تحليل/وكالة الصحافة اليمنية//
الشيء المؤكد أن سياسة المملكة العربية السعودية قد تعرت على المستوى الدولي ومنذ أمد بعيد، أولاً لأن سياسة المملكة ليست مستقلة في قرارها من العديد من القضايا الدولية .. بل هي محكومة بسيدها الذي يرسم لها ما يجب أن يكون أو لا يكون، الولايات المتحدة الأمريكية هي التي توجه السعودية باتخاذ مواقف من العديد من القضايا الدولية وما الذي يجب عمله فيها .. هذه حقيقة مسلمة يعرفها العالم أجمع حتى على مستوى الانتاج النفطي، أمريكا حامي السعودية هي التي توجه بكميات الضخ المسموح به للسعودية وبما يتناسب مع المصالح الأمريكية .. فقد تلاعبت السعودية بأسعار النفط بتخطيط وتوجيه أمريكي الأمر الذي أدى إلى انهيار الاتحاد السوفيتي.
واليوم برزت أصوات مؤداها أن هناك خلافات جوهرية بين السعودية وأمريكا يقودها الملك السعودي الغير متوج الأمير محمد بن سلمان خاصة بعدما أجرى العديد من التغييرات في بلاده لكنه على مستوى العلاقات الدولية خاصة العلاقات مع أمريكا لا يستطيع بن سلمان أن يغير فيها شيء .. أمريكا تأمر وبن سلمان ينفذ دون نقاش بما يملى عليه من واشنطن وما الخلافات المعلنة بينهما إعلامياً إلا ذر الرماد على العيون إذ لا تستطيع السعودية أن تغرد خارج السرب الأمريكي هذه الحقيقة يعرفها الجميع منذ قيام الدولة السعودية وإلى ما بعد اليوم .. برزت تغريدات مؤخراً من أن السعودية تنسق مع روسيا في أمور كثيرة بعيداً عن الوصاية الأمريكية عليها .. الروس وبما يتمتعون من دهاء سياسي يجارون بن سلمان في لعبته هذه لكن بحذر .. زيارة لافروف للسعودية مؤخراً سبقت زيارة الرئيس الأمريكي بايدن التي سوف تتم الشهر القادم والتي تهدف على ما يبدو لجس النبض حول استمرارية وصمود المواقف السعودية المناهضة للتوجيهات الأمريكية خاصة فيما يتعلق بالسياسة النفطية السعودية وموقفها من الحرب الروسية الأوكرانية.
زيارة بايدن القادمة للسعودية الهدف منها حسب ما تم الإعلان عنه في وسائل الإعلام الأمريكي من أنها تأتي لإعادة ترميم العلاقات الأمريكية مع المملكة كلام غير مفهوم وغير واقعي ولا يمكن لأي متابع لتاريخ العلاقة الأمريكية السعودية أن يصدق ذلك إذ أن الهدف المعلن للزيارة لا يمكن أخذه وفهمه إلا في اطار الاستهلاك الإعلامي.
ع .ص