متابعات/وكالة الصحافة اليمنية //
مع بدء العد التنازلي لزيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى المنطقة، بما فيها دولة الاحتلال والسعودية، فقد تزايدت التقديرات الصهيونية حول إمكانية إبرام الضيف القادم صفقة تطبيع بين الرياض وتل أبيب، في ضوء التسريبات الأمريكية الأخيرة عن احتمال حصول مثل هذا الأمر، خاصة في ضوء الأحاديث عن تأسيس حلف دفاعي عسكري يضم عددا من الدول العربية بجانب دولة الاحتلال.
في الوقت ذاته، تخشى الأوساط السياسية الصهيونية من أن عدم طي صفحة الخلافات بين واشنطن والرياض، لن يساعد في إنجاز التطبيع معها، على اعتبار أن بايدن سيكون عراب هذه الصفقة، كما كان الرئيس السابق دونالد ترامب عرّابا للتطبيع مع الإمارات والبحرين.
رون درامر، السفير الصهيوني الأسبق في واشنطن، والذي لعب دورًا حاسمًا في التوصل إلى الاتفاقات الإبراهيمية للتطبيع، قال إنه “لو لم تنفجر الأزمة السياسية في في حكومة الاحتلال خلال عام 2019، لكنت متأكدا أننا كنا سنحقق التطبيع مع السعودية، واليوم بإمكان الرئيس بايدن إن اتبع السياسة الصحيحة أن يتوصل إلى حل للصراع العربي الصهيوني، لأن مثل هذا الاتفاق يحدث مرة كل قرن، وبالتالي فهو كفيل بإنهاء هذا الصراع”.
لكنه استدرك في حوار مع صحيفة إسرائيل اليوم، بقوله إن “السياسة الأمريكية في الوقت الحالي ليست في المكان المناسب، لأن الكيان الصهيوني يحتاج إلى تعزيز موقعه في المنطقة كما فعلت إدارة ترامب، بحيث يكون مفهوماً للدول العربية أن الطريق إلى واشنطن يمر عبر تل أبيب، وليس أن الطريق إلى السلام الإقليمي يمر عبر رام الله، أي القضية الفلسطينية، هذه هي صيغة النجاح المطلوبة للأمريكيين”.
وبالتزامن مع الجهود الإسرائيلية للتوصل إلى صفقة تطبيع مع السعودية التي يصفونها بأنها “درة التاج”، فهي تبدي قناعتها بأن التوجهات الأمريكية بزيادة مستوى التطبيع العربي الصهيوني نابعة من مساعيها للانسحاب من الشرق الأوسط، وتفاقم التهديد الإيراني، وتعزيز موقف إسرائيل في عيون حكام الدول العربية، وإظهارها كقوة تكنولوجية عالمية.
في الوقت ذاته، لا يخفي الصهاينة قلقهم من وجود تيار أمريكي معاكس لتوجهات الرئيس بايدن لإنجاز التطبيع بين السعودية ودولة الاحتلال، لاسيما في الحزب الديمقراطي، ويريدون تخفيف مستوى العلاقات مع المملكة بسبب اغتيال خاشقجي، وهم في الوقت ذاته يتوقون للتوصل إلى اتفاق مع إيران، وإرضائها، وبذلك يشكلون تيارا حائلا أمام استعادة تل أبيب لتأثيرها في دوائر صنع القرار الأمريكي.
ومع زيادة الحراك الأمريكي لإنجاز التطبيع السعودي الصهيوني، يستعيد الصهاينة ما يعتبرونه توافقا مع المملكة بشأن فهمهما المشترك لمختلف قضايا المنطقة، وعلى رأسها الربيع العربي، حيث كانت نظرتهما تقريبا متطابقة ضده، لأنهما اعتقدتا أن هذه الثورات العربية تحمل جملة من المخاطر الكامنة عليهما، ما دفعهما لإجهاضها، والانقلاب عليها.