تحليل خاص: وكالة الصحافة اليمنية
من الواضح أن السعودية كتبت نهاية الرجل الذي خدمها طيلة 40 عاماً.. كتبتها نهاية تتناسب مع ما قدمه من عمالة غير مسبوقة لقائد عسكري حول بندقيته صوب بلده وشعبه.
نهاية اللواء الفار علي محسن الأحمر التي كتبت السعودية تفاصيلها في وقت مبكر وتحديداً بعد عدوانها الغاشم على اليمن، لم يكن أحداً يتخيلها مهينة كما بدت عليه في تفاصيل الهروب التي تحدث عنها السفير السعودي قبل ثلاثة أيام وتعمد خلالها إهانة محسن الذي أجمع اليمنيون بمختلف شرائحهم على وصفه ب”حرم السفير”.
تفاصيل حديث السفير السعودي في عدن محمد سعيد آل جابر حملت في طياتها ماهو أكبر من الإهانة، فقد صبت في إتجاه تهيئة الموالين لمحسن لتقبل أي نهاية تختارهاالسعودية للواءالذي بات مؤكداً أنه سيدفع باهضاً ثمن خيانته لليمن.
بدأت الرياض وأبوظبي منذ وقت مبكر في تقليم أظافر محسن، وقصقصت أجنحته وأياديه، وضيقت عليه الخناق تدريجياً في عدن وشبوة وحضرموت، ثم في تعز ولاحقاً في مأرب.. وقد تنوعت وسائل إضعافه سواء بقصف العسكريين الموالين له تحت مبرر “الضربات الخاطئة”، أو اغتيالهم، واعتقال كثيرين منهم.
وقد أتضح منذ يناير الفائت أن “أسياد” علي محسن، يهيئون طارق عفاش ليكون بديلاً له.. فمحسن أصبح عجوزاً في أرذل العمر، وتقتضي ضرورة “العمالة” استبداله بالشاب طارق.
ومن المعلوم أن الرياض أنهت مهمة عملائهااليمنيين الذين احتضنتهم منذ ثلاثة أعوام وأكثر، بطريقة مهينة لا تقل عن إهانةالرئيس المستقيل هادي الواقع تحت الإقامةالجبرية.
وقامت السعودية بطرد مجموعة من قيادات عسكرية وسياسية وإعلاميين كانت قد احتضنتهم قبل البدء في حربها العدوانية على اليمن ضمن تحالف عربي بقياداتها.
واحتجزت السعودية داخل سجونها عدداً من عسكريين وسياسيين موالين لهادي ومحسن في الرياض وعلى رأسهم هادي نفسه، في إطار إجراءات عقابية اتخذتها بحقهم وصفها محللين سياسيين بالأخف ضراراً من القتل الذي طال قيادات عديدة محسوبة على حزب الإصلاح ومحسن بغارات لطائرات التحالف في جبهة نهم وقبلها في اللواء 35 الحدودي الذي ارتكبت الطائرات السعودية مجزرة بحق جنوده الموالين لها.
وكان واضحاً أن السعودية ليست راضية عن حزب الإصلاح الموالي لعلي محسن وقياداته سواء تلك التي تحارب في صفها عسكرياً أو التي تتحكم بمفاصل القرار الإداري والسياسي والاقتصادي في حكومة هادي وبن دغر.
وما سبق، مجموعة وقائع سردناها باختصار، فقد كثرت التحليلات والتأويلات، غير أن ما توقعته وكالة الصحافة اليمنية في عديد تقارير وتحليلات سابقة، كلها أكدت نهاية وشيكة ومهينة وقاسية للواء “العميل” ..وهو ما يبدو حالياً أمراً محسوماً،..ويبدو أن الجميع، خصوم محسن والموالين له، قد أدركوا أن التخلص منه بات قريباً، ولكنهم يريدون معرفة الطريقة والوسيلة التي سيتم بها التخلص منه، وإلى أي مدى ستكون قاسية، بحيث تتناسب مع حجم الإساءة والخذلان والدمار الذي جلبه علي محسن لليمن أرضاً وإنساناً.