نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصادر دبلوماسية، قولها إن الإمارات عرقلت خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي مقترحا للأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش بتعيين وزير الخارجية الجزائري السابق صبري بوقادوم مبعوثا أمميا إلى ليبيا.
وبحسب أحد هذه المصادر، فإنّه خلال الجلسة التي خصّصها مجلس الأمن لبحث الوضع في ليبيا، شددت دول عدة، من بينها فرنسا، على وجوب أن يُملأ “في أقرب وقت ممكن” هذا المنصب الشاغر منذ تشرين الثاني/ نوفمبر.
ومنذ الخريف، لا يمدّد مجلس الأمن الدولي ولاية “بعثة الأمم المتّحدة للدعم في ليبيا” سوى لفترات قصيرة مدة كل منها بضعة أشهر، في عجز سببه خصوصاً عدم اتّفاق المجلس على اسم المبعوث المقبل.
وبعد محاولات عديدة فاشلة لملء هذا المنصب الشاغر، فقد اقترح غوتيريش الأسبوع الماضي على أعضاء مجلس الأمن الخمسة عشر تعيين بوقادوم مبعوثا إلى ليبيا.
لكنّ دبلوماسياً قال لوكالة الأنباء الفرنسية، طالب عدم نشر اسمه، إنه خلال جلسة الاثنين “وحدها الإمارات رفضت” تعيين الوزير الجزائري السابق.
والإمارات، العضو غير الدائم في مجلس الأمن الدولي، تمثل حاليا المجموعة العربية في المجلس.
وبحسب دبلوماسيين آخرين عديدين، فقد أوضحت الإمارات خلال الجلسة أن “دولا عربية وأحزابا ليبية أعربت عن معارضتها” لتعيين بوقادوم مبعوثا إلى ليبيا، دون الكشف عن الدول أو الأحزاب التي رفضت ذلك.
واكتفى أحد هؤلاء الدبلوماسيين بالإشارة إلى أنّ هناك “قلقاً إقليمياً” من تعيين بوقادوم، لا سيما أن للجزائر حدودا مشتركة مع ليبيا، مشددا على أنه لو مضى مجلس الأمن قدما في تعيين بوقادوم لوجد الدبلوماسي الجزائري نفسه أمام “مهمة مستحيلة“.
وسيكون المبعوث الأممي المقبل التاسع الذي يتولى هذا المنصب خلال 11 سنة.
وفي السياق، انتقد نائب السفير الروسي لدى الأمم المتحدة ديمتري بوليانسكي الدول الغربية التي تسعى، على حد قوله، للبقاء ممسكة بالملف الليبي.
ودعا الدبلوماسي الروسي الأمين العام للأمم المتحدة إلى “اتباع نهج مدروس ومتوازن” في بحثه عن مبعوث جديد إلى ليبيا، مشددا على ضرورة أن يراعي في خياره آراء الأطراف الليبية والفاعلين الإقليميين.
وشدد بوليانسكي على وجوب رفض “إملاءات المعسكر الغربي الذي يعتبر ليبيا ساحته الخلفية”، فيما رفضت بريطانيا والولايات المتحدة بشدة الاتهامات التي ساقها المندوب الروسي للغرب.