استطلاع خاص// وكالة الصحافة اليمنية//
الحرب التي تشنها قوات التحالف وللعام الرابع على التوالي، أصبحت كارثة على الاوضاع المعيشية لكل الأسر اليمنية، ومع استمرار الحصار والعدوان تضاعفت معاناة المواطن من عام لآخر.
تأثير ذلك العدوان والحصار أنعكس على كل شيء في اليمن بما في ذلك المائدة الرمضانية للأسرة اليمنية، فقد كانت “مائدة الإفطار” للأسرة اليمنية تشهد تنوعا وتعددا في الوجبات، والاكثر من ذلك هو تبادل الوجبات مع الأسر الأخرى، والتي اصبحت في وضعنا الراهن مقتصرة ومحدودة التداول.
تقارير دولية
ووفقا لتقارير الأمم المتحدة والتي تؤكد بأن عدد 25 مليون يمني يفتقدون إلى الأمن الغذائي، وأكثر من 17 مليون بحاجه للمياه الصالحة للشرب، وبأن هناك 8 مليون مواطن لا يأكلون سوى وجبه واحدة في اليوم الواحد، بالإضافة إلى أكثر من 2 مليون طفل يعانون سوء التغذية ، يتجاوز منهم 600ألف طفل يعانون سوء التغذية الحادة.
ركود واسع
يشهد شهر رمضان الكريم في نسخته الرابعة من الحرب على اليمن، ركودا واسعا وضعف كبير في عملية الشراء من المواطنين على شراء احتياجات شهر رمضان الكريم من المتطلبات الأساسية، بالتزامن مع ارتفاع أسعار السلع والمواد الغذائية لأكثر من 200%، والذي يرجع بعض التجار ذلك لإرتفاع اجور النقل، الأمر الذي دفع بالكثير من الأسر اليمنية إلى إلغاء كثير من المتطلبات الغذائية لمائدة الإفطار، وذلك بسبب الأوضاع المعيشية الاستثنائية التي يعيشها أبناء المجتمع.
مواكبة الواقع
ومواكبة للواقع الذي يعيشه المواطن “وكالة الصحافة اليمنية” تناولت معاناة الأسرة اليمنية والمجتمع بشكل عام، من خلال استقبالهم شهر رمضان الكريم، ومدى قدرة المواطن الشرائية للسلع والمواد الغذائية الرمضانية، وتأثير الحرب من قبل قوات تحالف العدوان على الأوضاع المعيشية للأسرة بشكل عام، وفي شهر رمضان بشكل خاص.. وخرجت بالآتي:
متطلبات رئيسية
شهر رمضان ” شهر الله الكريم” الذي لم يتغير أو يتبدل، وانما هي الأحداث و الأوضاع السيئة من تخلق المعاناة للمواطنين.. هكذا استهل الاستاذ محمد عبدالله محمد – تربوي – حديثه باستعراض معاناة التربويين ليس في أمانة العاصمة فحسب، بل في كل المحافظات اليمنية على حد سواء، والناتجة عن انعكاسات مرحلة العدوان على مختلف الأوضاع المعيشية للمجتمع اليمني، الذي تتضاعف معاناته من عام لآخر، بفعل الحرب الذي تشنها قوات التحالف على اليمن وللعام الرابع على التوالي، والتي تأثر منها الجميع دون استثناء لأحد، واصبح الكثير متساويين بالفقر واقتصار معظم ابناء اليمن على وجبات محددة، حتى وجبة “العصيدة” غابت عن كثير من الأسر اليمنية والتي يؤكد البعض احتياجاتها للحوم التي ليس بمقدور الأسرة شرائها.
مبينا أن معظم ابناء المجتمع يعيشون كما يقول بـ” البركة”، ومحاولة العيش لا أكثر ، والصراع مع الحياة من أجل توفير متطلبات الأسرة الرئيسية.
مؤكدا بأن الشهر الكريم ” رمضان” يأتي ومعه الخير والبركة للجميع، بالرغم عن إعلان الكثير من الأسر حالة التقشف والاستغناء عن بعض الاحتياجات الثانوية في مائدة الإفطار والتركيز على المتطلبات الرئيسية، تماشيا مع الأوضاع وبما يتناسب مع الحالة المادية لكل أسرة.
