كما يقول الكثير من المرضى، إلى جانب حوادث الإهمال الناتج عن ضعف الإمكانيات والأجهزة والأدوية، بل قد يكون هناك إهمال متعمد واستهانة بأرواح البسطاء حتى أصبحت بمثابة معاناة للمواطنين، خاصة الفقراءالذين يرضخون لهذا الواقع المؤلم الذي أوصله الفساد والإهمال المتراكم منذ عقود وعدم الشعور بالمسؤولية لدى المعنيين بالمنشآت الصحية،إلى وضع صحي معلول يفتقر لأبسط مقومات النجاح.
وقفت وكالة الصحافة اليمنية مع أحد مرافقي المرضى والذي وجدته حزينا شاردا في طارود المستشفى، يقول الرجل:” معي مرض ومنتظر للدكتور ان يأتي ويقوم بالمجارحة، لكن هنا ما فيش مسؤولية؛ العمل بمزاجية،وكل شيء بمزاجية، لا يوجد ما يضبط الدكاترة ويقودهم إلى استشعار المسؤولية”.
على سرير المرض في غرفة طوارئ المستشفى الجمهوري، تنام طفلة صغيرة وبجانبها عصى يبدو أنها بديل لقدمها المبتورة، لايوجد معها أحد، فلم يتسنى لنا ايقاضها للبحث عن تفاصيل أوجاعها التي تركت بصماتها على هيئة جسدهاالمرهق، عيناها المفتوحتان وهي في غمرة نومها.
دخل الوضع الصحي في اليمن جراء الحرب العدوانية التي يشنها التحالف منذ أكثر من ثلاثة اعوام مرحلة انهيار وشلل تام، ويوما بعد اخر أصبحت المستشفيات الحكومية في العاصمة صنعاء ومحافظات يمنية كثيرة عاجزة عن تقديم الخدمة تحت سلسلة طويلة من الأسباب، وعلى راس تلك الأسباب اختفاء العلاجات، وغياب الكادر الطبي، الى جانب ذلك غياب الكهرباء وغياب المشتقات النفطية وما الى ذلك من أسباب لا حدود ولا حصر لها.
جميع المرضى ومن مختلف الشرائح يواجهون خطر الموت، وفقا لأطباء في المستشفى الجمهوري بصنعاء، خاصة الأمهات والأطفال فهم أكثر من يواجهون الصعوبات بشكل كبير، وأكثر عرضة للخطر، نظرا لطبيعة هذه الحالات، وطبيعة الرعاية السريعة، التي يكونون بحاجة لها ولم يجدونها. فالظروف الاقتصادية المتدهورة، جعلت المستشفيات الحكومية تشهد ازدحاما كبيرا، بسبب عدم قدرة الناس على العلاج في المستشفيات الخاصة، فأحيانا وطبقا للعاملين في المستشفى الجمهوري فإنهم يعجزوا عن استقبال عشرات ومئات الحالات، نظرا لعدم وجود اسرة رقود، وأحيانا لعدم توفر الطبيب المختص، وأحيانا لعدم توفر الأجهزة، والعلاجات الخاصة. وحصل ان خضع عشرات المرضى والذين هم في حالات حرجة للبقاء في طواريد وممرات الأقسام الطبية، التي تتحول أحيانا الى أماكن لرقود المرضى، حسب حديث ممرضين في المستشفى.
غياب الخدمة الطبية وارتفاع تكاليفها، عامل رئيسي ربما في تدهور الوضع الصحي في اليمن، ولكن كل المؤشرات تقول بان الوضع المالي لكثير من الناس هو من ساهم في تفاقم حالات المرضى، حيث يشير بعض الأطباء، إلى ان الوضع المالي لا يسمح لرب الاسرة بإسعاف طفله من أجل الحصول على الرعاية الصحية، بالتالي يضطر إلى البقاء في المنزل، ومن هنا تتضاعف الحالة وتصل إلى سوء تغذية حاد، ويصبح الطفل بحاجة الى رعاية صحية ورقود والمشكلة إن أغلب المواطنين لا يستطيعون تحمل أعباء وتكاليف العلاج.
حيث تشير التقارير عن الوضعِ الصحي إلى أرقامٍ مخيفة ومهولة، حيث أفاد مكتب الأمم المتحدة للشؤونِ الإنسانية (أوتشا) في اليمن، في وقت سابق، أن عددَ اليمنيين الذين لا يحصلون على العنايةِ الصحية الكافية وصل إلى 15 مليون مواطن، بنسبةِ 60% من إجمالي عدد السكان البالغ عددهم 26 مليوناً، وذلك لعدم قدرةِ المرافق الصحية على القيامِ بواجبها.

قد يعجبك ايضا