خاص // وكالة الصحافة اليمنية //
لم يكن رمضان أقل حالًا عن بقية الأيام في التأثير الصحي على فئة الشباب، فمزق شبابهم وأكل أوقاتهم ونهش عاداتهم وتقاليدهم، وهم في غيابة الجُب ليس لأمرهم من رقيب.
بين ساعة وأخرى وعلى تلك الأجواء الهلامية من الدخان يقبع أجيلنا حتى وقت السحور، يتناولون الشيشة كما لو كانت وجبة غذائية خصصت لهذا الشهر.
الألاف من الشباب والشابات على مختلف المناطق اليمنية، يقبلون بشكلٍ كبير على شرب “الشيشة” ما جعل منها السلعة التي لا تُقهر.
“مروان الوصابي” شاب في العشرين من عمره يقول: “الشيشة بالنسبة لي كالزوجة، أضجعها كل يوم وأتلذذ بها مستمتعًا مع رفاقي وأصدقائي على مدار العام، ولـ شهر رمضان امتيازه الخاص وتكاليفه الخاصة”
هكذا يعيش شبابنا اليوم ، هربًا من العزوبية العقيمة إلى ممارسة إي شيء ولو كان منهكا للجسم ومستنزفًا للأموال، كما لم تعد الحلقات الرمضانية وما رافقها من عادات وتقاليد سوى سوالفٍ يستذكرها الشباب عند الضحك والفكاهة.
في المجالس وعلى المقاهي وعند كل شارع وحارة، يجنح المراهقون وبلا رقيب من أسرهم، وما يزيد الأمر أعجوبة هو حين تلاحظ معظم الأسر تمارس شرب المداعة بمختلف الإعمار.
لم يقتصر شرب الشيشة على الرجال فقط فللنساء نصيب الأسد في الإدمان على ممارستها كطقوسٍ يومية.
فهذه الطالبة هند القيني تقول: “يجتمعن نساء الحارة في بيتنا يوميًا في شهر رمضان لشرب الشيشة والضحك والقهقهة مع العلم أن لكل بنت شيشتها الخاصة بها، أحيانًا يطول الوقت إلى فترة السحور ونحن نشرب “
تضيف قائلة : ” الشابات هن أكثر من يشربن الشيشة ، بمختلف مهنتهن، فمن خلال ملاحظتي لمعظم زميلاتي في الجامعة أراهن يكثرن من كلام الشيشة والمعسلية”
كثرت محلات الشيشة وازدادت أنواع المنكهات مع اختلاف وتنوع الشيش اليوم، فهناك الشيشة الإلكترونية والكهربائية والعادية ، ولكل نوع سعرها الخاص وجودتها الخاصة.
ورغم تفشي الشيشة وأثارها إلا إنها لا تشكل خطرًا بقدر ما تشكل المنكهات الجديدة من وباء ينهش الرئة ويمزق نسيجها،
فمعدل المادة السامة من ” النكتين” في التبغ الواحد تعادل
90 حبة سجارة من اي ينوع من السجائر ، ناهيك عن الصبغات الخطيرة التي تشكل الوباء الحقيقي، وللأسف الشديد، تبيع
معظم المحلات التجارية هذه المنكهات بلا ترخيص وبلا رقابة حكومية بدورها قد تضبط الموردين لهذه السلع التي ستفقدنا أبنائنا وأجيالنا.