كتب: عمرو عبدالحميد / وكالة الصحافة اليمنية //
برمواد اليمن هكذا تُمثل طور الباحة الواقعة في لحج، للمسافرين، فالداخل إليها قد يكون مفقود والخارج منها مولود من جديد.
عشرات الجرائم ترتكب وبلا رحمة وتُقيد ضد مجهول، رغم معرفة الجاني فلا دولة تردعه ولا قبيلة تمنعه.
هناك وفي وضح النهار تُحصد ارواح العابرين لا لجُرم إلا أنهم عبروا السبيل قاصدين قراهم ومدنهم.
غياب الضمير الرادع خلف مأساة جديدة كان ضحيتها الطفل “اكرم محمد العزعزي” ذو ال 14 ربيعا من عمره لم يكن هذا الطفل على قائمة الإرهابيين او المطلوبين حتى ينال عناصر التحالف مكافأة مالية من اسيادهم، بل كان ذنبه بأن مر مع ابيه بشاحنتهم من أمام اللئام الذين لا يراعون حق الطريق كقيم يتمتع بها اليمنيين منذ الأزل.
مشهد مروع وفاجعة ادمت قلب المواطن “محمد العزعزي” بعد استقرار رصاصة في رأس نجله، اثناء تبادلهم الحديث عن المستقبل ونظرات الحب الأبوي التي كانت الأخيرة وهم لا يعلمون، قبل أن تقطع مجموعة من ذئاب التحالف استشراف المستقبل بين الأب ونجله.
لن يكون الطفل “اكرم العزعزي” آخر الضحايا في طريق الموت الذي اوجع قلوب عشرات الأسر اليمنية على فقدان احبائهم في ذلك المكان المحكوم من قبل بائعي إنسانيتهم للمال والشيطان.
لم تمضي ساعات على مأساة الطفل “اكرم” إلا وشهدت تلك المنطقة الموبوءة بعناصر الإجرام اختفاء الشاب “صلاح راوح احمد قاسم” من ابناء محافظة تعز بعد طلب إحدى النقاط والمفترضة بأنها “نقطة أمنية” بإنزال الركاب الذين كانوا على متن باص الشاب “صلاح”.
ذهاب الركاب ليبحثوا لهم عن وسيلة نقل أخرى تقلهم مسرعين خوفاً من أن تتخاطف أرواحهم من قبل قطاع الطرق هناك، ذهبوا وتركوا الشاب “صلاح” الذي لم يعد إلى أهله حتى اللحظة.
كل هذه الجرائم لم تلق بالٍ لدى من يعترف بهم المجتمع الدولي على أنهم حكومة أو دولة، هذا الواقع المُر يرى فيه البعض بأنه يجب على صنعاء أن تدرج مربع الخوف “طور الباحة” ضمن هدنتها وإجبار الأمم المتحدة على حماية المواطنين وأمن المسافرين أو تحضر “صنعاء” بطريقتها ليأمن الخائفين.