بيروت/وكالة الصحافة اليمنية//
قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، اليوم الأربعاء، إنّ “أمريكا اليوم هي غير أمريكا في 2003 و2006 … ورئيسها العجوز هو صورة عن أمريكا التي دخلت مرحلة الشيخوخة”.
وفي خطاب متلفز له مساء اليوم الأربعاء أكد السيد نصر الله أنّه “يوجد اليوم نسخ جديدة من مشروع الشرق الأوسط الجديد”.. مشيراً إلى أنّ “زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى الشرق الأوسط تأتي في هذا السياق”.
وعن أهداف زيارة بايدن للشرق الأوسط، أوضح السيد نصر الله أنّ “ما جاء بالرئيس الأمريكي إلى المنطقة أمران، أحدهما إقناع دول الخليج بتصدير النفط والغاز والذي يتقدم موضوع إسرائيل”.. مضيفاً: إنّه “ليس لدى بايدن ما يقدمه للشعب الفلسطيني على الإطلاق”.
كما أكّد في السياق ذاته أنّ “مهمة الأمريكيين الأولى والحاسمة في نتائج الحرب الروسية الأوكرانية هي تأمين البديل عن الغاز الروسي لأوروبا”.. لافتاً إلى أنّ “أمريكا تقاتل روسيا بالأوكرانيين حكومة وجيشاً وشعباً، وجرّت معها كل الدول الأوروبية”.
وبيّن السيد نصر الله أنّ الهدف الثاني من زيارة بايدن إلى المنطقة، هو “الالتزام بأمن إسرائيل والتركيز على التطبيع”.
وتعليقًا على تهديد وزير الأمن الصهيوني بني غانتس بالسير إلى بيروت وصيدا وصور، قال السيد نصر الله: إنّ “كل الإسرائيليين يدركون أنّ كلامه حول دخول لبنان فارغ”.
ونصح غانتس أن “يجري مراجعة لتجربة حرب يوليو في أيامها الأخيرة حين اتخذوا قراراً بدخول بنت جبيل”.. متسائلاً: “غزة المحاصرة، والتي تعاني من ظروفٍ صعبة، لا تجرؤ على التقدم خطوات فيها، فكيف تهدد بالوصول الى صيدا وبيروت؟”.
وأكّد السيد نصر الله أنّ “على الإسرائيلي لدى إجراء حساباته للحرب أن يأخذ بعين الاعتبار البيئة والقدرات والجغرافيا التي كلها مع المقاومة”.
لبنانياً.. قال السيد نصر الله: إنّ “من جملة إنجازات المقاومة في حرب يوليو إسقاط المشروع الأمريكي للشرق الأوسط الجديد”.. مضيفاً: إنّ “من جملة إنجازات حرب تموز أيضاً إيجاد قواعد ردع بين لبنان والعدو الإسرائيلي”.
وشدد على أنّه “كان هناك مشروع أمريكي للسيطرة على المنطقة من خلال القوات العسكرية المباشرة، لكنّ صمود المقـاومة ولبنان وفشل أهداف حرب يوليو، وجّهت ضربةً قاسيةً جداً لمشروع الشرق الأوسط الجديد”.
وحول استخراج النفط والغاز في لبنان، شدد السيد نصر الله على أنّ “الفرصة الذهبية المتاحة في مسألة استخراج الغاز والنفط هي الآن، أي هذان الشهران”.. لافتاً إلى أنّه “بعدهما ستكون الكلفة أعلى”.
وخاطب المسؤولين اللبنانيين قائلاً: “لا تسمحوا للأمريكي بخداعكم وإضاعة الوقت، وإذا لم تثبتوا حقوقكم قبل سبتمبر، فإنّ الأمور ستكون مكلفة بعد هذه المهلة”.
وأكّد أنّ “المقـاومة هي القوة الوحيدة التي يملكها لبنان للحصول على حقه بالنفط والغاز”.. مبيّناً أنّ “استخراج النفط والغاز يؤمن مليارات الدولارات للدولة اللبنانية دون أي ديون خارجية وهذا هو طريق الإنقاذ الوحيد للبلد”.
