تقرير/عبدالكريم مطهر مفضل/وكالة الصحافة اليمنية//
تمر اليوم الذكرى السنوية الـ 44 للانقلاب على حكم الرئيس سالم ربيع علي (سالمين)، الذي تولى رئاسة ما كان يعرف بجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية في 22 يونيو 1969 إلى أن تم الانقلاب عليه وإعدامه في 26 يونيو 1978.
كاريزما قيادية فريدة
ولد الرئيس سالمين في محافظة أبين عام 1934، وكان أحد الثوار ضد الاحتلال البريطاني جنوب اليمن، وتقلّد أدواراً سياسية في الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن حتى تحقّق الاستقلال الوطني، وكان عضواً قيادياً في الجبهة القومية الحاكمة، وتقلّد رئاسة الجمهورية في 22 يونيو 1969 عقب الانقلاب على الرئيس قحطان الشعبي.
أقدم سالمين، على تغيير اسم الدولة إلى جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في 1 ديسمبر 1970.
عارض سالمين فكرة الحزب الاشتراكي اليمني “الحزب الطليعي” التي طرحها عبد الفتاح إسماعيل، لينضم عقب ذلك إلى عدة أطراف يسارية أخرى لخلق التنظيم السياسي الموحد للجبهة القومية.
اندفع سالمين في بداية حكمه نحو اشتراكية الكادحين “البروليتاريا” فقام بأصدر قانون تأميم الشركات والمصارف ثم قانون الإصلاح الزراعي، ووضع خطط تنموية ثورية.
وفي منتصف السبعينيات بدأ سالمين في التخلي عن الماركسية واتجه إلى تحسين علاقات بلاده مع الصين ودول الجوار وعلى رأسها السعودية والإمارات والجمهورية العربية اليمنية، بهدف تخفيف الضغوط الاقتصادية.
تميز سالمين بصفات البساطة والتواضع والمسؤولية تجاه الشعب، وحظي بشعبية جارفة حيث عاش فقيرا .. ومات فقيرا ولذا كان يلقبه الشعب بـ”أبوالمساكين”.
سالمين والحمدي والعداء السعودي
وبحسب الباحث والكاتب عبدالله بن عامر، في حلقة القيت بتاريخ 1 نوفمبر 2020 فإن أول لقاء جمع بين سالمين والحمدي كان في القمة العربية بالرباط 1974م وهناك التزم الرئيسين بالعمل على تحقيق الوحدة، واتفقا على أن تكون كلمة اليمن واحدة في تلك القمة وان يلقي كلمة اليمن (بشطرية) الرئيس سالمين.
وبحسب عامر فإن موقف الحمدي أزعج الملك السعودي فيصل الذي بدأ يتوجس من تقارب الحمدي وسالمين.
أصابع سعودية خلف اغتيال 3 زعماء يمنيين
كشفت دائرة التوجيه المعنوي التابعة لوزارة الدفاع اليمنية في بيان صحفي في 26 نوفمبر 2019، أن النظام السعودي لم يكن يرغب في التقارب بين صنعاء وعدن إضافة الى ملف خطير له علاقة بالكيان الصهيوني وهو ملف باب المندب والبحر الأحمر.
ورأي المراقبون أن السعودية والكيان الصهيوني وبدعم أمريكي قرروا حينها التخلص من الحمدي بالتنسيق مع عملائهم في القطر الشمالي، وتصفية سالمين من خلال تقديم الغشمي ككبش فداء.
وقال المراقبون، أن السعودية استغلت تهديد سالمين بالثأر من قتلة الحمدي وقامت بالتخطيط لقتل الغشمي عبر رجلها الأول في اليمن علي عبدالله صالح وهو ما أكده حسين الغشمي في تصريح لصحفية الوطن السعودية في 19 مايو 2016 أن عفاش هو رأس حربة تصفية الزعماء الثلاثة الحمدي والغشمي وسالمين، وبأنه قام بتصفية والده داخل المستشفى العسكري بصنعاء بعد إسعافه جراء انفجار عبوة زرعت تحت مقعده أثناء استقباله لمبعوث سالمين وبأن العملية تم التنسيق لها بين المخابرات في اليمن الشمالي والجنوب.
