تحليل/ وكالة الصحافة اليمنية //
1 – 1
بدأت العلاقات الأمريكية السعودية عام 1933م واتخذت طابعاً نشطاً بالرغم من الاختلاف الكبير بين النظامين السياسيين فالنظام السعودي ملكي بشكل مطلق ذو طابع استبدادي بينما النظام الأمريكي يوصف بأنه نظام علماني ودستوري.
تسلمت أمريكا السعودية من بريطانيا التي كانت تحتل أراضي نجد والحجاز وكإرث استعماري أصبحت الكثير من الدول في عهدة أمريكا بعد أن غربت الشمس على الامبراطورية البريطانية.
تكمن حساسية العلاقات الامريكية السعودية واهتمام أمريكا المفرط بهذه المملكة بسبب ما تحوي أراضيها من ثروة نفطية مهولة الأمر الذي أسال لعاب هذه الدولة الاستعمارية أمريكا الباحثة عن مصادر الطاقة في مختلف دول العالم مما جعلها تغض الطرف عن جملة من المسلمات والمبادئ تقول أمريكا أنها راعية لها في مختلف دول العالم ومنها حقوق الإنسان وممارسات القمع للحريات العامة وطبيعة النظام الملكي المستبد وغيرها من المسلمات التي ترفعها أمريكا في وجه الدول لاضطهادها ونهب ثرواتها وخيراتها.
السعودية فطنت إلى ذلك الهلع الأمريكي للاستحواذ على مصادر الطاقة فشرعت في تنفيذ أجندتها السياسية الموغلة في التخلف والقمع الذي تمارسه ضد مواطني نجد والحجاز في ظل صمت أمريكي وأوروبي غربي عن كل تلك الممارسات السعودية القمعية.
الدولتان أمريكا والسعودية تنفذان سياسية التخادم فيما بينهما فتحصل أمريكا على ما تريد من موارد الطاقة وحتى عائداتها المالية فيما تحصل السعودية على صمت أمريكي من كل ما يحصل فيها بل يتعدى ذلك إلى تقديم الدعم لها على المستوى الداخلي والخارجي.
برزت في الآونة الأخيرة أصوات نشاز تقول عن وجود خلافات توصف بالجوهرية بين السعودية وأمريكا وفي الحقيقة فإن تلك الأصوات لا تعدو كونها أوهام إذ لا يمكن أن يحصل أي خلاف أو حتى تباين في وجهات النظر بين أمريكا والسعودية بسبب معرفة السعوديين أن استمرار بقاء نظامهم في الحكم مرهون بالحماية الأمريكية ودعمها اللامحدود على هذا الأساس تغاضت أمريكا عن العديد من الأمور الاكثر إثارة للجدل في المملكة طالما استمرت المملكة في ضخ النفط وتمويل السياسات العدوانية الأمريكية على مستوى العالم.