احتياجات أساسية
في حين المواطن حسين صالح عبدالله الحدأ “فني سباكة وبلاط” العامل بالأجر اليومي، الذي تبادلنا معه الحديث في احدى وسائل المواصلات العامة ” الجامعة ـ الصافية” اطراف الحديث حول احتياجات ومتطلبات شهر رمضان، وأهميتها بالنسبة له وللأسرة، والذي أكد بأن توفير لقمة العيش الأساسية لأسرته أهم من بعض الأشياء الغير مهمة، لا سيما وأن فرص العمل ليست متوفرة الذي يقضي اكثر الايام بالبحث والانتظار، على حد قوله.
مبينا بأنه يعول أسرة مكونة من 6 اشخاص، والذي يعمل في السباكة والبلاط وتليس الجدران، والتكاليف بحسب نوعية العمل، من اجل توفير الاحتياجات الهامة والضرورية للأسرة في الشهر الكريم، بالإضافة إلى توفير ملابس ومصاريف العيد للأسرة بما هو متاح، بل وبصعوبة، لافتا بأن شهر رمضان ” شهر الله” يأتي والخير معه لكل الناس من التراحم ومن دون أن ندرك احيانا.
وتطرق بأن مائدة الإفطار اصبحت تقتصر على بعض الوجبات العادية من الرز والزبادي والسحاوق معلقاً بالقول: ” حتى الطماطم اصبحت سعرها مرتفعة ولم نستطيع شرائها”، ولكن البركة بالحاصل من الحلبة، وغياب لأي وجبات أخرى، والتي كانت بالنسبة لنا من الوجبات الاساسية في شهر رمضان.
ضعيف جدا
الكثير من الأسر لم تكن كما كانت، بل اصبحت وجبة افطار معظم الكثير بسيطة ومتواضعة بعيدا عن مكملات السفرة الرمضانية من ابسط الأشياء ” الشعيرية والمكرونة والعصائر ووو…الخ، هكذا كان حديث أحد العاملين في محل تجاري لبيع المواد الغذائية والبهارات، بعد أن رفض مالك المحل الحديث حول مدى إقبال الأسر على شراء مستلزمات رمضان، والمقارنة بين هذا العام والماضي، حيث أوضح سليم طاهر عبدالرحمن بأن اقبال المواطنين في شراء احتياجات شهر رمضان ضعيف جدا ولا يقارن مع السنوات الماضية، حي اقتصر هذا العام شراء المتطلبات الاساسية من التمر والحليب وبعض العصائر والبهارات والمكسرات.
وارجع ذلك بقولة يا أخي “: ظروف الناس اصبحت صعبة وسيئة في ظل استمرار الحرب وارتفاع الاسعار وجشع التجار الذين لا يرحمون حالة المواطن”.
واضاف بأننا نعيش هذه صيام شهر رمضان، وبعض الأسر في الاشهر الماضية تعيش رمضان ولا يفرق معها رمضان حاليا، والتي لم تعد بمقدورها توفير احتياجات الأسرة، مع أن شهر رمضان قد يكون افضل للكثير من الأسر، من خلال الحصول على بعض السلات الغذائية من فاعلي الخير وغيرهم.
وضع استثنائي
من جهته اعتبر المهندس عبدالحميد احمد عبده بأن اوضاع الاسرة اليمنية أصبحت في وضع استثنائي من انعدام الغذاء الرئيس لها، والتي لم اصبحت تعاني من ذلك بشكل كبير جدا خلال العامين السابقين وتضاعفت حدة الاحتياج هذا العام بشكل كبير جدا ليشمل الأمر موظفي القطاع العام، وتأثر بما نسبته تقريبا 90% من الأهالي بالفقر وانعدام مقومات الحياة.
مبينا بأنه كلما اشتدت الأزمة سيفرجها الله، داعيا كل أبناء المجتمع إلى التراحم فيما بينهم وأن يحس الجار بجاره، مع أن البعض من الناس الذي كانت حالتهم لابأس بها تغيرت اوضاعهم كثيرا، وهولاء ما يجب أن يتم التركيز عليهم في أي حملات خيرية من بعض الميسورين من التجار.
سقوط اخلاقي
في كل الحروب والصراعات، لا تخضع السلع والمواد الغذائية والأدوية لأي مساومة من أجل تحقيق مكاسب سياسية أو عسكرية، إلا في الحرب التي تشنها قوات التحالف على الشعب اليمني، والتي تمنع الكثير من المواد الغذائية والأدوية والمستلزمات الطبية من وصولها إلى ميناء الحديدة، وتعمل على تأخيرها في البحر ولأشهر، في محاولة خلق أزمة غذائية وفرض سياسة التجويع للمواطن اليمني، والتي مثلت تلك الأساليب سقوطا أخلاقيا لم يسبق له في تاريخ الحروب.