وقال السيد نصر الله: إنّ “الوسيط الأمريكي لا نعتبره وسيطاً، بل هو طرف يعمل لمصلحة إسرائيل ويضغط على الجانب اللبناني”.. معتبراً أنّ “ما أتى بالوسيط الأمريكي عاموس هوكستين في زيارته الأخيرة أمران، الحاجة الملحة لتأمين بديل عن الغاز الروسي وتهديدات المقاومة الجدية”.
وأضاف: إنّ لدى “العدو الإسرائيلي نقطة ضعف هي حاجته للغاز والنفط في مقابل نقطة القوة لدى لبنان التي تكمن في قدرته على التعطيل”.. قائلاً للمسؤولين اللبنانيين إنّ “المقاومة نقطة القوة الوحيدة التي لديكم في مفاوضات ترسيم الحدود فاستفيدوا منها واستغلوها”.
وتابع قائلاً: “لم نتفق أو نعد أحداً بأننا لن نقدم على أي خطوة وأننا ننتظر المفاوضات، ومن يعد الأميركيين بذلك فهو يخدعهم”، مؤكداً أنّ من “حق المقاومة الإقدام على أي خطوة في الوقت المناسب والحجم المناسب للضغط على العدو الإسرائيلي”.
وأردف قائلاً: “نحن خلف الدولة في الترسيم أي إنّها هي التي تفاوض وليس نحن من نفاوض، لكن قلنا إنّنا لن نقف مكتوفي الأيدي”.
وعن إطلاق حزب الله 3 مسيّرات غير مسلّحة في اتجاه “المنطقة المتنازع عليها” عند حقل “كاريش” مطلع الشهر الجاري، أوضح السيد نصر الله أنّ “المسيرات جاءت بعد الجواب الأمريكي الواضح بالخداع وتقطيع الوقت وتركيب الطرابيش”.
وأشار في السياق ذاته إلى أنّ حزب الله تقصّد “إرسال 3 مسيرات للاستطلاع ولإسقاطها من قبل الإسرائيلي”.. لافتاً إلى أنّه “لأول مرة في تاريخ الكيان “الإسرائيلي” تطلق باتجاهه 3 مسيرات في آنٍ واحدٍ، وعلى هدف واحد”.
وأوضح أنّ “رسالة المسيّرات كانت تقول إننا جديون وذاهبون في التدرج بخطواتنا وهذه الرسالة فهمها الإسرائيلي والأميركي”.. مشدداً على أنّ “كل شيء يخدم ملف المفاوضات سنقدم عليه بالحجم المناسب والوقت المناسب”.
وخاطب السيد نصر الله العدو والصديق قائلاً: إنّ “مسألة ترسيم الحدود مصيرية وهي الطريق الوحيد لإنقاذ لبنان وشعبه ولا نمارس فيها الحرب النفسية”.. مضيفاً: “لنكن كلبنانيين على موقف واحد نُسمعه للإسرائيلي بعيداً عن الأزقة والخلافات”.
واعتبر أنّه “إذا كان الخيار عدم مساعدة لبنان ودفعه باتجاه الانهيار ومنعه من استخراج الغاز، فإنّ التهديد بالحرب بل والذهاب إليها أشرف بكثير”.
وتابع: “أقول للعدو الصهيوني وللأميركي إنّ رسالة المسيرات بدايةً متواضعة عمّا يمكن أن نذهب إليه”.. لافتاً أنّ “هناك من يريد لهذا الشعب أن يموت جوعاَ وأن نقــتل بعضنا على أبواب الأفران ومحطات البنزين”.
وأعلن السيد نصر الله أنّه “إذا وصلت الأمور إلى نقطة سلبية لن نقف فقط في وجه كاريش.. سجلوا هذه المعادلة، سنذهب إلى كاريش وما بعد بعد كاريش”، وكشف أنّ حزب الله “يتابع كل ما هو موجود على الشواطئ المقابلة ويملك كل الإحداثيات”.
واختتم السيد نصر الله خطابه متوجهاً إلى الشعب اللبناني قائلاً: “أيها الشعب اللبناني لقد وصلنا إلى نهاية الخط ونحن لا ننتظر إجماعاً.. ولن نتخلى عن الدول”.