وأضاف نجل الغشمي، والدي بترت أطرافه السفلية فقط والعلوية كانت سليمة مما يدل ان الانفجار كان تحت المقعد وليس عبر حقيبة ملغمة.
في 24 يونيو 1978، وبعد ساعة من إعلان وكالة الأنباء العراقية خبر انفجار غامض بمكتب الرئيس الغشمي أعلنت إذاعة صنعاء في تمام الساعة 3 والنصف عصراً خبر اغتيال الرئيس أحمد الغشمي إثر انفجار حقيبة ملغومة حملها إليه من عدن شخص يدعي “مهدي أحمد صالح” الملقب “تفاريش”، والذي كان مبعوثا رئاسيا من سالمين.
أدان سالمين جريمة اغتيال الغشمي متوعدا بالانتقام من القتلة لكنه لم يمكث طويلا ليلحق به إثر نجاح عملية الانقلاب ضده.
عقدت جامعة الدول العربية اجتماعًا طارئًا – على مستوى وزراء الخارجية العرب – بطلب سعودي بهدف اتخاذ موقف عربي ضد نظام سالمين وتلفيق تهمة ضلوعه وراء عملية الاغتيال، حيث أعلنت 15 دولة عربية قطع علاقاتها الدبلوماسية مع اليمن الجنوبي.
الانقلاب ضد سالمين
وجّهت أصابع الاتهام في اغتيال الغشمي لأكثر من طرف في قيادة الحزب الاشتراكي بالجنوب وعلى رأسهم سالمين.
وقال محمد سعيد عبدالله الملقب بـ”الحزب” والذي شغل منصب أركان حرب أمن رئاسة سالمين، لموقع “عدن الغد” في 28 يونيو 2019، “ينبغي أن نوضح بأن أسباب ودوافع اغتيال سالمين كانت كثيرة ومتشعبة وليست وليدة يوم الانقلاب، ولكن السبب الذي ظهر علي السطح بدأ بعملية اغتيال الغشمي”.
وأضاف الحزب، بعد اغتيال الغشمي تم رفع درجة الاستعداد القتالي في جميع الوحدات العسكرية في الشمال وفي الجنوب على حد سواء.
وتابع، بدأ الهجوم على مقر الرئاسة من قبل أعضاء اللجنة المركزية بعد منتصف ليل 24 يونيو من جبل هيل، ومن وزارة الدفاع ومن الشرطة العسكرية وكانوا مطلين على قصر الرئاسة واستخدمت أسلحة الدشكا وبي10 كما قام الطيران الحربي والزوارق الحربية بقصف مخازن السلاح في مقر الرئاسة الأمر الذي دفعنا إلى الانسحاب باتجاه القصر المدور الذي يحاط بدفاعات قوية وآمنة.
وأردف، اعلنت إذاعة عدن أن قوات صنعاء شنت هجوم جوي وبحري وقامت بإنزال مظلي في القصر الرئاسي بهدف قتل سالمين، وكنا نسمع قائد الهجوم “علي شائع” ينادي بالميكرفون اهجموا على الغزاة الأجانب.
وأضاف، في الساعة 6 مساءً 25 يونيو، نفذت علينا الذخائر وأثناء المعركة قتل عبدالله الصبيحي قائد حرس الرئيس ومعه 7 جنود آخرون، حينها قرر سالمين الاستسلام حيث أرسل المكتب السياسي 3 وزراء إلى الرئيس وهم: وزير الدفاع علي عنتر، ووزير الداخلية صالح مصلح، ووزير الخارجية محمد صالح مطيع، ودار الحوار مع الرئيس من الساعة 10 مساء حتى الواحدة والنصف صباح يوم 26 يونيو، وقد أشعرنا الرئيس برغبتنا في احتجاز الوزراء الثلاثة كرهائن لكنه رفض وقال: هم يريدون السلطة، أنا أعطيتهم استقالتي وسلمتها لهم، وطلبت السفر إلى الصين ولا داعي لتفجير الموقف”.
مصير سالمين ورفاقه