تحليل/وكالة الصحافة اليمنية//
أخفق الرئيس الأمريكي جو بايدن تحقيق ما كان يريده من نتائج في قمة جدة التي جمعته مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي والرئيس المصري وملك الأردن ورئيس الوزراء العراقي .. يمكن القول انه ظفر بالحد الأدنى مما كانت إدارته تأمل في تحقيقه من هذه القمة ومرد ذلك يعود إلى السياسة الخارجية الأمريكية التي تشهد تراجعاً مستمراً مُنذ فترة بسبب فرض أمريكا مصالحها على دول العالم دون مراعاة للمصالح الوطنية لكل دولة بالإضافة إلى الإملاءات ونهب الثروات التي تتبعها أمريكا في معاملاتها الدولية الأمر الذي يمكن القول معه أن بايدن قد عاد إلى بلاده بخفي حنين وهو وصف دقيق للفشل والاخفاق الذريع لما كان يأمل الرئيس الأمركي تحقيقه من خلال هذه القمة.
صحيح أن السعودية ودول الخليج كيانات قائمة بحماية أمريكية ومنذ وقت طويل ولا يمكن لها أن تغرد خارج السرب الأمريكي لكن فشل الزيارة جاء بسبب متغيرات دولية أضحت أمراً واقعاً على المستوى الدولي وبات على المجتمع الدولي أن يضع لها ألف حساب .. هذه المتغيرات فرضتها روسيا والصين وهما دولتان كبيرتان هيأت نفسها منذ وقت طويل لتحتل مكانة مرموقة في عالم لم يعد بعد الآن محكوماً بسياسة القطب الواحد.
الشئ المؤكد على المستوى الدولي أن معظم دول العالم قد أصابها الألم بهذا القدر أو ذاك من السياسة الأمريكية الأمر الذي جعل دول العالم تنتظر بروز كيان دولي مُكافئ لأمريكا وقادر على مواجهتها ليشكل ملاذ حماية لبقية دول العالم التي تضررت من النزعة الاستعلائية الاستعلائية الأمريكية .. وهذا أمر واضح وجلي عند النظر لواقع العلاقات الأمريكية السعودية والخليجية التي تتسم بالتبعية والاستغلال .
لقد غيرت الحرب الروسية الأوكرانية حسابات واشنطن وأجبرتها على مراجعة سياستها في منطقة الشرق الأوسط والتي ظلت تديرها لعقود طويلة من الزمن عن بُعد من البيت الأبيض وخلفت كيانات هزيلة وضعيقة في السعودية والخليج .. والأمر المؤسف أن هذه الكيانات تجد صعوبة في التحرر من تبعيتها من السياسة الأمريكية وكأنها غير قادرة على تبني سياسة وطنية مستقلة تلبي مصالح وطموحات شعوبها وتحديد أسس مستقبلها بعيداً عن الإملاءات الأمريكية .
تحدث بايدن في جلسات اللقاء في جدة كثيراً عن الأمن لكن ما يقصده هو أمن الكيان الصهيوني وليس أمن المنطقة وهذا أمر مؤسف أن يوجد من يصغي لمثل هذا الهراء .. سعى بايدن جاهداً ومنذ فتيرة لتشكيل “ناتو شرق أوسط” الهدف منه مواجهة إيران ومحور المقاومة العربية والآن لم يعد الحديث عن هذا الناتو مقبول لرفض دول مشاركة في قمة جدة هذه الفكرة.
ع .ص