استطلاع رأي / صنعاء / خاص-ناصح شاكر// وكالة الصحافة اليمنية//
بملابس رثة، ووجوه متعبة، بلا جنبية ، او بحمل جميع أفراد العائلة ، يفترشون بوابات المساجد والجولات المرورية ، ويزورن معظم المحال التجارية وعلى بوابات البنوك والصرّافات الآلية ﻳﺤتشد ﺍﻟﻤﺘﺴﻮﻟﻮﻥ، خلال الشهر الكريم من العصر الى ما قبل آذان الفجر في معظم مديريات امانة العاصمة.
وفي رمضان، الموسم المنتظر لهؤلاء المستولين، وهو موسم المال الوفير كما يراه البعض، يستعد بعض الاشخاص لاستعطاف المواطنين وطلب المعونة والمساعدة، البعض منهم مستغلا رقة القلوب في شهر الخير، الذي اعتاد بعض الناس أن يجودوا فيه بسخاء، لا دراكهم لعظيم أجر الاحسان في هذا الشهر الفضيل.
حيث تدفع بعض الأسر أطفالها إلى شوارع صنعاء، أو المساجد أوقات الصلوات، أو الأسواق وقت شراء القات، أو لطلب القات من معارض السيارات حيث يجلس ملاك السيارات لمضغ القات ، الخ.. ولكن هل كل من يتسول محتاج؟..
يلاحظ البعض وجود أشبه ما يسمى بعصابات في الجولات ، في الوقت الذي تتعفف أسر بأكملها يفتك بها الفقر والفاقة ، من أن تسأل الناس، استغلالا لهذا الشهر الفضيل، ولا تسعى لجمع أكبر قدر من المال كغيرها من المحتاجين.
الكثير منهم مجبر على التسول وليس للامتهان..
حاتم الحيلة، مالك معرض جزيرة العرب، يقول في حديث خاص لـ”وكالة الصحافة اليمنية” إن المتسولين يتواجدون بكثرة في شهر رمضان لان الناس تفعل الخير بشكل كثير في شهر رمضان .
وأشار الى سبب اخر وهو أن أكثر التجار الكبار، غالبا ما يكونون متواجدين في منازلهم في شهر رمضان ، فيتجه الفقراء اليهم .
وبالنسبة للأشخاص الذين يمتهنون التسول للبحث عن نقود، وآخرين يبحثون عن الطعام والبعض الاخر يبحث عن القات، فكلٌّ له قصة.
حيث تحدث حاتم الى وكالة الصحافة اليمنية ، عن من أسماهم المتسولين “المبهررين” أي الذين يصرون على أن تلبي طلباتهم بأي صورة.
قال إنه ذات مرة، “أتى إليّ متسول يمتهن هذه المهرة في يوم ما وقاتي قليل، وعلى الرغم اني اعطيه يوميا قات، إلا انه في ذلك اليوم كان قاتي قليل فاعتذرت، فلم يقبل مني المتسول الاعتذار وأقسم الا يذهب حتى اعطيه جزء من قاتي القليل أصلا”.. أكمل حاتم كلامه وهو يضحك.
علي الهادي، حارس في محل صرافة بشارع النصر ، يروي قصة عجيبة حصلت له مع المتسولين الذين يرفضون المال ويطلبون الطعام.
قال إن متسولاً أتى ذات مرة وأقسم أن يظل نائماً على بلاط الصرافة حتى يعطى نصف كيس طحين لانه ليس لديه ما يطعم أبناءه”.
وأضاف:” دفع لي المدير مبلغاً من المال لأشتري للمتسول من المتجر المجاور نصف كيس قمح، وأخذه المتسول ، ثم أتفاجأ به عائداً بعد دقائق ليمر من أمام الصرافة ، قلت له: “هيا أين الطحين”. فإذا به قد باعه من المتجر الآخر المجاور. فقلت له : مالك يا حاج،!! “فاستحى ما عد درى ما يقل لي”.. فقلت له: المرة الثانية تجي للباب أمانه اكرشك كرش”.
البعض لا يريد أن يعمل براتب وانما التسول يُدر عليه مدخول أكثر
أمين مظفر، له قصة مع متسول آخر، حيث يعمل أمين حارساً لمستشفى خاص ، كان يجلس في بوابة المستشفى بشارع النصر ، ويرى أنهم قلة قليلة الذين يمتهنون التسول ، بينما الغالبية يخرجون لمد اليد بسبب الحاجة فالوضع اصبح عسير.
أمين أشار في حديثه الى وكالة الصحافة اليمنية إلى أن هناك متسولين يرفضون أن يعملوا ، مصرين على ان يبقوا في مهرة التسول.
وذكر قصة حدثت معه في بلاده، مدينة الحدا بمحافظة ذمار ، إذ رفض شخص أن يتلقى راتباً شهرياً 30 الف ريال مقابل القيام بتنظيف المسجد، وأصر أن يبقى في مهنة التسول.
مواطن آخر من ابناء محافظة عمران، ذكر أن متسولة كانت تأتية كل يوم إلى المستشفى ليساعدها بقليل من المال، وعرض عليها أن تعمل منظفة لمدة ساعات مقابل راتب 20 الف ريال شهريا، فرفضت متحججة أنها تحصل على مال أكثر من التسول.
” قسم مكافحة التسول”
من جهته، رجل مرور كان واقفا ينظم حركة مرور المركبات القادمة من جهة شارع الأربعين نحو جولة لنصر، تحدث لوكالتنا قائلا: الظروف اجبرت المتسولين للخروج بكثرة في الجولات في شهر رمضان. وأضاف: “خليهم يطلبو الاناس الناس تعبانه”.
وتحدث عن وجود هيئة رسمية لمكافحة التسول تتخذ من منطقة الحتارش في محافظة صنعاء مقراً لها ويتبع وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ، لكن هذه الهيئة معطلة كلياً ، بل وصل الحد بها الى توفير غطاء للمتسولين.