وقَّعت إيران روسيا، الثلاثاء 19 يوليو 2022، على مذكرة تفاهم تنص على استثمارات بقيمة 40 مليار دولار في حقوق النفط والغاز في إيران، وذلك في أعقاب قمة ثلاثية تستضيفها طهران وتضم روسيا وتركيا.
وكالة “تسنيم” الإيرانية للأنباء قالت إن “مدير الشركة الوطنية الإيرانية للنفط، محسن خجسته مهر، ونائب الرئيس التنفيذي لشركة “غازبروم” الروسية ويتالي ماركلوف، وقَّعا مذكرة تعاون استراتيجية بقيمة 40 مليار دولار في العاصمة طهران”.
وصف مهر المذكرة بأنها “أكبر اتفاقية استثمار أجنبي في قطاع النفط لبلاده”، بحسب ما نقلت وكالة أنباء وزارة النفط الإيرانية “شانا”.
كذلك أوضح المسؤول الإيراني أن “غازبروم” ستستثمر ضمن إطار المذكرة عشرات مليارات الدولارات لتطوير حقول الغاز الواقعة بالقرب من شمال فارس وجزيرة كيش في الخليج، ولاستكمال مشاريع إيران بشأن الغاز الطبيعي المسال”.
من بين أهم محاور المذكرة تطوير 6 حقول نفطية، وتبادل الغاز والمنتجات، وإنشاء خطوط أنابيب لتصدير الغاز، إلى جانب سائر أشكال التعاون العلمي والتكنولوجي، بحسب المصدر نفسه.
يأتي هذا بينما تملك إيران ثاني أكبر احتياطي من الغاز على مستوى العالم بعد روسيا، لكن العقوبات الأمريكية أعاقت حصولها على التقنيات وأبطأت عملية تطوير تصدير الغاز.
قمة ثلاثية بطهران
يأتي الإعلان عن هذه الاتفاقية الروسية- الإيرانية، بينما تستضيف طهران قمة تجمع رئيس البلاد إبراهيم رئيسي، ونظيرَيه التركي رجب طيب أردوغان، والروسي فلاديمير بوتين.
تحظى زيارة بوتين لطهران باهتمام واسع؛ إذ أعاد الغزو الروسي لأوكرانيا تشكيل سوق النفط والغاز العالمية؛ مما أدى إلى ارتفاع الأسعار وتكاليف المعيشة والتضخم.
في سياق متصل، أشاد الرئيس الإيراني بزيارة نظيره التركي أردوغان لطهران، وقال إن الزيارة “تشكل منعطفاً مهماً في علاقات البلدين”.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك، عقده رئيسي مع أردوغان، ولفت الرئيس الإيراني إلى أن “من القضايا التي اتفقت تركيا وإيران عليها اليوم تأسيس شركات صناعية مشتركة بين البلدين”.
أضاف رئيسي: “حددنا حجم التبادل التجاري بين البلدين بـ30 مليار دولار، ما يعني رفعه 3 أضعاف”.
من المقرر أن يستضيف رئيسي “أردوغان وبوتين” في أول لقاء ثلاثي على مستوى الرؤساء منذ عام 2019، ضمن إطار “عملية أستانة للسلام” الرامية لإنهاء النزاع السوري المندلع منذ العام 2011.
أدت كل من روسيا وإيران وتركيا دوراً محوريا في النزاع السوري منذ اندلاعه، وقاد دعم موسكو وطهران لرئيس النظام بسوريا بشار الأسد إلى تغيير المعادلة على الأرض لصالح قواته، بينما دعمت تركيا فصائل معارضة له.
في هذا الصدد، قال أردوغان إنّ “المرحلة القادمة ستشهد إعادة تقييم لمسار أستانة بخصوص سوريا وتفعيلها مجدداً”.
يُشار إلى أن القمة الثلاثية في طهران تأتي في وقت تواجه فيه روسيا وإيران عقوبات واسعة من قِبَل الغرب، بسبب الحرب التي تشنها موسكو على أوكرانيا، وخرق طهران للاتفاق النووي مع القوى الكبرى.