تقرير خاص: وكالة الصحافة اليمنية
جرائم الابادة التي يرتكبها تحالف العدوان على اليمن بقيادة السعودية لم تعد خافية على أحد، كما أنها لم تحقق له الانتصار الذي سعى إليه فوق جثث الأطفال والمدنيين اليمنيين.
وعبثاً يحاول التحالف تغطية الحقيقة والتمويه عليها، خاصة عند اقترافه جرائم ضحاياها أطفال وأهاليهم ، فيذهب إلى تحريك اعلامه “الضخم” مختلقاً قصصاً زائفة ولم تعد مقبولة لأنها تكررت مراراً بذات السيناريوهات السمجة.
ومن تلك السيناريوهات، قصة الطفلة اليمنية جميلة البالغة من العمر 4 سنوات التي قال اعلام التحالف أن “الحوثيين” استخدموها كدرع بشري..!، فهل من الممكن استخدام طفلة في الرابعة من العمر كدرع بشري ولماذا أصلاً..؟!، ولماذا يشفق التحالف على طفلة واحدة فيما هو يقتل منذ بدء عدوانه عشرات الآلاف من الأطفال الأمنين في منازلهم ومدارسهم ؟!.
وحقيقة الأمر، هي أن التحالف يمعن في قتل اليمنيين بلا استثناء، ويستهدف الأطفال بصورة مباشرة كي لا يكون في اليمن أجيالاً مستقبلية ..ثم هل يعقل أن من يقتل الشعب اليمني بحقد مفرط وسادية على مرأى ومسمع من العالم كله، هو ذاته من يبكي على أطفال ذبحهم بوحشية لن تنساها الأجيال القادمة التي شاهدت كيف أن تحالف عربي اشترى بمئات المليارات اسلحة محرمة ومتطورة جداً ثم نثرها غدراً فوق جثث أهاليهم واخوتهم.
ومازال مشهد الطفل سميح المتمسك بجثة والده الذي قتل في غارة لمقاتلات التحالف على حفل زفاف في حجة قبل شهر، عالقاً في ضمير الإنسانية، كما حال تلك الطفل التي كانت تستنجد بمنقذيه كي يخلصوا جسدها الصغير من انقاض منزلهم الاسمنتية التي قطعت يدها.
ولم تتوقف آلة التحالف من قتل أطفال اليمن منذ بدء العدوان قبل أكثر من ثلاثة أعوام ، ووكالة الصحافة اليمنية هنا تستشهد بتقارير دولية عن جرائم التحالف بحق أطفال اليمن.
وقد قالت “هيومن رايتس ووتش” في منتصف ديسمبر من العام الفائت إن التحالف الذي تقوده السعودية نفذ 5 ضربات جوية غير قانونية على ما يبدو في اليمن منذ يونيو/حزيران 2017، أسفرت عن مقتل 26 طفلا من بين 39 حالة وفاة بين المدنيين. الهجمات، التي أصابت في إحدى الحالات 4 منازل عائلية وبقالة وقتلت 14 شخصا من أسرة واحدة، أدت إلى خسائر عشوائية في أرواح المدنيين، في انتهاك لقوانين الحرب. تعتبر مثل هذه الهجمات، عندما ترتكب عمدا أو بتهور، جرائم حرب.
وتبين هذه الهجمات أن وعود التحالف بتحسين الامتثال لقوانين الحرب لم تؤد إلى حماية أفضل للأطفال. هذا يؤكد على ضرورة قيام الأمم المتحدة بإعادة التحالف فورا إلى “قائمة العار” السنوية المتعلقة بانتهاكات ضد الأطفال في النزاعات المسلحة. على “مجلس حقوق الإنسان” التابع للأمم المتحدة الرد على الانتهاكات المستمرة من قبل التحالف، الذي تقوده السعودية، وأطراف النزاع المسلح الأخرى عبر إجراء تحقيق دولي مستقل في الانتهاكات في دورة سبتمبر/أيلول.
وقالت سارة ليا ويتسن، مديرة قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش: “الوعود المتكررة للتحالف بقيادة السعودية بشن ضرباته الجوية بشكل قانوني لا تُجنب الأطفال اليمنيين الهجمات غير المشروعة. هذه الضربات الجوية الأخيرة ووقعها المروع على الأطفال يجب أن تحفز مجلس حقوق الإنسان الأممي على استنكار جرائم الحرب والتحقيق فيها، وضمان محاسبة المسؤولين عنها.
وفي اغسطس 2017 كشفت مسوّدة تقرير للأمم المتحدة، أن التحالف العسكري الذي تقوده السعودية مسئول عن القتلى والمصابين من الأطفال ، وألقت مسوّدة التقرير المعنيّ بالأطفال والصراع المُسلح بالمسئولية على التحالف بقيادة السعودية في سقوط أكثر من 680 طفلاً بين قتيل وجريح وفي ثلاثة أرباع الهجمات على المدارس والمستشفيات في اليمن ـ بحسب وكالة ” رويترز” ، في العام 2016.
ومن المعلوم أن الأمم المتحدة كانت في العام 2016 ادخلت التحالف بقيادة السعودية إلى قائمة سوداء ملحقة بتقرير يضم منتهكي حقوق الأطفال إلا أن إدراج التحالف لم يستمر وازاله الأمين العام آنذاك بان جي مون بفعل ضغوط أمريكية بعد تهديدات سعودية بقطع تمويلها لبرامج الأمم المتحدة.
وبسبب التقرير الذي يدين التحالف فقد بات الأمين العام جويتيريس في موقف صعب ومحرج، كونه إذا اتخذ قراراً بإدراج التحالف القائمة السوداء، فسوف يواجه صعوبات من قبل الدول التي تم إدراجها القائمة كونها ستقطع دعمها المالي للأمم المتحدة وعلى رأسها السعودية التي تقدم دعماً مالياً سنوياً كبيراً للهيئات الأممية العاملة في المجال الإنساني، ومن شأن انقطاع الدعم المالي السعودي عن الأمم المتحدة توقف العديد من المشاريع المدرجة ضمن برامج الأمم المتحدة في مجال الإغاثة والأعمال الإنسانية الأخرى في دول العالم الفقيرة.