بيروت/وكالة الصحافة اليمنية//
أكّد الأمين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصر الله، أنّ “المقاومة اليوم من الخيارات الموجودة لدى الدولة والشعب اللبنانيين في هذه المواجهة حول الثروة النفطية”، وشدد على أنّ “المقاومة لا تستطيع، ولن تقف مكتوفة الأيدي أمام نهب ثروات لبنان وكنزه والأمل الوحيد المنقذ لشعبه”.
وقال السيد نصر الله في خطابٍ متلفز مساء اليوم الخميس، حول آخر التطورات السياسية: “نحن أمام عدوٍ لا يعترف بقرارات دولية، والمنطق الوحيد الذي يسير عليه هو منطق القوة والاستعلاء وبالتجربة لا يستجيب لأي قرار دولي، ويستجيب فقط بالضغط والمقاومة، وقد انسحب بالقوة عام 2000 ومن قطاع غزة”.
وأشار إلى أنّ “كل الخيارات مفتوحة لدى المقاومة”.. مضيفاً: “لا نريد الحرب لكننا لا نخشاها ولا نخافه، لكنّ العدو يجب أن يتوقف عن نشاطه في حقل كاريش، وسحب السفينة سريعاً وفوراً”.
وأضاف: إنّ “لبنان أمام مرحلة جديدة، خلاصتها أنّ ما جرى خلال الأيام الماضية، وتنصيب الشركة البريطانية اليونانية منصةً في حقل كاريش لاستخراج الغاز خلال 3 أشهر، اعتداءٌ على لبنان ووضعه أمام موقفٍ صعب”.
وتابع قائلاً: إنّه “فيما يتعلق بالحدود البحرية والثروة الموجودة في المياه، أصبح لبنان أمام قضية يجب أن تتحول إلى قضية وطنية كبرى”.
ولفت إلى أنّ الثروة الموجودة في المياه اللبنانية هي ثروة هائلة وهي ما سُميّت بـالكنز الموجود في الجوار”.. مؤكّداً أنّ هذه الثروة هي “ملك لكل الشعب اللبناني، وهي الأمل المتبقي لإنقاذ لبنان من الانهيار”.
وشدد السيد نصرالله على ضرورة “تحديد هدف يتمثل بحماية الثروة النفطية واستخراجها والاستفادة القصوى منها بعد استخراجها”.. لافتاً إلى أنّه “في المنطقة، وحدهما سوريا ولبنان ممنوعان من التنقيب عن نفطهما وغازهما تحت طائلة العقوبات”.
واعتبر أنّ “الخطر الأول من الاعتداء على الحدود البحرية هو سلخ مساحة كبيرة جداً من لبنان وبما تحويه من حقول وثروات”، فيما الخطر الثاني يتمثّل في أنّ “لبنان ممنوعٌ من استخراج نفطه، وهذه مشكلة يجب على اللبنانيين التفكير في حلٍ لها”.
وقال: إنّ “الخطر الثالث هو إفراغ الحقول التي تمتد إلى بلادنا”.. مشيراً إلى أنّه “في هذه الحالة، عامل الوقت يصبح مهماً جداً، أي عندما يأتي الوقت ويسمح لنا بالاستخراج قد لا نجد شيئاً”.
وأضاف: إنّ “هذه قضية المياه والنفط واستخراج الغاز لا تقل أهمية عن قضية تحرير الشريط الحدودي المحتل، بل أكثر من ذلك، هذه القضية فيها مميزات يجب أن تشكل دافعاً وحافزاً ليتحمل الجميع المسؤولية”.
وتابع قائلاً: “ذاهبون لمواجهة المخاطر المتعلقة بالثروة النفطية”.. مشدداً على “ضرورة معرفة أنّ عامل الوقت ليس لمصلحة لبنان”.
وقال السيد نصرالله: “الهدف المباشر يجب أن يكون منع العدو من استخراج النفط والغاز من كاريش ووقف النشاط الذي سيبدأ أو قد يكون بدأ”.. مؤكّداً أنّ “كل يوم تأخير سيُسجل فيه ضياع ثروة ومال للشعب اللبناني”.
وأوضح أنّ “لبنان يملك في هذه المواجهة الحق والدافع والحاجة القصوى والقوة تحت عنوان الجيش والمقاومة”.. مشيراً إلى أنّ “المقاومة قطعاً تملك القدرة المادية والعسكرية والأمنية لمنع العدو من استخراج النفط والغاز من حقل كاريش”.
وأضاف: إنّ “كل إجراءات العدو لا تستطيع أن تحمي المنصة العائمة ولا عملية الاستخراج من حقل كاريش”.. مؤكّداً أنّ “أي حماقة يُقدم عليها العدو ستكون تداعياتها ليس فقط استراتيجية بل وجودية، وما ستخسره “إسرائيل” في أي حرب يهددون بها أكثر بكثير مما يمكن أن يخسره لبنان”.
وشدد السيد نصر الله على أنّ “توحيد الموقف الرسمي بين الرؤساء الثلاثة ومن خلفهم الدولة بمؤسساتها يعطي قوة للمفاوض اللبناني”.. معتبراً أنّه “في المعركة الوطنية الكبرى يجب الارتقاء إلى مستواها والخروج من الزواريب السياسية الضيّقة”.