وكالة الصحافة اليمنية // خاص
على الرغم من الخلاف الذي احتدم بين قوات الاحتلال الاماراتي، وحكومة بن دغر الموالية للتحالف ، بشأن احتلال جزيرة سقطرى، والتصعيد الدبلوماسي الذي عبر الحدود الدولية وصولا مجلس الامن الدولي، ماتزال دولة الإمارات تواصل استهتارها في التعامل مع قضية احتلالها للجزيرة .
اليوم وبعد الشكوى الرسمية، التي قدمتها حكومة عدن إلى مجلس الأمن، واقرت بأن وجود دولة الإمارات في جزيرة سقطرى غير مبرر، وان الخلاف يتمحور حول السيادة الوطنية ، ردت الإمارات على شكوة حكومة بن دغر برسالة لمجلس الأمن، اعترفت خلالها بسيادة اليمن على “سقطرى” وأوضحت أنها تتواجد هناك منذ العام 2012م
اقرت الرسالة التي قدمتها البعثة الدبلوماسية الإماراتية في الأمم المتحدة، إلى أنّ الوجود الإماراتي في الجزيرة منذ 2012، وأن ما حدث شهر مايو/أيار الحالي هو سوء فهم من السلطات اليمنية، الامر الذي يكشف المزيد من الخفايا ، والامور التي لم تتضح بعد، كما يذهب مراقبون، خاصة عندما تأسفت بأن ما حدث ، كان ناتجا لوجود سوء فهم سببه سوء الإبلاغ حول بعض التدابير الثانوية التشغيلية.
معظم المراقبين عن كثب للمشهد اليمني، وبصورة خاصة لأحداث سقطرى الاخيرة يرو أن رسالة الامارات لمجلس الامن، فضحت الرئيس المستقيل هادي وحكومته ، الذين اظهروا عدم الرضا للممارسات التي تقوم بها الامارات في ارخبيل ، مقابل صمتهم ازاء تحركاتها في اكثر من محافظة في جنوب اليمن . فالوجود الاماراتي في ارخبيل حسب ما جاء في الرسالة ” يسبق النزاع في اليمن – بدأ في عام 2012 في أعقاب الدمار الناجم عن إعصار مرجان – فكان يساعد بشكل رئيسي سكان جزيرة سقطرى لأغراض إنسانية. وان التواجد هذا في الجزيرة منذ 2012م كان بالتنسيق مع حكومة هادي وقامت بتدريب القوات اليمنية وإعادة تطوير البنية التحتية الأساسية للجزيرة، في الميناء والمطار والمرافق الصحية والتعليمية والصحية والصرف الصحي والمياه والمشتقات النفطية.
اذن لماذا قام الرئيس المستقيل هادي بهذه الخطوة طالما وأن التواجد الاماراتي جاء بموافقة منه ؟ تجيب الكثير من المؤشرات عن أن هناك محرك اقليمي يتمثل بإحدى الدول العربية، وقد تكون المملكة العربية السعودية اول ما تشير لها اصابع الاتهام، من تقوم بتحريك الرجل، الذي لجأ اليها هارباً في العام 2015م ، وقامت بإنقاذه ومساندته ، وظن أن تلك التصرفات ما هي الا ردا جميلا ازاء ما قدمت له . خصوصا أن الرسالة المقدمة من الامارات لمجلس الامن تلفت أن عملياتها في جزيرة سقطرى تتوافق بشكل كامل مع عملياتها في مناطق أخرى من اليمن .
يبدو أن التواجد السعودي في سقطرى ، أنقذ قوات الاحتلال الاماراتي، في اللحظات الاخيرة ، بعد أن كان الأمر قد خرج من يدها هذه المرة ووصل الى الأطر الدولية، وما يدلل على ذلك ما ورد في الرسالة بأنه : ” تم الآن حل الوضع في جزيرة سقطرى، وهناك تنسيق قوي بين دولة الإمارات، وحكومة اليمن، والمملكة العربية السعودية، والأعضاء الآخرين في التحالف في اليمن” . وكانت قوات الاحتلال الإماراتي قد غادرت سقطرى في وقت سابق الشهر الجاري وتم استبدالها بقوات سعودية .